[موضوع عن تعارض العقل السليم مع النصوص الشرعية مع ذكر مثالين]
ـ[أم عبدالرؤوف]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاجابة على هذا السؤال في أسرع وقت
وجزاكم الله خيراً.
موضوع عن تعارض العقل السليم مع النصوص الشرعية مع ذكر مثالين؟؟
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:46 م]ـ
قال شيخنا وليد بن راشد السعيدان في كتابه الممتع [القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة] ما نصه: " القاعدة الثانية [[لا يتعارض نصٌ صحيح وعقلٌ صريح]]
نعم إنه لا يمكن أن يتعارضا أبدًا؛ لأن الذي أنزل النص من كتابٍ وسنةٍ هو الذي خلق العقل، وهو أعلم بما يقول من غيره، وأحسن حديثًا، وأصدق قيلاً من خلقه، فإذا وُجِد ما يوهم التعارض بين النصوص والعقول فلا تخلو من أحد أمرين: إما أن يكون النص غير صحيحٍ، فيجب حينئذٍ البحث عن صحة النص، وإذا قلنا (البحث عن صحة النص) فنعني به إذا كان النص من السنة، أما إذا كان النص من القرآن فلا يأتي البحث عن الصحة؛ لأن القرآن كله متواتر، فإذا بحثنا عن ثبوت النص فوجدناه ثابتًا بالسند الصحيح فننتقل إلى الحالة الثانية وهي: صراحة العقل، وهو أن من شروط البحث في معنى النص الصحيح أن يكون الباحث فيه ذا عقلٍ سليم في التفكير، معتقدًا لمنهج أهل السنة والجماعة، لاسيما إذا كان النص المبحوث فيه من نصوص الصفات.
فإذا توفرت صحة النص وسلامة العقل فوالله الذي لا إله غيره أنه لا يمكن أبدًا أن يكون هناك تعارض ولا تناقض، والدليل على ذلك أن كل الذين ادعوا التعارض بين العقل والنقل كلهم من أهل البدع والضلال، ولا نعرف حرفًا واحدًا من خلاف التضاد بين السلف في مسائل الاعتقاد التي تستحق أن تكون من مسائل الاعتقاد؛ كل هذا لتوفر هذين الشرطين، صحة النص وسلامة العقل من الآفات الدخيلة عليه.
وهذه قاعدة مهمة في مذهب أهل السنة والجماعة؛ حتى أفردها شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية بمؤلف خاص وهو كتابه الكبير المفيد المستصعب (درء تعارض العقل والنقل).
وكما قلنا سابقًا أن النقل لا يمكن أن يأتي بما يتعارض مع العقل وإنما يأتي أحيانًا بما يحار فيه العقل، فما ضَلَّ من ضَلَّ من أهل الضلال إلا لأنهم جوزوا وقوع هذا التعارض، فيا لله العجب كم جرّوا على الإسلام من بلية، وفتحوا لأعداء الإسلام بهذا الكلام من باب، والقوم لا يدرون أن النتن من عقولهم لا من النصوص - حاشا وكلا - إنما عقولهم الفاسدة هي التي تقرمط في السمعيات وتسفسط في العقليات، فلقد أمر الله تعالى بتدبر كتابه الكريم في أكثر من آية، فلو قلنا بهذه المعارضة لما كان للأمر بالتدبر فائدة مع قيام هذه المعارضة، فأهل السنة عندهم أصلان مهمان لا بد من فهمهما: الأول: أن النقل أصل والعقل وسيلة لفهمه. الثانية: أنه لا يمكن أن يتعارض نص ثبتت صحته وعقل ثبتت صراحته.
وحتى تتضح هذه القاعدة أكثر فسأذكر لك - إن شاء الله تعالى - بعض ما أوردوه في بعض النصوص التي ادعوا أنها تعارض العقول، ونبين أن هذه النصوص إن ثبتت صحتها فإنها لا يمكن أن تعارض العقل.
فمنها: قال الله تعالى: (ءأمنتم من في السماء). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للجارية: ((أين الله؟)). قالت: (في السماء).
فقال أهل الضلال: لو أخذنا بظاهر هذا الحديث والآية للزم من ذلك أن يكون الله تعالى في داخل السماء، أي أن السماء تضله؛ لأن حرف (في) في اللغة العربية للظرفية، كذا قالوا وبئس ما قالوا، وما قالوا ذلك إلا لجهلهم باللغة العربية.
والجواب على ذلك من وجهين: بالمنع والتسليم، فأما المنع فيقال: نحن نمنع أن تكون (في) هنا للظرفية، بل هي بمعنى على؛ فإن (في) تأتي في اللغة العربية بمعنى على، ومصداق ذلك قول الله تعالى: (لأصلبنكم في جذوع النخل) أي على جذوع النخل، ولا يفهم أحد من هذه الآية أن فرعون – عليه لعنة الله تعالى – سوف يحفر لهم داخل الجذع ويصلبهم فيها، وكذلك قوله تعالى: (فسيحوا في الأرض) أي عليها، ولا يفهم أحد أنهم أُمِرُوا بأن يحفروا في داخل الأرض ويسيحوا فيها، ومن فهم ذلك من الآيتين فهو من الأغبياء، فكذلك الآية التي معنا معناها: على السماء.
¥