[براءة محمد بن جرير الطبري الإمام من بدعة الأشعرية في صفة الكلام]
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:18 ص]ـ
براءة محمد بن جرير الطبري الإمام
من بدعة الأشعرية في صفة الكلام
قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى:
كل من عاداني وتكلم فيَّ فهو في حِلٍّ إلا رجلٌ رماني ببدعةٍ.
معجم الأدباء (18/ 84)
وقال بعد أن ذكر اعتقاده في القرآن:
فمن روى عَنَّا أو حكى عَنَّا أو تقوَّل علينا فادَّعى أنَّا قُلنا غير ذلك، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، ولعنةُ اللاعنين والملائكةِ والناس أجمعين، لا قبل الله له صرفاً ولا عدلاً، وهتك سترَه وفضحه على رؤوس الأشهاد، يوم لا ينفعُ الظالمين معذرتُهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
صريح السنة
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه رسالة لطيفة، بينت فيها اعتقاد الإمام المحدث الفقيه شيخ المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ رحمه الله تعالى في صفة الكلام لله تعالى وفي القرآن العظيم، كتبتها لما وقفت على كلام لبعض الناس يزعم فيه أن الإمام الطبري أشعري، وفسر أشعريته بأشعرية نتائج عقيدته، وأشعرية أصول منهجه الاستدلالي، كما زعم هذا المدعي أن الطبري حكم بالكفرية لما عليه الوهابية وابن تيمية من العقائد الفاسدة بشدة وصرامة (!!)
وهذا الزعم غير مستغرب ممن يتعصب لكلام المتكلمين المبتدعة فيجعله كالوحي المنزل من السماء، يجب على جميع الخلائق اتباعه، ولسان حالهم: لو كان الصحابة والتابعون أحياء ما وسعهم إلا اتباعنا! وقديماً نسب بعض الأشعرية الخليل إبراهيم عليه السلام لمذهبهم، حيث زعموا أن طريقتهم في الاستدلال على وجود الصانع بحدوث الأجسام هي طريقته!.
وقد خصصت البحث في هذه الرسالة في صفة الكلام، فلم أعرض لاعتقاده في غيرها إلا قليلاً.
واعلم أن للسلف في اعتقادهم في القرآن معالم بارزة يعبرون عنها بمقالات مشهورة كقولهم: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال بخلقه فهو كافر، وأنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود، وغير ذلك من المقالات.
والأشعرية لهم في صفة الكلام عقيدة مبتدعة، ومن أبرز مقالاتهم فيها: إن كلام الله تعالى كلام نفسي قائم به، وأنه يتكلم بلا حرف ولا صوت، وأن القرآن العربي المؤلف من السور والآيات مخلوق، وأن الحروف والكلمات دلالات على الكلام النفسي، ونحو ذلك من المقالات التي تعرف أشعرية صاحبها من مجرد ذكره لها.
وإذا نظرت في كلام الطبري وجدت كلامه متضمن على تلك المقالات السلفية، خالٍ من هذه المقالات الأشعرية المبتدعة، وهذا كاف في إظهار براءته منهم، إلا أنني نقلت كلامه وبينت مواطن مخالفته لهم، مع نقد مختصر لمقالاتهم في كل مسألة من مسائل هذا البحث؛ إكمالاً لإظهار براءته منهم.
وعقيدة الطبري في صفة الكلام ذكرها في رسالتيه: التبصير في معالم الدين، وصريح السنة، ومنهما نقلت كلامه.
وأود أن أنبه أن المردود عليه قد جرى بيني وبينه على (شبكة الإنترنت) مناظرات حصل لي منها علم يقيني بأنه مقلد معاند، يليق به ما يليق بالمعاند من الشدة في القول، والغلظة في الخطاب، إلا أنني في رسالتي هذه قد أعرضت عن ذلك، فجرَّدتُّ شبهاتِهِ ورددت عليها رداً علمياً خالصاً، ولم أتعرض لشخصه بشيء، حتى إنني أنقل إساءته ولا أرد عليه بمثلها، وما فعلت ذلك إلا مراعاة للقارىء الكريم أن يستوحش من الرسالة إذا رآها قد ملئت بألفاظ الشدة والقسوة، فينفر منها ويعرض عنها، فتفوت الفائدة العلمية المرجوة منها، وإلا فلا شك في جواز دفع السيئة بالسيئة، ومعاملة المعاند بما يليق بحاله.
النص الأول:
¥