تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأشاعرة: (القرآن مخلوق أو حادث) نعم يجوز أن يقال ذلك في مقام التعليم.]

ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[28 - 07 - 10, 12:47 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،

أما بعد:

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى:-

فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... عاديتم المعقول والمنقولا

وطلبتم أمرا محالا وهو إدراك ... الهدى لا تبتغون رسولا

وزعمتم أن العقول كفيلة ... بالحق أين العقل كان كفيلا

وهو الذي يقضي فينقض حكمه ... عقل ترون كليهما معقولا

وتراه يجزم بالقضاء وبعد ذا ... يلفى لديه باطلا معلولا

لا يستقل العقل دون هداية ... بالوحي تأصيلاً ولا تفصيلا

وأقول للأشاعرة ما قال أئمتهم في نهاية دنياهم وقبل موتهم

قال الجويني-رحمه الله تعالى-:-

" يَا أَصْحَابَنَا لَا تَشْتَغِلُوا بِالْكَلَامِ، فَلَوْ عَرَفْتُ أَنَّ الْكَلَامَ يَبْلُغُ بِي إِلَى مَا بَلَغَ مَا اشْتَغَلْتُ بِهِ. وَقَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: لَقَدْ خُضْتُ الْبَحْرَ الْخِضَمَّ، وَخَلَّيْتُ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَعُلُومَهُمْ، وَدَخَلْتُ فِي الَّذِي نَهَوْنِي عَنْهُ، وَالْآنَ فَإِنْ لَمْ يَتَدَارَكْنِي رَبِّي بِرَحْمَتِهِ فَالْوَيْلُ لِابْنِ الْجُوَيْنِيِّ، وَهَا أَنَا ذَا أَمُوتُ عَلَى عَقِيدَةِ أُمِّي، أَوْ قَالَ: عَلَى عَقِيدَةِ عَجَائِزِ نَيْسَابُورَ. "

قال الرازي -رحمه الله تعالى-:-

نِهَايَةُ إِقْدَامِ الْعُقُولِ عِقَالُ ... وَغَايَةُ سَعْيِ الْعَالَمِينَ ضَلَالُ

وَأَرْوَاحُنَا فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِنَا ... وَحَاصِلُ دُنْيَانَا أَذَى وَوَبَالُ

وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا ... سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ: قِيلَ وَقَالُوا

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ رِجَالٍ وَدَوْلَةٍ ... فَبَادُوا جَمِيعًا مُسْرِعِينَ وَزَالُوا

وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلَتْ شُرُفَاتِهَا ... رِجَالٌ، فَزَالُوا وَالْجِبَالُ جِبَالُ

لَقَدْ تَأَمَّلْتُ الطُّرُقَ الْكَلَامِيَّةَ، وَالْمَنَاهِجَ الْفَلْسَفِيَّةَ، فَمَا رَأَيْتُهَا تَشْفِي عَلِيلًا، وَلَا تُرْوِي غَلِيلًا، وَرَأَيْتُ أَقْرَبَ الطُّرُقِ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ، اقْرَأْ فِي الْإِثْبَاتِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (1) {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (2) وَاقْرَأْ فِي النَّفْيِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (3) {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (4) ثُمَّ قَالَ: " وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجْرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي ".

قال الشهرستاني-رحمه الله تعالى-:-

لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْتُ الْمَعَاهِدَ كُلَّهَا ... وَسَيَّرْتُ طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ الْمَعَالِمِ

فَلَمْ أَرَ إِلَّا وَاضِعًا كَفَّ حَائِرٍ ... عَلَى ذَقَنٍ أَوْ قَارِعًا سِنَّ نَادِم

فرد عليه الصنعاني -رحمه الله تعالى-:-

لعلك أهملت الطواف بمعهد الر ... سول ومن ولاه من كل عالم

فما حار من يهدي بهدي محمد ... ولست تراه قارعاً سن نادم

وقال أبو الحديد المشهور بالعراق-رحمه الله تعالى-:-

فِيكَ يَا أُغْلُوطَةَ الْفِكَرِ ... حَارَ أَمْرِي وَانْقَضَى عُمُرِي

سَافَرَتْ فِيكَ الْعُقُولُ فَمَا ... رَبِحَتْ إِلَّا أَذَى السَّفَرِ

فَلَحَى اللَّهُ الْأُلَى زَعَمُوا ... أَنَّكَ الْمَعْرُوفُ بِالنَّظَرِ

كَذَبُوا إِنَّ الَّذِي ذَكَرُوا ... خَارِجٌ عَنْ قُوَّةِ الْبَشَرِ

ومذهب الأشاعرة يقول بخلق القرآن الذي بين أيدينا وهذا غيض من فيض:-

قال البيجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد:-

حياتهُ، كذا الكلامُ،السمعُ ... ثم البصرْ،بذي أتانا السمعُ

وقد أختلف أهل الملل والمذاهب في معنى كلامه تعالى:

فقال أهل السنة: صفة أزلية قائمة بذاته تعالى ليست بحرف ولا بصوت منزهة عن التقدم والتأخر والإعراب والبناء،ومنزهة عن السكوت النفسي بأن لا يدبر في نفسه الكلام مع القدرة عليه ن ومنزهة عن الآفة الباطنية بأن لا يقدر على ذلك كما في الأخرس والطفولية.

...

...

...

واعلم أنَّ كلام الله يطلق على الكلام النفسي القديم بمعنى أن صفة قائمة بذاته تعال،وعلى الكلام اللفظي بمعنى أنه خلقه،وليس لأحد في أصل تركيبه كسب،

وعلى هذا المعنى يحمل قول السيدة عائشة: ما بين دفتي المصحف كلام الله.

وإطلاقه عليهما:قيل بالاشتراك،وقيل:حقيقي في النفسي مجاز في اللفظي،

وعلى كلٍّ من أنكر أنََّ ما بين دفتي المصحف كلام الله فقد كفر إلا ان يريد أنه ليس هو الصفة القائمة بذاته تعالى،

ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثاً لا يجوز أن يقال:القرآن حادث إلا في مقام التعليم؛ لأنه يطلق على الصفة القائمة بذاته أيضاً لكن مجازاً على الأرجح،

فربما يتوهم من إطلاق القرآن حادث الصفة القائمة بذاته تعالى حادثة،

ولذلك ضُرب الإمام أحمد بن حنبل وحبس على أن يقول بخلق القرآن فلم يرض.

وقال صاحب حاشية الأمير:-

اللفظي:هو حادث والله سبحانه وتعالى لا يتكلم به بل خلقه الله في اللوح المحفوظ،وأنزله على جبريل، ونزل به جبريل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالمعنى واللفظ جميعاً على الراجح.

وقال إبراهيم بن أحمد المارغيني:-

كما يسمى الكلام القديم بكلام الله،تسمى الكتب السماوية بكلام الله،

إما لأنها دالة على بعض مدلوله المترجم بها عنه فقيل لها كلام الله كما يقال للكلام المترجم كلام السلطان مثلاً هذا كلام السلطان،

وكما يقال للكلام المحكي في القرآن عن الأنبياء وأممهم الأعجمين هذا كلامهم مع أنه ليس عين كلامهم بل هو ترجمة عنه.

وإما لأن الله تعالى خلق تلك الألفاظ وأنزلها على رسله بواسطة جبريل،فهي كلام الله بمعنى أنها مخلوقة لله وليست من تأليف الخلق.

وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير