تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - الحديث عن التراث الإسلامي العربي المتمثل في المخطوطات بدول المغرب العَربي، حديثٌ طويل عَريض لأنهُ حديث عن تاريخ حضارة الغرب الإسلامي، ومعلوم أن كتب الإسلام بعد سقوط آخر مَعقِل إسلامي في إسبانيا الإسلامية – وهو ما يشمل إسبانيا الحالية والبُرتغال – لجأ ما سلم منهاـ من نيران العداء والحقد الصليبي ومحاكم التفتيش - إلى دُول المغرب وخصوصا المغرب الأقصى لقربه من الأندلس، ورغم قلة هذا المتبقي فقد طالَه الإهمالُ واعترته الآفاتُ، وبعد احتلال الفرنسيين لهذه الدول، ووقوفهم على هذه الذخائر، ومعرفتهم بقيمتها، تناولتْها أيديهم بالترحيل إلى بلادهم بالشراء أوالسلْب والنهب، وبعد الاستقلال لم يهتمَّ المسؤولون بها فأَوْلَوها إعراضا وعقوقاً، وإلى الآن وقد مضى على استقلال لمغرب أكثر من نصف قرن لم تُوضع فهارسُ علمية لمكاتب المغرب، ولم تُنشأ دارٌ وطنية تجمعُ شملَها من الأضرحة والزوايا، وتحميها من العثّ والرطوبة واللُصوص، ولم تسنَّ قوانين تمنع التجارةَ فيها وإخراجها من المغرب، وقد خرجت منها أَحمال، دون الانتباه أنها تاريخُنا وحضارتُنا.

وقد رأيتُ من العقوق لمشروع إتمام فهرسة مخطوطات ووثائق الخزانة العامة بتطوان – وليست من كُبريات الخزائن بالمغرب - بعد أن شرعنا فيه ما يثبط العَزم، ويَقتلُ روحَ النشاط في العامل، والعزم الأكيد، والنشاط المتزايد إنما يُوَجَّه للمسرح والسينما والغِناء والفُولُكْلُور، وكلٌّ ينعق بما عندَه.

والعناية بالمخطوط المغربي كان الشغل الشاغل لثلاثة علماء أفذاذ دَرَجوا إلى رحمة الله، وهم المشايخ: محمد بن أبي بكر التطواني السلَوي، ومحمد المَنُّوني المكناسي، وإبراهيم الكتاني الفاسي، وفيهم يطيب إنشادُ قولهم:

حَلَف الزمانُ ليَأتينَّ بمثلهم * حنِثَتْ يَمينُكَ يا زَمان فَكَفِرِّ

وقد كنتُ أمتلئ بهجةً وحبوراً إذا وقعتُ على مخطوط نادر أو عديم النظير، فأسارع إلى التعريف به وبَذلِه لمن طَلَبه محتسباً الأجر في ذلك من الله تعالى، وكان الشيخ إبراهيم الكتاني يَنزِع في هذا المعنى بآية) ومن أحياها فكأنَّما أحيَى الناسَ جميعا)

وقد أتاني مرةً رجل جَبَلي مغمورُ بكيس فيه أوراق بالية متَّسخة، وبعد مدة تصفحتُها فوجدتُّ فيها " جزءَ أحاديث الحوض " لبَقيّ بن مَخلَد الأندلسي والذيل عليه لابن بشكُوال، وراجعتُ فهرسة ابن خير فوجدتُّ الجزء كتابا مستقلاً من مروياته، فلا تسَل عن فرحي به، ونسختُ الجزء بخطي وصححتُه وحملتُه مع إلى الحرمين وعرضتُه على من كان يَجزم بضياع كل آثار الإمام بقي، وصُوّر عن نسختي، وصدر بعد ذلك مطبوعا عنها بالمدينة، كما كان باحثون يجزمون بفقدان كتاب:"إنشاد الضوال " لابن خاتمة في لحن العامة في اللغة، فأطلعتُهم على نسخة تامة وقعتْ لي وصُورت عنها نسخ لمن طلبها، والأمثلة تطول.

7 - يشكو كثير من طلبة العلم جفوة العلماء عن طلبتهم، وعدم تفرغهم لإفادتهم، فهل ترون بين شكوى الطلبة وانقباض بعض أهل العلم تفسيرًا يقنع الناظر للحالة العلمية؟

-7 - الشكوى المتبادلة بين العلماء وطلابهم قديمةٌ قِدمَ العلم نفسِه، ومرجعُها في الغالب خُلُقيّ وسلوكيّ من الطرفين، ولو أنهم التزَموا أدبَ الطالب والمعلِّم لما وقعتْ شكوَى ولا جفوةٌ، على أن لِسوء النية وعَدم الإخلاص دخلا كبيراَ في الضجَر والملَل، وقد أصبح طلبُ العلم لغير الله العُملة الرائجةَ في هذا الوقت إلا مَن رَحم ربك، وقليلٌ ما هم، وإذا كان العالمُ يتعجَّل ثوابهُ ولا يتأجَّلُه، والطالبُ يشقَى في الطلب والبحث الزمنَ الطويلَ للحصول على رتبة معينة، ولا ينالها، وإذا نالها لم تُفده شيئاً، فكيفَ يُبارك اللهُ هذه الحالَ وهي سبيلٌ معبد إلى النار كما في الحديث:" من تعلّم علماً مما يُبتغى به وجهُ الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرفَ الجنة يوم القيامة "؟.

8 - تمر القضية الفلسطينية بأحلك مراحلها، ولاشك أن لفضيلتكم رؤية خبير عركته التجارب وامتحنته السنون، فهل لكم فضيلة الشيخ أن تبينوا لقراء الشبكة نظرتكم لهذا الشأن الخطير من شؤون المسلمين؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير