ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:55 ص]ـ
19) القاعدة الثانية: ما اخبر الله تعالى به في كتابه او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم وجب علينا الايمان به سواء عرفنا معناه ام لم نعرفه. لانه اجتمع في خبر الله ورسوله كمال العلم وكمال الصدق وكمال البيان وكمال القصد والارادة وهذه هي مقومات قبول الخبر.
20) وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وجب قبوله.
21) واما ما تنازع فيه المتأخرون مما ليس في الكتاب والسنة و لا عند سلف الامة فليس لاحد، بل وليس لاحد ان يثبت لفظهاو ينفيه لعدم ورود السمع به وليس له ان يقبل معناه او يرده حتى يعلم المراد منه، فإن كان حقا وجب قبوله وان كان باطلا وجب رده.
22) القاعدة الثالثة في اجراء النصوص على ظاهرها. وظاهرها ما يتبادر منها من المعاني بحسب ما تضاف اليه وما يحتف بها من القرائن.
23) والواجب في النصوص اجراؤها على ظاهرها بدون تحريف لقوله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين*نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين*بلسان عربي مبين) فاذا كان الله تعالى انزله باللسان العربي من اجل عقله وفهمه وامرنا باتباعه وجب علينا اجراؤه على ظاهره بمقتضى ذلك اللسان العربي الا ان تمنع منه حقيقة شرعية.
24) وقد اتفق سلف الامة وائمتها على ان نصوص الصفات تجري على ظاهرها اللائق بالله عز وجل من غير تحريف وان ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق.
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 06:08 م]ـ
25) قوله تعالى: تجري باعيننا) ليس ظاهرها ان السفينة تجري في عين الله سبحانه وتعالى وهذا المعنى فاسد وغير مراد ودعوى ذلك مردودة اي دعوى ان هذا هو الظاهر) من جهة التركيب اللفظي ومن جهة المعنى فاما من جهة التركيب اللفظي فانه ذاا قال قائل: فلان يسير بعيني) لم يفهم احد من هذا التركيب انه يسير داخل عينه ولو ادعى مدع ان هذا ظاهر لفظه لضحك منه السفهاء فضلا عن العقلاء وانما يُفهم منه ان عينيه تصحبه بالنظر والرعاية لان الباء هنا للمصاحبة وليست للظرفية.
واما المعنى فالمعلوم ان نوحا عليه السلام كان في الارض وانه صنع السفينة في الارض وجرت على الماء في الارض. انتهى بتصرف مني. (وهذا عادتي في ذكر هذه الفوائد ان شاء الله اني لا اذكر كلامه كله انما احاول ان اختصره قدر الامكان) 26) كثير من الناس يتوهم في بعض الصفات التي دلّت عليها النصوص انها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد ينفي ذلك الوهم فيقع في اربعة محاذير:
الاول: انه فهم من النصوص صفاتٍ تماثل صفات المخلوقين فظن ان مدلول النصوص هو التمثيل.
الثاني: انه نفى عن النصوص ما دلّت عليه من المعاني الصحيحة واثبت لها معاني من عنده لا يدل عليها ظاهر اللفظ.
الثالث: انه نفى ما دلت عليه النصوص من الصفات بغير علم.
الرابع: انه وصف الله بنقيض تلك الصفات التي نفاها عن الله.
فيكون قد جمع بين النفي والتمثيل وبين التحريف والتعطيل.
27) ما اخبرنا الله به عن نفسه معلوم لنا من جهة ومجهول من جهة.
معلوم لنا من جهة المعنى ومجهول لنا من جهة الكيفية.
28) حث الله على تدبر القرآن كله ولم يستثن شيئا منه, ووبّخ من لم يتدبره وبيّن ان الحكمة من انزاله ان يتدبره الذي انزل اليهم ويتعظ به اصحاب العقول ولولا ان له معنى يعلم بالتدبر لكان الحثّ على تدبره من لغو القول ولكان الاشتغال بتدبره من اضاعة الوقت ولفاتت الحكمة من انزاله ولما حسن التوبيخ على تركه.
والحث على تدبر القران شامل لتدبر جميع آياته الخبرية العلمية والحكمية العملية.
قلت: وهذا رد على المفوضة الذين يفوضون معاني ايات الصفات, ويبين مدى فساد منهجهم وقد ردّ عليهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة لطيفة سمّيت بالقاعدة المراكشية.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:25 م]ـ
بارك الله في اجتهادك
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:11 م]ـ
29) التأويل لغة: ترجيع الشيء الى الغاية المرادة منه من الأول وهو الرجوع.
وفي الاصطلاح: ردّ الكلام إلى الغاية المرادة منه بشرح معناه او حصول مقتضاه.
30) التاويل يُطلق على ثلاث معان:
الاول: التفسير وهو توضيح الكلام بذكر معناه المراد به, ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: اللهم فقه في الدين وعلّمه التاويل) صحيح اخرجه احمد
المعنى الثاني: مآل الكلام الى حقيقته, فان كان خبرا فتاويله نفس الحقيقة المخبر عنه ومنه قول الله تعالى: هل ينظرون إلا تأويله)
وان كان التاويل طلبا فتاويله امتثال المطلوب ومنه قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن) متفق عليه
المعنى الثالث للتاويل: صرف اللفظ عن المعنى الراجح الى المعنى المرجوح لدليل يقتضيه. وان شئت فقل: صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى يخالف الظاهر لدليل يقتضيه. وهذا اصطلاح كثير من المتاخرين.
وهذا الاصطلاح هل هو محمود ام مذموم؟
والتحقيق: انه ان دل عليه دليل صحيح فهو حق محمود يُعمل به ويكون من المعنى الاول للتاويل وهو التفسير.
وان لم يدل عليه دليل صحيح كان باطلا مذموما وجديرا بان يسمى تحريفا لا تأويلا.
31) بيان معنى قول الله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا)
فالاية تحتمل امرين:
فان كان الوقف على الله فالتأويل هنا بمعنى مآل الكلام الى حقيقته فهذه الحقائق التي اخبر الله بها عن نفسه وعن اليوم الاخر لا يعلمها الا الله عز وجل.
وان كان على قراءة الوصل فالمراد به التفسير لان تفسيره معلوم للراسخين في العلم فلا يختص علمه بالله تعالى, ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله
قلت: من اراد التوسع في معنى التأويل فعليه بتفسير شيخ الاسلام ابن تيمية لسورة الاخلاص
¥