تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مكانة العلماء وطلبة العلم في الدّين

ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 07 - 02, 11:30 م]ـ

قال مبارك كان الله له: ينبغي تبجيل أهل العلم وطلبة العلم، وحملة الكتاب والسنة الذين سلكوا سبيل السلف في الفهم والاعتقاد والسلوك والعبادة دون ذوي الأهواء والبدع،وقد قيل: لايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.

قال الله تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنمايتذكرُ أُولُوا الالبابِ) [الزمر: 9].

يخبر تعالى عباده أنه لا يستوي أهل العلم الذين قاموا وقام بهم العلم المطلوب تعلمه والموافقة في الدين كتابا وسنة منزلة مع الذين لم يقم بهم ذلك،إماتقصيرا،أو إعراضا، أو استخافا

وهذا التفريق أبلغ في تقرير فضل العلم وأزين في رفع درجات أهله، فإن الشيء لايعرف إلا بضده، وبضدها تتميز الأشياء.

وقال الله تعالى: (يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: 11]

أي:ويرفع العلماءمنهم خاصة، للدلالةعلى علو شأنهم وسمو مكانهم، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل لهم طبقات عالية ومراتب مرتفعة بسبب ماجمعوا من العلم والعمل، فإن العلم لعلو درجته يقتضي للعمل المقرون به مزيد رفعة، لا يدرك شأْوَه العمل العاري عنه، وإن كان في غاية الصلاح، ولذا يقتدى بالعالم في أفعاله ولا يقتدى بغيره،وقد قيل:إن العالم إذا لم يعمل،زلّت موعظته عن القلوب،كما يزلّ القطر عن الصّفا.

قال العلامة السعدي في تفسيره (7/ 317): وفي هذه الآية،فضيلةالعلم وأن زينته وثمرته، التأدب بآدابه،والعمل بمقتضاه.

ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[14 - 07 - 02, 12:10 ص]ـ

اخي لموفق مبارك: لا زلت مباركا.

بورك فيه على هذا الموضوع

ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 07 - 02, 12:14 ص]ـ

لقد فضّل الإسلام العلماء على غيرهم تفضيلا،وبذلك كثُرت النصوص، أذكر منها ماجاءعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقا يطلب فيه علماسلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الانبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولادرهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية في مفتاح دار السعادة (1/ 261): (وقوله: [وإن العلماء ورثة الأنبياء]، هذا من اعظم المناقب لأهل العلم، فإن الانبياء خيرُ خلق الله، فورثتهم خيرُالخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته _ إذ هم الذين يقمون مقامه من بعده _ ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ماأرسلوا به إلا العلماء كانوا أحق الناس بميرثهم.

وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم، فكذلك هو في ميراث النبوة، والله يختص برحمته من يشاء.

وفيه _أيضا _ إرشاد للأمة بطاعتهم، واحترامهم، وتعزيرهم، وتوقيرهم،وإجلالهم،فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الامة،وخُلفاؤهم فيهم.

وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين، وبغضهم منافٍ للدين، كما هو ثابت لموروثهم.

وكذلك معادتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم.

قال علي رضي الله عنه:محبّة العلماء دين يدان الله به.

ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 07 - 02, 12:53 ص]ـ

وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: [من عادى لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة ... ]، وورثة الانبياء سادات أولياء الله عز وجل.

وفيه تنبيه للعلماء على سلوك هدي الأنبياء وطريقتهم في التبليغ، من الصبر، والاحتمال، ومقابلة إساءة الناس إليهم بالإحسان، والرفق بهم،واستجلابُهم إلى الله بأحسن الطرق، وبذل مايمكن من النصيحة لهم، فإنه بذلك يحصل لهم نصيبهم من هذا الميراث العظيم قدره، الجليل خطرُه.

وفيه _أيضا _ تنبيه لأهل العلم على تربية الأمّة كما يُربي الوالد ولده، فيربونهم بالتدريج والترقي من صغار العلم إلى كباره، وتحميلهم منه مايُطيقون، كما يفعل الأب بولده الطفل في إيصاله الغذاء إليه، فإن أرواح البشر بالنسبة إلى الانبياء والرسل كالأطفال بالنسبة إلى آبائهم، بل دون هذه النسبة بكثير، ولهذا كل روح لم يُربها الرسل لم تفلح ولم تصلح لصالحة، كماقيل:

ومَن لا يُربيه الرسولُ ويسقِه لُباناً له قد درّمن ثدي قدسِه

فذاك لقيط ماله نسبة الوَ لا ولا يتعد ى طور أبناءُ جنسهُ

وقو له [وإن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم]،هذا من كمال الانبياء وعِظم نصحهم للأمم). 1ه

قال فخر الأندلس الإمام الجليل ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه القيم (مدواة النفوس) [ص/87]:

(لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك لكان ذلك سببا إلى وجوب طلبه،فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة؟

ولم لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال لكان ذلك سببا إلى وجوب الفرارعنه، فكيف بسائر رذائله في النيا والآخرة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير