[لا تقل العصمة لله وحده]
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:20 م]ـ
أريد من خلال مشاركتي أن أنبه على جملة وردت في كتب الشيخ الألباني رحمه الله استغربتها وحاولت تأويلها،
وهي قوله: "والعصمة لله وحده "
انظر السلسلة الصحيحة (1/ 179) و (1/ 202) و (1/ 298) و (1/ 473) و (2/ 367) و (3/ 172) و (4/ 313) و (4/ 429).
وانظر السلسلة الضعيفة (2/ 252) و (2/ 378) و (2/ 406) و (2/ 407) و (2/ 464).
ومقدمة الطحاوية [ص 28]
ومقدمة رياض الصالحين صفحة [س]
وفي حجة النبي صلى الله عليه وسلم ص 17.
وفي إرواء الغليل (4/ 318) وغيرها فهذه حوالي سبعة عشر موضعا تكررت فيه هذه الجملة غير ما لم نطلع عليه لأنه ليس القصد الاستقراء وتتبع الزلات والعورات فمن أنا كي أتكلم عن العلماء.
وإثبات العصمة يقتضي عاصما ومعصوما ومعصوما منه وهي مصيبة لمن يعقل.
ونحن نعذر الشيخ بأنه لم يقصد هذا الأمر على ظاهره والحمد الله أننا لسنا من أدعياء السلفية الذين يتبعون منهج المجرحين الناظرين بعين السوء لزلات العلماء ويكيلون للناس بمكيالين.
ويأبى الله العصمة لعبد غير نبيه ولكتاب غير كتابه.
السؤال:
ما حكم قول القائل: العصمة لله وحده، لأني وجدت من يشنع على من يقول ذلك، ويصفه بالجهل، ويقول: مما يعصم الله، وما الذي كان يمكن أن يقع حتى عصم منه، وهذا القول -أي العصمة لله- في حصر العصمة بالله وحده ونفيها جزماً عن الأنبياء، أرجو توضيح هذا الأمر نفع الله بعلمك وغفر لك.
الجواب:
إن الله عاصم وليس بمعصوم، لأنه حاكم وليس بمحكوم، لا معقب لحكمه، ولهذا قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67] وقال نوح لابنه: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود:43].
فإذا أراد القائل العصمة لله، أي أنه هو العاصم فهذا صحيح، وإن أراد العصمة لله أي: أنه معصوم، فالمعصوم اسم مفعول، واسم المفعول لابد له من فاعل، فيكون هناك عاصم يعصم الله فالله معصوم، وهذا خطأ، لأنه ليس فوق الله عاصم بل هو العاصم لمن شاء.
أما الرسل عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون من الخطأ في الحكم الذي يبلغونه عن الله، لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].
وغير معصومين عن بعض الذنوب إلا أنهم يتوبون منها، فتقع مغفورة لهم ولا يلحقهم مثلبة بها، هذا أصح ما قيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام.
يعني مثلاً نحن يجوز أن نصر على معصية، أما الرسل فلا، لا يمكن أن يصروا على المعصية، لأنه لابد أن يقع من الله تنبيه لهم، فيغفر الله لهم.
الحاصل: أن العصمة لله لا تقال، لأنها توهم أن المعنى لا معصوم إلا الله فيكون له عاصم؛ لأن المعصوم إنسان مفعول لابد له من فاعل، فلا تصح لله عز وجل، أما إذا قلت لا عصمة لله يعني أنه هو وحده العاصم فهذا صحيح، لكن في ظني أن قائلها لا يريد هذا المعنى، إنما يريد المعنى الأول، وهذا خطأ.
الإصرار على المعصية لا يجوز، ومعنى يجوز أن نصر على المعصية ليس جواز الشرع، المراد الجواز العقلي، وإلا كيف نصر على معصية، المعصية حرام، لكن يجوز بمعنى جوازاً عقلياً أن نصر على معصية، وإلا فيجب علينا أن نتوب منها وقد نبهنا على ذلك في حينه.
من جلسات رمضانية 1415هـ (2)
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
والله الموفق للصواب.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
ان الشيخ الالباني رحمه الله يقصد العصمة من السهو و الغفلة و النسيان مصداقا لقوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم) و الله اعلم
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن الليبي على الافادة.
لكن أخي الفاضل نحن لا نبحث في النيات والمقاصد ولا نشك في أن الشيخ رحمه الله يقصد معنى صحيحا وهو المعنى الثاني الذي أشار إليه الشيخ ابن عثيمين، غير أن الهدف من المشاركة هو التنبيه أن هذا اللفظ من الألفاظ المحرمة أو كما قال العلماء كفر لفظي كمن قال خطأ اللهم أنت عبدي وأنا ربك فأخطأ من شدة الفرح.
وهنا أخطأ الشيخ، والحمد لله أننا نحسن الظن بعلمائنا ولا نتصيد أخطاءهم لنضللهم او نشغب عليهم.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 05:26 م]ـ
من شنع على الشيخ الالباني رحمه الله في هذه المسألة هو الشيخ عبدالفتاح أبو غدة غفر الله له
وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خطأ من يقول بهذه اللفظة
فالكمال لله وحده والعصمة للانبياء والرسل
ـ[عبدالله بورغد]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:04 م]ـ
قولهم (العصمة لله وحده)
ظاهر العبارة توحي بان المالك للعصمة هو الله تعالى يعني أن (اللام) للتمليك فيكون معنى القائل بها
ان الذي يحمي من الخطأ هو الله ولم يعطي العصمة لاحد من الناس الا الانبياء فلا تستغرب وقوع الخطأ
مني ايها القارئ. ولوضوح العبارة لا مانع من استخدامها والله اعلم