فالكلمة لها شأن عظيم واختيار مصطلح يحمل حقاً وباطلاً وتسويقه بين المسلمين من أقوى الطرق لتغيير المعتقدات
ومن المصطلحات والشعارات الوافدة
لفظ " الحرية الدينية" والمناداة لها فهل يُفهم من هذا الشعار أن الإسلام يبيح سائر أنواع الممارسات الدينية؟
ويبيح التنقل بين الأديان كيفما شاء المرء!
هل حد الردة عائقاً أمام الحرية الدينية؟!
أم يُراد بذلك أن الكافر لا يُكره على الإسلام؟
وهكذا عبارة "قبول الآخر" "
وعدم قبول الآخر"
هي عبارة غامضة! فما معنى القبول؟
هل هو الإقرار بصحة قوله؟
أو الرضى بأن يطرح هذا القول؟
ومن هو الآخر؟ هل هو مسلم أو كافر؟
صاحب سنة أم مبتدع؟ مجتهد أم متلاعب؟
لقد كان المعيار في السابق (فلان يقبل الحق)؟
فلست ادري كيف تسلل هذا الشعار الجديد (قبول الآخر) وصار معياراً ودليلاً بدل قبول الحق.
وهكذا لفظ التسامح الديني
فهل يريدون به العدل مع الكفار والتعامل الحسن معهم في البيع والشراءونحو ذلك.
أم يريدون بهذه العبارة التنازل عن أحكام الإسلام والتساهل بأحكام العقيدة وتسوية المسلمين بالمجرمين وتهيئة عقول المسلمين لدعاة التنصير والإلحاد؟
ومن مصطلحاتهم الوافدة " حرية التعبير بالرأي"
فهل يُعقل أن يتعدى على الكتاب والسنة .. وينتقص منهما باسم" حرية التعبير بالرأي" وإذا تُعدي على القرآن والسنة باسم حرية التعبير بالرأي.
فهل الحكمُ الآن القرآن والسنة أم مصطلح وشعار من شعاراتهم الوافدة.
ومن تلك المصطلحات والشعارات الدخيلة
شعار " تجديد الخطاب الديني"
وهو شعار ومصطلح حادث يهيء المجتمع المسلم لتغيير ما عنده؟
فهل يراد بتجديد الخطاب الديني إظهار الأحكام الشرعية التي خفيت وطمس البدع التي ظهرت.
والقضاء على المنكرات التي فشت أم يراد بذلك تغيير النصوص وتبديلها وفهم الشريعة بفهم جديد لا يتوافق مع فهم السلف؟
فهو شعار ومصطلح له إيحاءات بتغيير النصوص.
حتى صار من يدعو إلى بعض الأحكام الشرعية الصحيحة يعارض الدعوة الى (تجديد الخطاب الديني) عندهم.
فانظر كيف جعلوا (تجديد الخطاب الديني) أصلاً محكماً.
وحينما يكون اللفظ والمصطلح له أكثر من وجهة.
وجهة لمعنى حق ووجهة لمعنى باطل.
ويرضى المجتمع المسلم بتداوله مع ضبابية المعنى.
فإن من يملك القوة الإعلامية سيكون الأقوى في تسويق المعنى والإيحاءات التي يريد من هذا المصطلح.
وهم يخرجون هذه الشعارات والمصطلحات. فمع أنها محتملة لحق ولباطل فإنهم يجعلونها حجة لهم لا عليهم حتى ينشروا الفساد.
كما أنهم في الإعلام يحاولون إغلاق عقول المستمعين والقراء عن المعاني الصحيحة حتى يعيشوا في المعاني الأخرى الفاسدة كما أنهم ينخرون في المعاني الصحيحة ويحاربونها بألفاظ أخرى.
كما أنهم هولوا هذه المصطلحات إعلاميا.
و أذاعوها ونشروها ويوشك أن لا يوجد بيت إلا ودخله لفظ" حرية التعبير بالرأي" و "قبول الآخر" وغيرها.
وذلك عبر القنوات والصحف وهولوا شأن هذه الألفاظ في قلوب الناس.
وعلقوا الفلاح والنجاح والرقي والتقدم بموافقة هذه المصطلحات فإذا ما اعترض معترض على مصطلحاتهم وشعاراتهم اتهموه بالجمود وعدم التطور ونسبوه إلى الجهل وقلة الثقافة فصارت ألفاظهم ومصطلحاتهم كالنصوص المحكمة والمرجعية للتطور والحضارة والرقي.
وهم بهذا الصنيع يسعون لزرع أمورٍ خطيرة منها:
أولاً: بناء العقول بناءً يتوافق مع تفكير الغرب وثقافته ومعتقده.
ثانياً: جعل هذه المصطلحات والشعارات كالأدلة والنصوص التي تحكم في كثير من القضايا ويرجع لها.
فإذا ما عارضت نصوص القرآن والسنة هذه الشعارات كثُر استشكال البعض في فهم النصوص التي تخالف هذة المصطلحات و الشعارات الحمَّالة؟
حتى إن البعض ليحاول لي النصوص بحسب ما تريده ثقافة الغرب ويعجز عن فهم بعض النصوص التي تعارض وتصادم الثقافة الغربية ويُخشى أن لا يفهمها حتى تسقط تلك الثقافة.
فإذا قلت لأحدهم يجب قتل المرتد قال صلى الله عليه وسلم" من بدل دينه فاقتلوه "
قال لك أين الحرية الدينية؟
وإذا قلت الذمي له أحكام تختلف عن أحكام المسلم قال أين التسامح الديني .... إلخ.
يقول الإمام أحمد رحمه الله من دفع كتاب الله ورده والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترع مقالة من نفسه، وتأويل رأيه فقد خسر خسراناً مبينا
¥