[مقارنة بين كتاب (العلو للعلي الغفار) للحافظ الذهبي, وكتاب (إجتماع الجيوش) لابن القيم]
ـ[أسماء الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الطبعة الجديدة لكتاب اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية للإمام ابن قيم الجوزية من إصدار دار عالم الفوائد تحقيق زائد بن أحمد النشيري.
مقارنة بين كتاب ((العلو للعلي الغفار) للحافظ الذهبي ,وكتاب ((اجتماع الجيوش الإسلامية)). من كلام المحقق وفقه الله.سانقلها للفائدة.
لمًّا كان كٌّل من الكتابين من أجمع ماأُلِّف في مسألة ((علو الرب تعالى عن خلقه)) رأيت كتابه مقارنة مختصرة بين مادتي الكتابين ,متضمِّنةً الإجابة عما يتبادر إلى ذهن القارئ من تساؤلات:
-لماذا ألفًّ ابن القيم ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) ,وهو يرى كتاب قرينه الحافظ الذهبي ((العلو)) ,بل ويعتمد عليه في مواطن؟
-ماهي أهم المميزات التي ينفرد بها كل منهما عن الأخر؟
-هل يغني كتاب ((العلو)) للذهبي عن كتاب ((اجتماع الجيوش الإسلامية))؟ أو العكس.
وإليك هذة المقارنة بين الكتابين, وأبتدى بذكر كتاب الذهبي لسبقه بالتأليف, ثم أعقبه بالحديث عن كتاب ابن القيم.ثم بيان الاتفاق والاختلاف والزيادة.والنفصان بينهما.
أولاً: المقدمة:
افتح الذهبي كتابه (العلو) بمقدمة مختصرة جدًّا.أشار فيها الى التأليف الأول لهذا الذي جمعه في سنة 698هـ.وذكر أنه لم يتكلم على بعض الأحاديث ولم يستوعب ماورد في ذلك.ثم قال: (والآن فأرتب المجموع ,وأوضحه هنا)) ,ثم ذكر مادة الكتاب.
أما ابن القيم فقد افتتح كتابه بمقدمة رائعة هي كالتوطئة للدخول في صلب الموضوع ,فقد تحدَّث عن النعمة وأقسامها ,وذكر مافيها من المباحث ,وتحدث عن الخارجين عن طاعة الرسول وأنهم يتقلَّبون في عشر ظلمات ,وكذلك المتبعين للرسل يتقلَّبون في عشرة أنوار.
ثم تحدث عن أقسام الناس.وشرح كل قسم.ثم تحدث عن المثل الناري والمثل المائي المذكورة في سورة البقرة ,وشرحه شرحًا مفصلًا مع ذكر ماتضمنه من الفوائد والحكِم.
ثم عقد فصلاً بين فيه أن ملاك السعادة والنجاة بتحقيق التوحدين فذكرهما ودلَّل عليهما.
ثانياً: المادة العلمية للكتابين:
أ-الآيات:
اتفق الكتابان على ذكر أكثر الآيات الواردة في مسألة العلو ,فذكر الذهبي (14) آيه ,ثم قال (1\ 624): (الى غير ذالك من نصوص القرآن العظيم)
وأما ابن القيم فذكر (189) آية ضمن كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ,ولعله زاد عليه بعض الآيات.
ب- ماجاء عن رسل الله صلوات الله عليهم في مسألة العلو:
لم يفرد له الذهبي عنوانًاَ (1) ,أما ابن القيم فأفرد له عنوناً وذكر فيه خمسة منهم
ج- الأحاديث المرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الذهبي (1\ 249): ((فمن الأحاديث المتوافرة الواردة في العلو ... )) فسردها من (1\ 249) رقم (2) إلى (1\ 862) رقم (286).
أما ابن القيم فسرد نحواً من سبعين حديثاً.
ويتضح من خلال عرض أحاديث الكتابين مايلي:
1 - أن الاحاديث المرفوعة التي ذكرها الذهبي تفوق في كثرتها على ماذكره ابن القيم ,وإن كان غالبها ضعيفة أو واهية الأسانيد.
2 - وقع للذهبي في أثناء سرد الأحاديث خلط ومزج بين أنواع المرويات ,فذكر الموقوف, والمرسل ,والمقطوع ,وأحياناص يقع له تكرار ,وسرد طرق ,واختلاف في الرفع والوقف والإرسال.
وأما ابن القيم فلم يقع له إلا تكرار حديثين ونحوهما ,وحديث معضل ومقطوع وموقوف.
3 عقد الذهبي فصلاً في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج.انظر (1\ 715 - 180) من رقم (225) إلى (227).
4 - يتكلم الذهبي عن علل الأحاديث ,فيبين أنواع الضعف:سواء من جهة الرواة أو الوقف أو الإرسال أو المتن.
5 - اعتمد ابن القيم على أكثر الأحاديث الصحيحة الواردة في العلو ,أما ما فيه ضعف فلم يبين علَّته.
د- الأثار الموقوفة على الصحابة رضي الله عنهم:
لم يفرد الذهبي فصلاً أو عنواناَ في كتاب ((العلو)) فيما ورد عن الصحابة في ذلك, وإنما أورد ذلك ضمن الأحاديث المرفوعة ,ولعله كان يرى أن ما ورد عن الصحابة في هذا الباب له حكم الرفع أو يلحق بالأحاديث المرفوعة حكماً؛ لأنه ليس للرأي فيه مجال ,ولا للعقل فيه مدخل.
¥