[العقل والنقل بين السلف والخلف]
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:46 ص]ـ
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة الثالثة
الإثنين 15 ربيع الآخر 1429
21 إبريل 2008
موضوع المحاضرة:
[العقل والنقل بين السلف والخلف]
عناصر المحاضرة:
• مقدمة
• تحديد ضوابط مصطلح السلف والخلف.
• هل العقل أصل في ثبوت النقل أم العقل أصل في العلم بالنقل؟
• هل العقل مطية للنقل أم أن النقل مطية للعقل؟
• متى يُقدَّم العقل ومتى يُقدَّم النقل؟
• ظهور البدعة سببه حدوث خلل في مسألة تقديم العقل على النقل.
• الأصول الخمسة عند المعتزلة.
• بدع العبادات سبب ظهورها تقديم العقل على النقل في باب الشرائع والأحكام
البحث المطلوب:
أمثلة لبدع الاعتقادات والعبادات.
• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
في محاضرة الليلة بإذن الله تعالى سوف نتحدث عن بعض العناصر المتعلقة بموضوع العلاقة بين العقل والنقل، نحاول أن نستوفي الموضوع من جميع الجوانب، كنا تحدثنا في المحاضرتين الماضيتين عن:
• المقصود بالعقل والغاية الرئيسية من وجوده.
• حدود المعرفة بالعقل.
• العتبات المطلقة للحواس الخمس.
• مدارك اليقين العقلي.
• المقصود بالنقل.
• العلاقة بين العقل والنقل، وهل يٌمكن أن يتعارض العقل مع النقل.
وذكرنا عبارة هامة يجب أن تُحفظ وهي:
"العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده، وإذا حدث تعارض بين العقل والنقل فذلك لسببين، لا ثالث لهما، إما أن النقل لم يثبت وإما أن العقل لم يفهم النقل".
هذه أصولٌ للعقيدة، فلن تجد إنساناً فطرته سليمة وعقله واضح يختلف معك في هذا، فالذي صنع العقل هو الله، والذي أنزل إليه النقل الممثل في الكتاب والسنة كنظام يسير عليه الإنسان فيَسلم في الدنيا والآخرة هو الله،فمن المحال أن يُرسل إلى صنعته منهجاً يُفسدها، فالإنسان لا يقبلها على نفسه، فكيف يقبلها على رب العزة والجلال؟
فأي واحد من المخالفين سيتفق معك على هذا المبدأ، وسنرتب على ذلك أموراً أخرى.
قضية تقديم العقل على النقل هي التي تُحدد نوعية الناس، وقد اخترنا أن نبدأ هذه المحاضرات بهذا الموضوع لأن ذلك سيجعلنا على أصولٍ نتفق عليها، فأي عاقل لن يختلف معنا على هذه الأصول، فإذا لم يكن الكلام واقعاً على القلب والإنسان يشعر بمنطقيته تجد أن هناك نفوراً وتكثر الأسئلة، وأما إن كان الكلام واقعاً على القلب تقل الأسئلة وتجد أن ما في صدرك يتفق مع كتاب ربك وترى الأمور في منتهى التوافق، وهذا ما نريده، فنحن نريد أن نصل إلى الحق سوياً ولا نريد أن نختلف، فالله سبحانه وتعالى ابتلانا في هذه الحياة بقضية اتباع الشرائع والأحكام، وهو سبحانه وتعالى قادرٌ أن يجعل الناس أمةً واحدة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود:118 - 119)، فالاختلاف سيحدث بالتقدير الكوني، فيُنزل الله منهجاً وشرعاً وهو النقل، وينظر في ابتلاء العقول، هل سيتبعون النقل؟ فإن اتبعوا النقل فهؤلاء رحمهم الله تبارك وتعالى (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، فهذا هو المنهج، فهل ستسير خلف عقلك أو تتبع شرع ربك؟، فإن اتبعت الشرع فستسلم، ولكن الله قادر على أن يجعل الناس كلهم أمة واحدة كالملائكة.
• تحديد ضوابط مصطلح السلف والخلف.
1. مصطلح "السلف"
السلف في اللغة معناه: ما مضى.
وأما في الاصطلاح فيُطلق على من توفر فيه أمران:
o الأمر الأول: العامل الزمني:
¥