حتى، ولو كتبَ شخصٌ من المحيط المتجمّد بحثاً بعنوان: " أحكام الجليد " أكنتَ ترغبُ في معرفة مَنْ هو؟ وما حياتُه؟ وكم عدد السندويتشات التي يأكلها يومياً لأجل البرد؟:)
لاحظ هنا - كما فهمتني - أنني لا أذم المبالغة في التراجم؛ فهذه مذمومةٌ أصلاً!
أنا لا أرى فائدةً من التراجم أبداً إلا للعلماء، وللقادة، وللسَّرَاةِ، والهداة، والمصلحين، ومَنْ غلب نفعهم الناسَ.
أما طلاب العلم، والباحثون [[في مسائل علميَّة يسيرة]]- وما اسهل البحث اليوم - فلا حاجة لترجمتهم عندي.
ولمن ذكرتَ من الأسماء = بحوث ومشاركات كثيرة،وليست مجرد بحث، ولو كان = فليُطلب خبر صاحبه وليدون،ولرب ديوان لا يعجبك اليوم = يكون طلبة لخلفك غداً ..
[[خليل]]: وأرى أنَّ كثرتها لا توجبُ طلبَ معرفتهم؛ لأنَّ بحوثهم للخاصَّة من طلاب العلم، والخاصَّة ليسوا بحاجة لمعرفةِ الأشخاص، لأنهم ينظرون إلى العقول ونتاج الأقلام.
بل أنا أريد ترجمة لك لتعينني على فهم هذه الأعاجيب التي تأتي بها:)
[[خليل]]: خذ شيئاً من أخباري، لعلَّك تربط ذلك بما أكتبُ، أو تستصحبه عند إصدار موسوعاتي:
أُكثِر الشرب جداً على الأكل، ولما كنتُ في المتوسطة والثانويَّة، كان أصحابي جميعاً في " الفسحة " يأكلون سندويتشين ويشربون عصيراً واحداً، وكنتُ آكلُ سندويتشاً واحداً وأشربُ عليه عصيرين!
ولا زلتُ أفضل الشرب على الأكل!
ولولا تقصير الناس في طلب التراجم = لأتاك نبأ من هو أعلم وأعقل وأفقه وأنبغ ممن نوهتَ بشأنه ورأيت أنه يستحق الترجمة (وهو كذلك) ..
[[خليل]]: صحيح، ولا أنكر هذا الأجزاء منك، وأنا أتكلم عن مسألة، وهي أنه في هذا الزمن كثرت الكتابة جداً، فالكثير يكتب، ولو تُرجِم لكل مَنْ كتبَ، وبحث، لرأيتَ كتب التراجمِ أكثرَ من حروف " مسند الإمام أحمد "!
دع الناس يعرف بعضهم بعضاً،فهذا أحسن للدين والدنيا ..
[[خليل]]:
أيها الناس: ليعرفْ بعضُكم بعضاً، لكن أقِلُّوا من: قرأ وحفظ، وناقشَ مسائلَ في مجالس في البر، فإذا نظرتَ للمحفوظ فإذا هو الأربعون، وعمدة الأحكام - مع حاجتها للمراجعة - وهكذا!
الحمد لله
كلام الأخ خليل الفائدة - إن فهمت عنه جيدا - ليس عن طلب التراجم والتعارف من حيث هو، وإنما عن التوقف عن الاستفادة العلمية إلى حين الحصول على الترجمة.
[[خليل]]: وهذا نصفُ ما أقصده شيخنا الفاضل.
وهذا محل نظر، فما زلتُ - وما زال غيري - أستفيد من أبحاث أبي فهر السلفي مثلا ولا أعرف اسمه الحقيقي فضلا عن ترجمته، ولست بمتوقف عن الاستفادة منه لأجل جهلي بترجمته.
[[خليل]]:
وهذا توضيح منك حسنٌ لمن لم يدرك كلامي جيّداً، ربما لعجمته.
(وأمثال أبي فهر كثيرون جدا، خاصة في عصر الشبكة العنكبوتية هذا).
[[خليل]]: أصبتَ كثيراً من مراداتي.
وأنا أزعم أنني أعرف من فكر أبي فهر مثلا، وثقافته ومنهجه العلمي، ما لا أعرفه عن بعض من أقرأ تراجمهم التي فيها قرأ على فلان وعلان، وحصل على الدكتوراه في كذا، وولد سنة كذا، وله إجازة في كذا، وتزكية من الشيخ الفلاني.
[[خليل]]: وهذا عين ما أقصد.
فهذا كله لا يفيدني إلا لماما، وإنما أعرف طالب العلم والعالم بأبحاثه ومقالاته ومناقشاته وما ينثره من عصارة ذهنه.
[[خليل]]: أحسنتَ شيخنا، وقد قلتُ هذا الكلامَ نفسَه بمعناه:
(والنُّجُبُ من الطُلاَّبِ يعرفون مقاديرَ الكَتَبَةِ بأقلامهم، وطرائق أبحاثهم، دون الحاجةِ إلى معرفةِ أعيانهم).
سدد الله بنانك وبنان كل من عقّب ..
ولكن ثمة سؤال: هل كل ترجمة لامرئ من الناس تعني الثناء عليه وكيل المديح له؟
أظن أن مفهوم الترجمة أوسع من ذلك ..
فهي تشمل تبيين الخِلال والخَلل معاً .. على الأقل في وجهة نظر المُترجِم.
في (سير أعلام النبلاء) -مثلاً- تراجم كثيرة. وليست كلها ثناءً أو مدحاً ..
أرى أن نتجه لتحرير مفهوم الترجمة وتهذيبه ببراعة دون أن نتعرض لإلغاءه
ورفع الله قدرك
وبارك الله فيك أخي الفاضل، وسدَّد بنانك.
نعم كما قلتَ، ولم أقل إنَّ التراجمَ نفسَها توجبُ كيل المديح.
ولم أرم التعرض لإلغاء باب التراجم.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:06 ص]ـ
جزاكم الله خير اً على إجابتكم
¥