تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جهود العلامة الشنقيطي في المنطق الأرسطي - للشيخ الفاضل المحقق مختار الطيباوي.]

ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - 07 - 10, 03:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جهود العلامة الشنقيطي في المنطق الأرسطي

بين نظرية الاكتفاء و ضرورة الارتقاء

الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي ّ بعده، وبعد ...

فقد تتبَّعت بعض التعليقات التي تفضل بها الإخوة على انتقادات أخينا الشيخ بدر الدين للمنطق الصوري الأرسطي المشائي [رابط نقد الشيخ بدر الدين للمنطق من هنا ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=18575)..( أبو الأزهر)]، فرأيت أن أثير انتباههم و اهتمامهم إلى بعض العتبات العلمية الفاصلة، التي يحتاجونها في دراستهم لعلم المنطق، حصرا للقضية حتى لا يضيع جهدهم وجهد الأخ بدر الدين سدى [1].

وحيث إنه يوجد توجه ــ عند بعض السلفيين ــ لدراسة علم المنطق، إما لشعورهم بحاجة إلى هذا العلم لملأ فراغ معرفي، اعتقادا منهم بصدق قضاياه، وأنه يمكن أن يخدم العلوم الشرعية.

و إما لغرض التسلح بسلاحه لفل حجة من يستعينون به في جدالهم مع السلفيين، في مسائل العقائد و أصول الفقه.

أوـ ربما ــ من باب التّرف العلمي و العقلي، فإن العقليات الملفَّقة قد تخيف البعض و تستهوي البعض الآخر!

ولعل أهم شخصية علمية سلفية كتبت في هذا الموضوع "المنطق الصوري" هو العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله.

وهذا يحتم علينا ـ كونه سلفيا ـ معاينة عمله هذا معاينة تحليلية علمية، لنر كيف يمكن لنا الاستفادة من هذا العمل الكبير؟

وهل يمكننا إتمامه، و الذهاب به إلى أبعد مما وصل إليه مع الشيخ الشنقيطي؟.

وهذا أمر يمكن أن نتعرف عليه من خلال التّعرف إلى دافع و غرض الشيخ، و قد أشار إليه في بداية بحثه.

قال رحمه الله: ((ولما كان من المتوقع أن يواجه الدعاة إلى الحق دعاة إلى الباطل مضللون يجادلون لشبه فلسفية، ومقدمات سوفسطائية، وكانوا لشدة تمرنهم على تلك الحجج الباطلة كثيراً ما يظهرون الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، ويفحمون كثيراً من طلبة العلم الذين لم يكن معهم سلاح من العلم يدفع باطلهم بالحق، وكان من الواجب على المسلمين أن يتعلموا من العلم ما يتسنى لهم به إبطال الباطل وإحقاق الحق على الطرق المتعارفة عند عامة الناس [2]، حمل ذلك الجامعة على إنشاء كلية الدعوة وأصول الدين.

ومهمتها تخريج دعاة قادرين على تبليغ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وعلى إفحام وإلزام الدعاة المضللين ببيان ما يصحح أدلتهم ويظهر بطلان حجج خصومهم)). [مذكرة المنطق للشنقيطي]

فهدف الشنقيطي إذًا هو مواجهة من يعاند الحق باستعمال المنطق، فهل يتحقق ذلك بتعلم المنطق لأنه لغة المعاندين العلمية و سلاحهم الجدلي فحسب؟

وهل يستلزم هذا الكلام أن المنطق علم صحيح برمته، أم يلزم منه ـ أيضا ـ تعلم نقد هذا المنطق؟

وما الأفضل لأهل السنة في مواجهتهم المخالفين أن تكون المواجهة بالمنطق الذي يؤيد عقائدهم، و يتماشى معها بانسجام، بحيث أن هذا المنطق نتج عنه إنكار الصفات عند مؤسسيه و ناقليه و شراحه؟!

فهل يملك في طياته خصائص إبطال نتائجه في المعرفة ــ خاصة في العلم الإلهي ــ و يناقض نفسه، فتتأيد به عقائد أهل السنة؟

وهل يعاند المضللون به أهل الحق لسوء استعمالهم له أم أن مقدماته تقود إلى معاندة الشريعة؟

وهل هو المنطق الوحيد، أم يوجد أنواع أخرى أنفع لأهل السنة، و أقرب إلى منهجهم العلمي و المعرفي، مثل: المنطق الاسمي، و المنطق التجريبي، منطق الاستقراء؟

وما الفائدة الأخرى لهذه الأنواع المعارضة لمنطق خصومنا في العقيدة و المعرفة، بمعنى: أليست هذه المنطقيات المباينة و المعارضة للمنطق الصوري هي الثقافة السائدة في العصر الحديث، و بالتالي تمكننا من بسط معرفتنا الشرعية على هذا العصر بدل من سجن أنفسنا ــ تقليدا للمتكلمين ــ في منطق ما قبل التاريخ؟

و بالجواب على هذه الأسئلة ـ وهو متضمن فيها ـ نستخلص أن عمل الشيخ الشنقيطي في المنطق ليس عملا نهائيا، و الوقوف عنده جامدين عليه له مخاطر شديدة على السلفيين، أبيّن بعضا منها بعد قليل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير