تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن المذهب المالكي وإن نشأ في المدينة المنورة على يد الإمام مالك فإنه لم يقتصر عليها بل تلقاه الرواة ومن أوائلهم: علي بن زياد التونسي الذي نشر هذا المذهب في تونس وعرّفه للناس حتى إن القاضي عياض في "المدارك" يقول ناقلاً عن ابن يونس، قال سعيد بن يونس: «هو - أي علي بن زياد - أول من أدخل "الموطأ" وجامع سفيان إلى المغرب وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه».

ويرى الشيخ محمد الشاذلي النيفر أن "موطأ" ابن زياد هو أول تأليف إسلامي ثم أول تأليف وأول رواية "الموطأ" ظهرت على وجه الأرض.

ولكن هذا "الموطأ" الزيادي يا للأسف قد ضاع عبر مرور الزمن وأتلفه الدهر كما أتلف الكثير من التراث الإسلامي والآثار الدينية الهامة، ولم يبق من هذا "الموطأ" سوى قطعة احتفظت بها مكتبة القيروان وهي عتيقة جداً ومكتوبة بخط قيرواني عتيق من القرن الثالث الهجري وهي تعد من أثمن ما تحتفظ به مكتبة القيروان هذه.

وتحتوي هذه القطعة على خمسة عشر عنواناً وهي:

1 - الضحايا.

2 - الحقيقة.

3 - الذكاة.

4 - ذكاة الجنين.

5 - ما يندّمن الانسية.

6 - باب ذبح أهل الكتاب.

7 - طعام المجوس.

8 - الاستمتاع بجلود الميتة والسباع وشعرالخنزير.

9 - أكل المضطر الميتة.

10 - أكل السباع والطيور وغيرها.

11 - أكل الدواب والبغال والحمير.

12 - ما تموت فيه الفأرة.

13 - صيد البحر.

14 - الصيد.

15 - الذبائح.

ويقابلها أربعة كتب من "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي وهي:

— 23 كتاب الضحايا.

— 24 كتاب الذبائح.

— 25 كتاب الصيد.

— 26 كتاب الحقيقة.

وتحت الكتاب الثالث والعشرين ستة أبواب.

وتحت الكتاب الرابع والعشرين أربعة أبواب.

وتحت الكتاب الخامس والعشرين سبعة أبواب.

وتحت الكتاب السادس والعشرين بابان.

فهذه القطعة من "الموطأ" الزيادي تمثل جزءاً ضئيلاً من "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي إذ إنها تعد أربعة كتب من واحد وستين كتاباً يشتمل عليها "الموطأ" الليثي.

لكن نزارة هذه القطعة فإنها ثمينة لما يستنتجه منها الباحث من فائدة في إبراز الخطوات التي سار عليها الإمام مالك رضي الله عنه في "الموطأ" الذي التزمه بالرواية لتلاميذه المغاربة والمشارقة سنين عديدة فجاء نسخه متعددة على خلاف غيره من الكتب.

وهذه القطعة المتبقاة من "موطأ" ابن زياد مخطوطة إلى أن حققها الشيخ محمد الشاذلي النيفر مؤخراً في كتاب متوسط الحجم تحت عنوان "قطعة من موطأ ابن زياد التونسي".

مقارنة بين رواية الليثي وبين رواية القعنبي

لقد روى الليثي والقعنبي "الموطأ" عن الإمام مالك مباشرة، وهذا الاتفاق بين الليثي والقعنبي في الرواية عن مالك بدون واسطة ربما ييسر لنا المقارنة بين الروايتين. والمثال الذي اعتمدناه من الروايتين للمقارنة هو "كتاب وقوت الصلاة" وهو أول كتاب من القطعة المتبقاة من "الموطأ" برواية القعنبي وهو يستهله بقوله:

بسم الله الرحمان الرحيم

كتاب وقوت الصلاة

غير أننا نجد نقصاً في أول حديث بحيث يبدأ بـ «صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة»، قال عروة: وكذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه، قال عروة ولقد حدثتني عائشة رضي الله عنها زوج النبي كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.

ونحن إذا ما عدنا إلى نسخة يحيى بن يحيى الليثي التي شرحها وعلّق عليها أحمد راتب عرموش أو النسخة التجارية الموجودة في مكتبة الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين تحت رقم 10797، نجد النقص الموجود في الحديث الأول من نسخة القعنبي غير موجود في نسخة الليثي، كما نجد إضافة لفظ "الأنصاري" لأبي مسعود.

كما نلاحظ أن النسخة التجارية من "موطأ" يحيى استهلت بـ «بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، وقوت الصلاة».

أما النسخة التي علق عليها أحمد راتب عرموش: «إن هذا العنوان غير موجود في الأصل وقد أضفت لشمولة المراجعة والتصنيف». ومن هنا نفهم أن هذا الخلاف الجزئي لم يكن من الإمام مالك بل مرده إلى اجتهاد الراوين عنه والشارحين لروايته يزيدون أو ينقصون الأشياء، إما لزيادة التوضيح أو للتسهيل على الدارس بشرط أن لا يدخل هذا النقصان أو هذه الزيادة بالمعنى واللفظ المراد تبليغهما إلى الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير