[ماذا يقصد ابن القيم في هذه الجملة؟]
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:27 ص]ـ
- فإن قيل: فقد وقع تسمية ذلك تكليفا فى القرآن كقوله:
{لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286] وقوله: {لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا} [الأنعام: 152].
قيل: نعم، إنما جاء ذلك فى جانب النفى، ولم يسم سبحانه أوامره ووصاياه وشرائعه تكليفا قط، بل سماها روحا ونورا، وشفاء وهدى ورحمة، وحياة، وعهدا، ووصية، ونحو ذلك
بارك الله فيكم ماذا يقصد ابن القيم في الجملة التي بالاحمر
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:54 ص]ـ
مقصوده رحمه الله تعالى - والله تعالى أعلم - هو أن التعبير في الآيتين المذكورتين جاء بالنفي ..
فالله جل وعلا لم يقل: كلف الله كل نفس وسعها؛ لما في ذلك من وصف الأوامر الشرعية بالكلفة والمشقة، وإنما نفى ذلك عنها؛ وفرق بين التعبيرين؛ لأن المقصود بالأوامر ليس التكليف وإن كان مستلزما لبعضها.
والمسألة دقيقة نوعا ما؛ وفهمها يعتمد على فهم ماهية الشيء ولوازمه؛ فالتكليف ليس من ماهية الأوامر الشرعية، وإنما هو لازم في بعضها.
والله تعالى أعلم,
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:39 ص]ـ
أتعني بارك الله فيك أن الله نفى أنه يكلف نفسا ما لا يسعها وبهذا أصبح التكليف أو المشقه معدوم في الأمور التي تسع النفس وإن كان لازما في بعضها ولكن بما يقتضي لزومه , هل فهمي صحيح جزاك الله خيرا, على أن هذا يخالف بالجملة عقيدة أهل الكلام كما ذكر ابن القيم
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:08 ص]ـ
أخي الكريم: وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
الذي أعنيه أني فهمت من كلام الشيخ رحمه الله تعالى أن وصف الأوامر الشرعية بالكلفة والمشقة لم يرد في الشرع عن طريق الإثبات، وإنما ورد نفي التكليف إلا بالوسع؛ فالله تعالى لم يقل: نكلف نفسا وسعها، يكلف الله نفسا وسعها؛ لأن في ذلك إثباتا لكلمة "كلف" وهي متضمنة للمشقة؛ والأوامر الشرعية - حسب رأي الشيخ رحمه الله تعالى - ترتاح لها النفوس السليمة وتجد فيها الأنس والسكينة وبالتالي تحبها وتهواها.
ويمكن فهم مقصوده رحمه الله تعالى من خلال ما يسمى عند المناطقة بالمربع السيميائي إن كنت أذكر التسمية بالشكل الصحيح.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:08 م]ـ
وذلك من كلام شيخه شيخ الإسلام، لأن الشيخ يقرر أن تسمية الأوامر والنواهي تكاليف بإطلاق، هو من كلام المعتزلة والمتكلمة أصلا!
يقول: (نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن؛ لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم: أن عبادته تكليف ومشقة. وخلاف مقصود القلب لمجرد الامتحان والاختبار؛ أو لأجل التعويض بالأجرة كما يقوله المعتزلة وغيرهم؛ فإنه وإن كان في الأعمال الصالحة ما هو على خلاف هوى النفس - والله سبحانه يأجر العبد على الأعمال المأمور بها مع المشقة، كما قال تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب} الآية، وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة: {أجرك على قدر نصبك} - فليس ذلك هو المقصود الأول بالأمر الشرعي، وإنما وقع ضمنا وتبعا لأسباب ليس هذا موضعها، وهذا يفسر في موضعه. ولهذا لم يجئ في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول على الإيمان والعمل الصالح أنه تكليف كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقهة؛ وإنما جاء ذكر التكليف في موضع النفي؛ كقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، {لا تكلف إلا نفسك} {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها} أي وإن وقع في الأمر تكليف؛ فلا يكلف إلا قدر الوسع، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلوب؛ ولذات الأرواح وكمال النعيم، وذلك لإرادة وجه الله والإنابة إليه، وذكره وتوجه الوجه إليه، فهو الإله الحق الذي تطمئن إليه القلوب، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبدا)