تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانت تقع فيك، فأنهاها فلا تنتهِ، وأزجرها فلا تنزجر، فالبارحة وقعت فيك، فنهيتها فلن تنتهي، فقمت إلى المِغْوَل (وهو السيف القصير) فأتيت حتى وصلت

إليها (وهو أعمى لا يراها حتى عَلِمَ أنه أصاب بطنها) فاتّكأ على المِغْوَل حتى بَقَرَ بطنها وقَتَلَها، فلمّا أتمَّ حديثه، قال ?:"اشهدوا بأن دمها هَدَر".

ومن هنا أخذ العلماء أنه لا يجوز أذيّته ?،لكن على الناحية الأخرى لا يجوز للمسلم أن يغلو في تعظيمه ?،فهو-عليه الصلاة والسلام-بشر، وليس له

من خصائص الألوهية ولا الربوبية شيء، وإن كان أفضل الخلق مقاماً وأعلاهم منزلة ?.

? قال العلاّمة السعدي-رحمه الله-:إن المعصية تؤثّر في المكان كما تؤثّر فيه الطاعة.

? الإيمان إمّا أن يكون: 1 - اضطراري. 2 - أو اختياري.

أما الإيمان الاضطراري فلا يقبله الله أبداً، والإيمان الاضطراري له حالتان:

الأولى: عامة. وهي طلوع الشمس من مغربها، والدليل?يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها?.

الثانية: إذا حقّ العذاب ونزل، مثل ما قال فرعون:?آمنتُ أنه لا إله إلاّ الذي آمَنَتْ به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين?فهذا لا يُقبَل.

? إن الله أمر نبيّه أن يحلف ثلاث مرّات في القرآن:

-أوّل مرّة في سورة يونس، قال تعالى:?ويستنبئونك أحقّ هو قل إي وربّي إنه لحقّ وما أنتم بمعجزين?.

-الثانية في سورة سبأ.

-الثالثة في سورة التغابن، قال تعالى:?زَعَمَ الذين كفروا أن لّن يُبعَثُوا قل بلى وربِّي لتبعثنّ?.

? قال تعالى:?وبشّر الذين آمنوا أن لهم قَدَمَ صِدقٍ عند ربّهم? اختلف العلماء في معنى قوله?قدم صدقٍ عند ربهم?على أقوال:

ق1) قالوا المقصود به الجنّة، أي المكان أو المقام أو المدخل، وحجّة هؤلاء ?وقل ربِّ أدخلني مُدخل صدق?وهذا يظهر أنه بعيد.

ق2) قالوا: إن المقصود بها شفيع قبلهم، وهو الذي يجعل المؤمنين يتكئون على شيء قبل أن يصلوا إلى ربّهم، وقالوا: إن المقصود به شفاعة النبي ?،واحتجوا بما جاء في السنّة أنه ? قال:"أنا فَرَطُكُم على الحوض"أي سابقكم، وبعضهم أبعد قليلاً وهو قول الحسن البصري، قال: (إن قدم الصدق وفاة النبي ?) وجه الدلالة عنده: أن وفاة النبي ? مصيبة، وصبر المؤمنين على هذه المصيبة هي قدم صدق عند الربّ، فهذا القول الثاني وتفرّع عنه قول الحسن البصري.

ق3) أن قدم الصدق، المعنى: ما كَتَبَ الله في القِدَم (في الأَزَل) أن هؤلاء كتب الله لهم الجنة من قبل، وحجّة هؤلاء?إن الذين سَبَقَت لهم مِنّا الحسنى أولئك عنها مُبْعَدُون?وهو قول قويّ جداً.

ق4) أن المقصود بقدم الصدق: هو العمل الصالح، وهذا هو قول مقاتل بن سليمان، أحد أعظم المفسّرين، واختاره الإمام الطبري-رحمه الله-وحجة هؤلاء:

أنه جاء في كلام العرب أن العرب تُكَنِّي عن النعمة باليد، وتُكَنِّي عن الثناء باللسان، وتُكَنِّي عن السعي بالقَدَم، وهذا الذي يظهر والله أعلم.

? مسألة تقع في رمضان سنوياً:

وهو أن الإمام إذا أثنى على الله ? بقوله في الدعاء مثلاً: {لا يعِزّ مَن عادَيت، ولا يذِلّ مَن والَيْت} أو يقول: {ربّنا وجهُك أكرم الوجوه} أو نحوها في الدعاء من الثناء، فيقول مَن خَلْفَه: {سبحانك}.

وهذا القول لا يوجد أي دليل عليه؛ لأن الثناء على الله نوع من الدعاء، وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين:

(أ) إمّا أن يسكت. (ب) أو يؤَمِّن.

والدليل على أن الدعاء يأتي بمعنى الثناء في قوله:?دعواهم فيها سبحانك اللهمّ?.

ثبت عند النسائي بعدة طُرُق، وعند أحمد: أن سعد بن أبي وقّاص مَرَّ على عثمان بن عفّان، فلمّا مَرَّ سلّم، فلمّا سلّم نظر إليه عثمان ومَلَى عينيه منه، فذهب سعد إلى عمر ? فقال: يا أمير المؤمنين. هل حدث في الإسلام شيء؟! قال: لا، ولماذا تسأل؟! قال: إنني مرَرْت على عثمان فسلّمت عليه، فَمَلَى عينيه مِنِّي ولم يردّ السلام، فبعث عمر إلى عثمان، وقال له: ما منعَكَ أن تردّ السلام على أخيك؟! فقال: يا عمر .. ما سلّمَ أبداً، فحلف سعد أنه سلّم، وأنّه رآه، وحَلَفَ عثمان أنه لم يَرَ سعد، وأنّه لم يدري أن سعداً سلّم عليه (لا يمكن أن يكون أحدهما كاذب) فحلف الاثنين، ثمّ تراجَعَ عثمان ? وقال: أستغفر الله وأتوب إليه، ثمّ قال:

تذكّرتُ الآن (فيه دليل على أنك لا تَعْجَل على الناس) لكنَّنِي كنتُ أُفكّر في مسألة إذا تذكّرتها تصيبني غشاوة، قال: إنّني سمعت النبي ? يقول:"سأدلّكم على دعوة"ثم سكت، فكمّل سعد، قال سعد: فجاء أعرابي فشَغَلَه، فمضى قبل أن يخبرنا بها، فأسرعت وراءَه، (أي سعد) فلمّا أراد أن يدخل الدار ضرب سعد بِقَدَمِه بقوّة (وهذا من الأدب) حتى أشعره أن أحداً خلْفَه، فلمّا فعل سعد هذا الْتَفَتَ النبي ? ثم قال:"مَه" (وهذا للاستفهام) فقال سعد: يا رسول الله: إنك أردت أن تقول لنا دعوة، فجاء لك الأعرابي، فشغَلَك، فقال النبي?:"نعم. دعوة أخي ذي النون {لا إله إلاّ أنت سبحانك إنِّي كنت من الظالمين} ما دعا بها مسلم في كرب إلاّ استجاب الله له".وهنا دليل على أن الثناء يُقال له دعاء؛ لأن النبي ? قال:"دعوة أخي ذي النون"فقال:"دعوة".

* الحمد لله الذي جعل حمدَه أوًل آية في كتاب رحمته [الفاتحة] وآخر دعاء لأهل جنّتِه، أي ?أن الحمد لله ربّ العالمين?.

*فائدة دنيوية: لا تؤمِّل في الناس خيراً أكثر من اللازم، فقد تُحْسِن إلى إنسان فلا يُكافِئُك على إحسانك، فلا تتعجّب.

*إن من دلائل أهل الإيمان أن لهم مع الله طريقين، وكلّ طريق لهم فيه مطيّة:

فطريق الابتلاء مطيّتهم فيه الصبر، وطريق النعماء مطيّتهم فيه الشكر والحمد


قال القاسمي-رحمه الله-: (من اتسع علمه قلَّ اعتراضه).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير