ـ[حنين السلفية]ــــــــ[19 - 07 - 10, 07:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة الطيبة
ـ[محمد الحرز]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:16 م]ـ
قال فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ورعاه في شرح كتاب التوحيد (الدهر: هو الزمان اليوم والليلة أسابيع الأشهر السنون العقود هذا هو الدهر وهذه الأزمنة مفعولة مفعول بها لا فاعلة فهي لا تفعل شيئًا وإنما هي مسخرة يسخرها الله جل جلاله وكل يعلم أن السنين لا تأتي بشيء وإنما الذي يفعل هو الله جل وعلا في هذه الأزمنة ولهذا صار سب هذه السنين سبًا لمن تصرف فيها وهو الله جل جلاله لهذا عقد هذا الباب بما يبين أن سب الدهر ينافي كمال التوحيد وأن سب الدهر يعود على الله جل وعلا بالإيذاء لأنه سب لمن تصرف في هذا الدهر.فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهو أن سب الدهر من الألفاظ التي لا تجوز والتخلص منها واجب واستعمالها مناف لكمال التوحيد وهذا يحصل من الجهلة كثيرًا فإنهم إذا حصل لهم في زمان شيء لا يسرهم سبوا ذلك الزمان ولعنوا ذلك اليوم أو لعنوا تلك السنة أو لعنوا ذلك الشهر ونحو ذلك من الألفاظ الوبيلة أو شتموا الزمان وهذا لا شك لا يتوجه إلى الزمن لأن الزمن شيء لا يفعل وإنما يفعل فيه وهو أذية لله جل وعلا. باب " من سب الدهر " السب يكون بأشياء والسب في أصله التنقص أو الشتم فيكون بتنقص الدهر أو يكون بلعنه أو بشتمه أو بنسبة النقائص إليه أو بنسبة الشر إليه ونحو ذلك، وهذا كله من أنواع سبه والله جل وعلا هو الذي يقلب الليل والنهار.قال (فقد آذى الله) ولفظ (آذى الله) لأجل الحديث حديث أبى هريرة قال (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار) ففيه رعاية للفظ الحديث سب الدهر كما ذكرنا محرم وهو درجات وأعلاه لعن الدهر لأن توجه اللعن إلى الدهر أعظم أنواع المسبة وأعظم أنواع الإيذاء وليس من مسبة الدهر وصف السنين بالشدة ولا وصف اليوم بالواد ولا وصف الأشهر بالنحس ونحو ذلك لأن هذا مقيد وهذا جاء في القرآن في نحو قوله جل وعلا (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ)." في أيام نحسات "وصف الله جل وعلا الأيام بأنها نحسات.فالمقصود في أيام نحسات عليهم، فوصف الأيام بالنحس لأنه جرى عليهم فيها ما فيه نحس عليهم ونحو ذلك قوله جل وعلا في سورة القمر (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ).يوم نحس، أو يقول: يوم أسود، أو سنة سوداء هذا ليس من سب الدهر لأن المقصود بهذا الوصف ما حصل فيها كان من صفته كذا وكذا على هذا المتكلم وأما سبه أن ينسب الفعل إليه فيسب الدهر لأجل أنه فعل به ما يسوءه فهذا هو الذي يكون أذية لله جل وعلا.قال: وقول الله تعالى (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ) هذه الآية ظاهرة في أن نسبة الأشياء إلى الدهر هذه من خصال المشركين أعداء التوحيد، فنفهم منه أن خصلة الموحدين أن ينسبوا الأشياء إلى الله جل وعلا ولا ينسبوا الإهلاك إلى الدهر بل الله جل وعلا هو الذي يحيي ويميت.قال في الصحيح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر) قوله هنا: (وأنا الدهر) لا يعني: أن الدهر من أسماء الله - جل وعلا - ولكنه رتبه على ما قبله، فقال (يسب الدهر، وأنا الدهر)؛ لأن حقيقة الأمر أن الدهر لا يملك شيئًا، ولا يفعل شيئًا، فسب الدهر سب لله؛ لأن الدهر يفعل الله جل وعلا فيه الزمان ظرف للأفعال، وليس مستقلاً فلهذا لا يفعل ولا يحرم ولا يعطي ولا يكرم ولا يهلك، وإنما الذي يفعل هذه الأشياء مالك الملك المتفرد بالملكوت وتدبير الأمر الذي يجير ولا يجار عليه.
إذا فقوله: (وأنا الدهر) هذا فيه نفي نسبة الأشياء إلى الدهر، وأن هذه الأشياء تنسب إلى الله - جل وعلا - فيرجع مسبة الدهر إلى مسبة الله - جل وعلا -؛ لأن الدهر لا ملك له، والله هو الفاعل قال: (أقلب الليل والنهار)، والليل والنهار هما الدهر فالله جل وعلا هو الذي يقلبهما، فليس لهما من الأمر شيء. نعم)
ـ[أبوعبد الله الفلسطيني]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:32 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 10, 05:45 ص]ـ
قال العلامة الفوزان (حفظه الله):
يقول جل وعلا: "يؤذيني ابن آدم" الله يتأذّى ببعض أفعال عباده، لكنّه لا يتضرّر بها
... ثم فسّر ذلك الأذى بقوله: "يسبُّ الدّهر" والدهر ليس محلاًّ للسّب، فيكون محلّ السب هو الله سبحانه وتعالى، لأنّه هو الذي خلق أو أوجد هذا الأمر الذي يكرهه هذا الإنسان، فإذا سبّ الدهر فقد سبّ الفاعل وهو الله سبحانه وتعالى، والواجب على أهل الإيمان أنه إذا أصابهم ما يكرهون أن يعتبروا أن هذا قضاء من الله وقدر، وأنّه من الله جل وعلا، وأنّه لم يخلُقه عبثاً، وأنّه بسبب الذّنوب والمعاصي، فيتوب المؤمن، ويصبر على المصيبة، ويحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ولا يُطلق لسانه بذمّ الساعة واليوم والوقت الذي حصل فيه هذا المكروه، وإنما يحمد الله ويشكره ويرضى بقضائه وقدَره، ويعلم أنّه ما أُصيب إلاّ بسبب ذُنوبه، فيحاسب نفسه ويتوب إلى الله تعالى.
سب الدهر وعلاقته بالقدر
لقد قرأت قديما عن سب الدهر (فتاوى وليس دروسا) ولم أجد تفسيرا شافيا لكن بعدما قرأت رد العلامة الفوزان حفظه الله وأقصد الجزء الملون بدا لي ربط الدهر بالقدر.
لماذا لا يكون سب الدهر هو سب للقدر. والله سبحانه تعالى قدر المقادير والدهر محل للأقدار والله اعلم. فكأن سب الدهر هو سخط وعدم رضا بالقدر؟
¥