تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((تفسير معنى نسبة الأذى إلى الله سبحانه وتعالى))]

ـ[محمد الحرز]ــــــــ[19 - 07 - 10, 06:48 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار.

تخريج السيوطي: (حم ق د) عن أبي هريرة.

تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 4343 في صحيح الجامع

قال العلامة ابن عثيمين (رحمه الله):

لا يلزم من الأذية الضرر; فالإنسان يتأذى بسماع القبيح أو مشاهدته، ولكنه لا يتضرر بذلك، ويتأذى بالرائحة الكريهة كالبصل والثوم ولا يتضرر بذلك، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن،

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} [الأحزاب:57].

"يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار"

ونفى عن نفسه أن يضره شيء

قال تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً} [آل عمران: من الآية176]،

وفي الحديث القدسي: "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني" رواه مسلم2.

قال العلامة الفوزان (حفظه الله):

يقول جل وعلا: "يؤذيني ابن آدم" الله يتأذّى ببعض أفعال عباده، لكنّه لا يتضرّر بها

... ثم فسّر ذلك الأذى بقوله: "يسبُّ الدّهر" والدهر ليس محلاًّ للسّب، فيكون محلّ السب هو الله سبحانه وتعالى، لأنّه هو الذي خلق أو أوجد هذا الأمر الذي يكرهه هذا الإنسان، فإذا سبّ الدهر فقد سبّ الفاعل وهو الله سبحانه وتعالى، والواجب على أهل الإيمان أنه إذا أصابهم ما يكرهون أن يعتبروا أن هذا قضاء من الله وقدر، وأنّه من الله جل وعلا، وأنّه لم يخلُقه عبثاً، وأنّه بسبب الذّنوب والمعاصي، فيتوب المؤمن، ويصبر على المصيبة، ويحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ولا يُطلق لسانه بذمّ الساعة واليوم والوقت الذي حصل فيه هذا المكروه، وإنما يحمد الله ويشكره ويرضى بقضائه وقدَره، ويعلم أنّه ما أُصيب إلاّ بسبب ذُنوبه، فيحاسب نفسه ويتوب إلى الله تعالى.

قال: الشيخ: سليمان بن عبد الله آل الشيخ:

قوله: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر"، فيه أن سب الدهر يؤذي اللّه تبارك وتعالى.

قال الشافعي في تأويله واللّه أعلم:

إن العرب كان من شأنها أن تذم الدهر، وتسبه عند المصائب التي تنْزل بهم، من موت، أو هرم، أو تلف، أو غير ذلك، فيقولون: إنما يهلكنا

قال العلامة ابن عثيمين (رحمه الله):

قوله: "يؤذيني ابن آدم": أي: يلحق بي الأذى; فالأذية لله ثابتة ويجب علينا إثباتها; لأن الله أثبتها لنفسه، فلسنا أعلم من الله بالله، ولكنها ليست كأذية المخلوق; بدليل قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: من الآية11]، وقدم النفي في هذه الآية على الإثبات؛ لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه; فليس فيه احتمال للتمثيل;

وبهذا عرف خطأ من قال: إن الدهر من أسماء الله، كابن حزم رحمه الله; فإنه قال: " إن الدهر من أسماء الله"، وهذا غفلة عن مدلول هذا الحديث، وغفلة عن الأصل في أسماء الله.

فأما مدلول الحديث; فإن السابين للدهر لم يريدوا سب الله، وإنما أرادوا سب الزمن; فالدهر هو

الزمن في مرادهم.

وأما الأصل في أسماء الله; فالأصل في أسماء الله أن تكون حسنى; أي: بالغة في الحسن أكمله، فلا بد أن تشتمل على وصف ومعنى، هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة، ولهذا لا تجد في أسماء الله تعالى اسما جامدا أبدا; لأن الاسم الجامد ليس فيه معنى أحسن أو غير أحسن، لكن أسماء الله كلها حسنى; فيلزم من ذلك أن تكون دالة على معان.

والدهر اسم من أسماء الزمن ليس فيه معنى إلا أنه اسم زمن، وعلى هذا; فينتفي أن يكون اسما لله تعالى لوجهين:

الأول: أن سياق الحديث يأباه غاية الإباء.

الثاني: أن أسماء الله حسنى، والدهر اسم جامد، لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات، فلا يحمل المعنى الذي يوصف بأنه أحسن، وحينئذ فليس من أسماء الله تعالى، بل إنه الزمن، ولكن مقلب الزمن هو الله، ولهذا قال: "أقلب الليل والنهار".

قال العلامة الألباني (رحمه الله):

قال المنذري: ومعنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة وإصابته مصيبة أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب تستمطر بالأنواء وتقول مطرنا بنوء كذا. اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء فكان هذا كالاعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء وفاعله فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.)

السلسلة الصحيحة (2/ 67)

منقول للفائدة العلمية

ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[19 - 07 - 10, 06:56 ص]ـ

جزاك الله خيرا ..

وبارك الله فيك ونفع بك ..

لو توثق لنا كلام المشايخ من كتبهم ... بارك الله فيك .. فهذه النقولات مفيدة .. كي نخط تحتها خطوطا على كتبهم .. فبعضها أعرف أين مكانها وبعضها الآخر لا .. فلو تشير إلى ذلك .. فمثلا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الأول موجود في الواسطية ولكن في موضوع مختلف .. كان يتكلم رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم ((لا يضرهم من خذلهم)) ففرق بين الضرر و الاذى .. فلو تحيلنا الى المطبوع بارك الله فيك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير