ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:35 م]ـ
نسأل الله السلامة والعافية ....
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:57 م]ـ
والمقلد فريقان: متبع وعامي، والفرق بين المتبع والعامي أن المتبع يأخذ الحكم الذي استنبطه أحد المجتهدين بعد اقتناعه بالدليل الذي استند إليه ولا يتبعه دون أن يعرف دليله، وأما العامي فهو الذي يقلد المجتهد بالحكم الشرعي دون أن يبحث عن الدليل. والمتبع أحسن حالا من العامي وقد كان المتقدمون أكثرهم من المتبعين لعنايتهم بالأدلة، ولما جاء العصر الهابط وتعسر على الناس الاتباع صاروا يقلدون الأئمة والمجتهدين بالأحكام من غير بحث عن الدليل ..........
أخي الكريم
أسأل الله أن يرزقك الفهم والفقه في وقت حرم منه الكثير وأسأل الله أن يثيبك على تحريك وسؤالك.
وقتي ضيق فمعذرة، لكن أضع بين يديك ما قد يعينك على فهم المسألة بإذن الله:
لذلك في البداية سأضع لك القاعدة ثم أبدأ منها:
(1) كل عامي مقلد وليس كل مقلد عامي.
فالمقلد قد يكون مجتهداً جزئياً (يستنبط الحكم من الأدلة أو يرجح بين أقوال الأئمة) أو رجلٌ ملك الأدوات والآلات الازمة للتريجح بين الأدلة، مما يجعل عمله محصوراً فيالترجيح بين أقوال أهل العلم لعدم اكتمال أهليته لاستنباط الأحكام من الأدلة.
(2) هل كل عامي متبع وهل المجتهد والمجتهد الجزئي ومن ملك الأدوات متبع؟
الجواب نعم، لماذا؟
العامي متبع لإنه مأمور بسؤال أهل العلم بنص الآية، والمجتهد بكل أنواعه عمل بالنصوص حتى استنبط الحكم.
إذن: هل يستلزم معرفة العامي بالدليل ليكون متبعاً؟
كلا، بل لم يقل أحد من أهل العلم من المتقدمين كان أو من المتأخرين بهذاّ!! بل إنّ التفريق بين العامي والمتبع كلام نظري لا يسمن ولا يغني من الجوع، والتفضيل بينهم بدعة أحدثها هذا الزمان وسوء فهم الناس لشعار "متى ما صح الحديث فهو مذهبي". والله المستعان. بل كيف يقال لعامي عمل بنص الآية لست متبعاً لإنك لم تسأل عن الدليل؟!!
ألم يغنه الله عن معنة تحري الدليل بسؤال من علم الدليل وفقهه؟! أليست البضاعة واحدة عند العامي ومن سأله، فكلاهما علما الحكم؟ ولا يخفى عليك أنّ هنالك العديد ممن يطلق عليهم صاحب "دليل" وفتواه شاذة لا يعتبر بها أحد من أهل العلم!!
(3) هل كان عوام القرون الأولى يسألون الدليل أم الفتوى؟
كانوا يسألون الفتوى، وما كان يذكر الدليل إلا لمصلحة أو لإسهاب أو لتعليم، وهذا نهج التابعين ومن بعدهم، بينما كان الغالب في فتاوى الصحابة ذكر الدليل فقط كفتوى (أي أنه إن سأل - بضم السين - عن مسألة أجاب بالآية أو الحديث الذي يحوي في طياته الجواب للمستفتي)، وهذا من فقههم وملكة اللغة عندهم.
إذا علمت ذاك، توضحت لك الصورة فالله سبحانه وتعالى لم يطالب الجاهل بتحري الدليل بل طالبه بتحري من يثق في دينه وعلمه من أهل العلم، ولو كان في تحري الدليل فضيلة للعامي لما غفل عن ذكر هذه الفضيلة وحيُ منزل أو كتب أهل العلم. بل لعمري كيف يكون التفاضل في امتلاك ما لا يعلم كنهه! فالفضيلة في فقه الدليل لا جمعه وإن كان كلاهما لا غنى لأحدهما عن الآخر، ولكن يكفيك أن تعلم أنّ استنباط الأحكام معقد جداً وليس متعلق فقط بجمع الأدلة فأي شخص في وقتنا الحالي يستطيع جمع كل الأدلة بكبسة زر، ولكن استنباط الأحكام يتطلب فقه وملكة، وأصول وقواعد، وقراءة وتهذيب، فتأمل حفظك الله.
ما قلته هو على وجه العموم وأطني قد أجبت على سؤالك ووضحت مقصدي ومعنى كلامي.
والله أحكم وأعلم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 09:36 م]ـ
أخي الفاضل أنا أتفق معك بكل كلمة سطرتها يدك وأقر بكلامك هذا حتى قبل كتابة هذا الموضوع فجزاك الله خيرا
ولكن أخي لفت نظري في موضوعك هذا الكلام فإن كنت أخطأت فالمرجو تصحيح الخطأ ما أمكن وهذا ظني بكم ..
قلت حفظك الله
إذن: هل يستلزم معرفة العامي بالدليل ليكون متبعاً؟
كلا، بل لم يقل أحد من أهل العلم من المتقدمين كان أو من المتأخرين بهذاّ!! بل إنّ التفريق بين العامي والمتبع كلام نظري لا يسمن ولا يغني من الجوع، والتفضيل بينهم بدعة أحدثها هذا الزمان وسوء فهم الناس لشعار "متى ما صح الحديث فهو مذهبي". والله المستعان. بل كيف يقال لعامي عمل بنص الآية لست متبعاً لإنك لم تسأل عن الدليل؟!!
¥