http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=7109
ما الفرق بين الاتِّباع والابتداع؟
السؤال: ما هو الاتّباع وما الآيات والأحاديث الواردة فيه والكتب التي تكلمت عنه، وهل هو مخالف للابتداع، وأين أجد هذا الموضوع على الإنترنت؟
أجاب على السؤال الشيخ/ د. أحمد سعد حمدان الغامدي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى).
الجواب:
الاتباع: هو اتّباع النبي – صلى الله عليه وسلم – أي التمسك بالقرآن والسنة،
والابتداع: هو إحداث أمر لم يفعله النبي – صلى الله عليه وسلم – أو لا يدل على جوازه دليل ويقصد صاحبه به التقرب إلى الله - عز وجل -.
أو كما قال الشاطبي – رحمه الله: " البدعة: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية) (الاعتصام)، والآيات كثيرة منها قوله – تعالى - " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " [الأحزاب: 21]، وكذلك الأحاديث ومنها: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " رواه أبو داود (4607) وابن ماجة (42) ومن أهم الكتب: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي الجزء الأول، والشريعة للآجري الجزء الأول، والإبانة لابن بطة، والحجة للمقدسي وغيرها.
******************************************
السؤال (2737): قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً " 2398 الزكاة صحيح مسلم، والسؤال هو: ما الفرق بين السنة الحسنة التي وردت في الحديث وبين البدعة علماً أني لو فعلت أمراً حسناً في الصلاة أو في الطهارة أو في الزكاة أو في أي عمل أجد من يقول لي أن رجل مبتدع أو يقول أن عملك هذا رد ولا يقبل، فأرجو الإجابة مع التمثيل.
أجاب عن السؤال: الشيخ / د. عبد الله الدميجي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى)
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد، فأود أن تعلم – أخي السائل الكريم – أن الذي قال: " من سن في الإسلام سنة حسنة ... " الحديث هو الذي قال: " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله" وهو القائل: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " والقائل:" من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ". وكلام الرسول – صلى الله عليه وسلم – معصوم من التناقض لأنه (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فلا يجوز أن نأخذ حديثاً وترك غيره لأن هذه هي عبادة اليهود الذين أنكر الله عليهم ذلك بقول (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض).
وعليه – أخي العزيز – فالحديثان لا تعارض بينهما ولله الحمد في الحقيقة وإنما يتوهم بعض الناس وجود التعارض وقلة فهمه وفقهه لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبيان ذلك أن حديث " من سن في الإسلام سنة حسنة ... " فالمراد الطريقة المشروعة المتبعة إذا أحياها الإنسان وأظهرها وتبعه الناس عليها لا الابتداع في الدين بالزيادة أو التبديل أو التغيير فالأولى محمودة والثانية مذمومة وهو السنة السيئة التي عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
يدل على هذا المعنى المناسبة التي قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا الحديث كما في رواية جرير في صحيح مسلم – ذلك أنه لما جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – قوم حفاة عراة فما رآهم النبي – صلى الله عليه وسلم – رق لحالهم بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم – فقام خطيباً وحث على الصدقة عليهم فأبطأ الناس حتى كره ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم جاء رجل من الأنصار بصرة ما فوضعها ثم تتابع الناس فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من سن في الإسلام سنة حسنة ... الحديث.
إذاً فالسنة الحسنة هي العمل بما هو مشروع واقتداء الناس به لأن الصدقة عمل مشروع وهذا الأنصاري لم يحدث أمراً جديداً مخترعاً في الدين إنما ابتدأ هذا العمل المشروع فتابعه الناس عليه فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة.
¥