ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله (وهو يتحدث عن أهل السنة والجماعة) "فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه ... إلخ
فليس لأحد أن يدافع عن شعار أو مصطلح لأنه قرأه في صحيفة أو سمعه في إذاعة أو قناة أو لكون أصحابه تكلموا به. وإنما يدافع عن ذلك لأن الله أمر به أو رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن إحداث مثل هذه الشعارات والمصطلحات المحتملة والاعتراض بها على الكتاب والسنة، من الإختلاف في الكتاب قال تعالى: (وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد) وقال سبحانه: (أفتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون)
أحدثوا مصطلحات براقة جذابة وألفاظ تلبس ثياب الضأن على قلوب الذئاب، فكثيرا ما يكون لهذة الألفاظ والمصطلحات دلالات ترفض فيها الدين الإسلامي أو ترفض بعض أحكامه، أو تفرغ قضايا الساحة من المعنى الشرعي والرؤية الشرعية.
فتارة تهيأ الناس لتغيير دينهم ومعتقدهم، وتارة تعزل المتمسك بدينه عن مجتمعه، .. وتارة تغير المعالم والأحكام الشرعية .. وتارة تكون معادية للإسلام بوضوح.
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
(مصطلحات إفرنجية وعباراتٌ وافدة أعجمية، وأساليبٌ مولدةٌ لغة، مرفوضةٌ شرعاً، وحمّالةُ الحطب في هذا صاحبة الجلاّلة" الصحافة" فلجل الكاتبين من الصحفيين ولع شديد بها، ومن طريقهم استشرت بين المسلمين) ويقول الأستاذ علي القاضي: (لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلاً من استعمال اللغة العربية بحجة أو بأخرى، ولم ينجحوا كثيراً في هذا الاتجاه، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك، إلى تعبيرات أخرى لها مدلولات أخرى)
فهذه الألفاظ والمصطلحات الدخيله التي تحمل حق وباطل وتلبس الحق بالباطل لابد ان نقف في التعامل معها عدة وقفات
الوقفة الأولى: الشريعة جاءت بالنهي عن بعض الألفاظ
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم من أن يقال: ما شاء الله وشاء فلان
ونهى عن الحلف بغير الله ونهى عن سب الدهر وسب الريح إلى غير ذلك فالألفاظ تُضبط بالضوابط الشرعية
ومن الأدلة على النهي عن التعامل بالألفاظ المحتملة قوله تعالى) يا أيها الذين آمنوالاتقولوا راعنا (فقد كان اليهود ينادون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون "راعنا" وهي كلمة يريدون بها سب النبيصلى الله عليه وسلم. وكان الصحابة يقولون " راعنا يا محمد" يريدون معنى صحيحاً يعني"راعنا يا رسول الله وأرعنا سمعك من المراعاة ". فأنزل الله) يا أيها الذين آمنوالاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا .. (فنهى الله المؤمنين عن هذه اللفظة.
قال ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى:
فقد نهى الله الصحابة أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا مع قصدهم الصالح لئلا تتخذه اليهود ذريعة إلى سبه. ولا يتشبهوا بهم ولئلا يخُاطب بلفظ يحتمل معنىً فاسداً.
الوقفة الثانية:
استخدام مثل هذه المصطلحات التي تحمل حقاً وباطل له آثاره وأبعاده على الشريعة.
فباستخدام مثل هذه المصطلحات يكون بين الحق وبين الناس مسافة كبيرة. بخلاف الكلمات التي تحمل الحق وحده.
وباستخدامها يصعب إيصال الحكم الشرعي الصحيح إلى عقول الناس.
وتكثر أمامه العوائق وإذا اقتنع الناس بهذه الألفاظ والمصطلحات جعلوها مقدمة للبناء فبنوا عليهمااحكاماً شرعية.
كما أن هذه الألفاظ المحتملة تكسر حاجز النفرة بين الحق والباطل وبين الإسلام وغيره من الأديان والمذاهب الفكرية الفاسدة
وباستخدامها يضعف عند بعض المسلمين انكار ما تحمله من معنى باطل ويضعف القيام بالحق الذي تحمله هذه المصطلحات كما أنها شعارات توقع في الفتنة وتثير الجدل وهي من أسباب الاختلاف كما ذكر ابن تيمية.
الوقفة الثالثة:
ما نراه اليوم من استحداث مثل هذه المصطلحات مؤشر لوجود فكر دخيل على المجتمع كما أنه طريق لبناء فكر معين منحرف عن الشرع.
فالمصطلح حينما يُطرح للتداول لا بد أن يحمل معه رصيده وأفكاره وتاريخه ويلقي بضلاله وإيحاءاته وقيمه في هذا المجتمع المراد غزوه والمستهدف.
الوقفة الرابعة:
هذه المصطلحات المحتملة تظهر غالباً حينما يصطدم الفكر الفاسد والمعتقد الدخيل بالمعتقد الصحيح.
حتى إذا رأى قوة المعتقد الصحيح وأنه صخرة يصعب زحزحتها اتخذ أصحاب الفكر الفاسد طريقاً آخر ملتوياً بمثل هذه العبارات.
واستفاد منها ضعفاء النفوس الذين يتأثرون بكل موجة جديدة وبكل معتقد فاسد دخيل.) ا. هـ
منقول كتبه الشيخ فهد بن سعد أباحسين جزاه الله خيراً.
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا على النقل الموفق موضوع جدير بالتدبر والعناية به.
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:42 ص]ـ
وفقك الله لمرضاته
¥