[الثانِي] أنَّه كان مقرَّاً بأن إله مُوسَى الذي يدعوه إليه فِي السَّمَاءِ، وإنما كذَّب مُوسَى عناداً واستكباراً، ليضلل أتباعه ورعيته، كما قال تعالَى حكايةً عنه وعن شيعته ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوَّاً))، فالْجَهْمِيَّةُ بهذا الاعتبار أضلُّ وأبخس حظَّاً من فرعون الكافر المنكر للألوهية، وهذا قول الإمام أبِي سَعِيدٍ الدَّارمِيِّ.
فمما ذكراه موافقةً منهما لثانِي القولين:
قال أبو العباس فِي بيان أوجه الدلالة على فوقية الله فِي ((الصَّفَدِيَّة)): ((وقال تعالَى حكايةً عَنْ فِرْعَوْنَ أنَّهُ قَالَ ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أسباب السموات فاطلع الى اله موسى))، فوقع قصد الكافر إلَى الجهة التي أخبره مُوسَى عنها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لذلك لَمْ يطلبه فِي طول الأرض وعرضها، ولم ينزل إلَى طبقات الأرض السُّفلى، فدل ما تلوناه من هذه الآيات على أن الله فِي السَّمَاءِ، ومستوٍ على العرش)).
وقال ابن القيِّم فِي ((اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)) (ص108): ((وأخبر تَعَالَى عن فِرْعَوْنَ أنَّهُ قَالَ ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى))، فَكَأَنَّ فِرْعَوْنَ قد فَهِمَ مِنْ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه يُثْبِتُ إلَهَاً فَوْقَ السَّمَاءِ، حتَّى رَامَ بِصَرْحِهِ أنْ يطَّلِعَ إليه، واتَّهَمَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكذب في ذلك، والْجَهْمِيَّةُ لا تعلم أنَّ الله فوقَهَا بوجود ذاته، فهم أعجز فَهْمَاً مِنْ فِرْعَوْنَ، بل وأضلُّ)).
ثم أعاده (ص119) بقوله: ((وأخبر تَعَالَى عَنْ فِرْعَوْنَ أنَّهُ قَالَ ((يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبَاً))، وَكَأّنَّ فِرْعَوْنَ قد فَهِمَ عن مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه يُثْبِتُ إلَهَاً فَوْقَ السَّمَاءِ، حتَّى رَامَ بِصَرْحِهِ أنْ يطَّلِعَ إليه، واتَّهَمَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكذب في ذلك، ومُخَالِفُنَا ليس يعلم أن الله فوقه بوجود ذاته، فَهُوَ أَعْجَزُ فَهْمَاً مِنْ فِرْعَوْنَ)).
ولو شئتُ أن أنقل كل ما ذكراه فى كتبيهما موافقاً لأبِي سعيد الدارمِيِّ لفعلتْ.
ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[27 - 05 - 05, 10:36 م]ـ
وماذا عن الصواعق ودرء تعارض العقل والنقل؟؟
وهل أقرا الرأيين معا أم أنهما قاما بسرد الرايين وتبني أحدهما؟
لأن ليس من المعقول أن أتبنى رايين متضادين في نفس الوقت؟؟
أأقول ان فرعون ينكر العلو وفي نفس الوقت أنه كان يثبته؟؟
ماذا نسمي هذا؟ حين الدراسة والبحث ومن باب سرد قصة فرعون هل نقول أنه كان ينكر العلو أم يثبته؟؟
هل نقول إنه كان يينكر ويثبت في نفس الوقت أو ينكر قليلا ويثبت قليلا؟؟
وللأهمية لقد تكلمت مع الشيخ علي حشيش نصره الله اليوم وأخبرته عن قول الامام الدارمي فقال لي لا بأس لكنه مردود
قلت:- أنا مع قول الشيخ ليس من باب التعصب والجري خلفه فقط وإنما كلام بن القيم لا يلزمه أن يوافق قول الدارمي لأنه يقصد أن فرعون فهم كلام موسى فهما صحيحا بخلاف الجهمية لكن ليس معناه أن فرعون ذاته يعلم أو أنه يثبت علو الله ووجوده في السماء بل هو ما فهمه عن موسى
وبالتالي هذا لا يتعارض بل يتوافق مع قوله هو وابن تيميه أيضا بأن فرعون كان ينكر العلو ولم يثبته
وإنما عرفه من موسى فقط ولذلك كان الجهمية أضل وأخزى
وأقول لك ياشيخنا مع وافر إحترامي لفضيلتكم ومعرفتي قدركم إن كلام ابن القيم وبن تيميه هو الذي اشتبه عليكم وليس علينا وأنت إن أردت أن تثبت أن كلام ابن القيم وابن تيميه متوافق مع ما قاله الدارمي فأنت بحاجة لتأويل كلام الدارمي لأنه هو الذي فيه مقال أما رأي ابن تيميه وابن القيم فمعروف وقد تفضل الأخ السديس بعرض بعضه وأكد الشيخ علي حشيش على رأي ابن تيميه هذا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 05:21 ص]ـ
قال إمام أهل السُّنَّة قاطبة أبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ
هكذا بإطلاق محل نظر – والله أعلم -
يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
(إمام أهل السنة على الإطلاق: " أحمد بن حنبل "، الذي ملأ الأرض علماً وحديثاً وسُنّةً، حتى إنّ أئمة الحديث والسُنّة بعده هم أتباعه إلى يوم القيامة) انتهى، إأعلام الموقعين 1/ 28.
(إمام أهل السُنّة، باتفاق أهل السنة، " أحمد بن حنبل ") انتهى، الصواعق المرسلة 2/ 440.
محبكم وتلميذكم / أشرف.
¥