[الجدل > صورها وانواعها وحكمها .. الخ (موضوع مهم)]
ـ[طالبة]ــــــــ[27 - 07 - 02, 06:42 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اما بعد:
صور أو أمارات الجدل:
للمراء والجدل صور أو أمارات يعرف بها وأهمها:
1 - الطعن في كلام الغير من حيث اللفظ،
بإظهار خلل فيه من جهة النحو، أو من جهة اللغة، أو من جهة العربية، أو من جهة النظم والترتيب بسوء تقديم أو تأخير.
2 - الطعن في كلام الغير من حيث المعنى،
بأن يقول المماري (المجادل): ليس الكلام كما تقول، وقد أخطأت فيه من وجه كذا، وكذا.
3 - الطعن في كلام الغير من حيث القصد،
بأن يقول المماري لخصمه: هذا الكلام حق، ولكن ليس قصدك منه الحق، وإنما أنت فيه صاحب غرض، وما يجري مجراه.
والمراء أو الجدال على هذا النحو مذمومان، وذلك للنصوص الكثيرة الدالة على هذا، ومنها قوله تعالى:
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا)
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)
(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا)
وغير ذلك من النصوص التي سيأتي ذكرها إن شاء الله.
(تابع بإذن الله)
ـ[طالبة]ــــــــ[27 - 07 - 02, 06:52 م]ـ
أنواع الجدل:
للجدل أربعة أنواع أو حالات، لا تخرج عنها بحال من الأحوال، وهي:
1_ المجادلة بالحق للحق.
2_ المجادلة بالباطل للباطل.
3_ المجادلة بالحق للباطل.
4_ المجادلة بالباطل للحق.
* أما المجادلة بالحق للحق فليست كلها محمودة، فهذا النوع تتعلق به المصلحة والمفسدة، فمتى كانت المصلحة فيها راجحة كانت محمودة ومأمور بها أمر إيجاب أو أمر استحباب، ومتى كانت المفسدة فيها راجحة أصبحت مذمومة. والمجادلة بالحق للحق والمصلحة فيها راجحة لها صورتان:
1_ المجادلة في التعلم، كتعليم الجاهل والمخطئ ومناظرة أهل العلم بعضهم لبعض ومجادلة طالب العلم لشيخه للتعلم، ومنها قول عمر ابن عبد العزيز " ما رأيت رجلا لاح الرجال إلا أخذ بجوامع الكلم". وقيل لإبن عباس رضي الله عنه "بما نلت العلم؟ "، قال: "بقلب عقول ولسان سئُول". ولذلك قالوا " لا يطلب العلم رجلان: مستحٍ ومستكبر، فالمستحي يمنعه حياءه أن يسأل والمستكبر يمنعه الكبر أن يسأل".
2_ المجادلة لإقامة الحجة ودرء الشبهة، وأول ما يدخل في هذا مناظرة الكفار وإقامة الحجة عليهم، والرد على شبهاتهم وافتراءاتهم، قال تعالى ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
ومن أمثلة هذا النوع مناظرة إبراهيم للنمرود، قال تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، ومناظرة موسى لفرعون، ومناظرة عيسى لبني إسرائيل وغيرهم من الأنبياء، وكذلك مجادلة نوح عليه السلام لقومه لإقامة الحجة عليهم وإظهار الحق،
قال تعالى قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين.
ويدخل فيه أيضا مناظرة أهل البدع والأهواء، لا سيما قبل قتالهم أو قتلهم وتعزيرهم، كما ناظر ابن عباس وعلي رضي الله عنهما الخوارج قبل أن يقاتلوهم، ومناظرة الأوزاعي رحمه الله لقدريٍّ، ومناظرة عمر بن عبد العزيز لغيلان الدمشقي ليقيم عليه الحجة أو يقتله، ومناظرة الإمام أحمد للجهمية ليقيم عليهم الحجة ويرد شبههم عند الخليفة.
فهاتان الصورتان محمودتان لما فيهما من مصلحة راجحة وقد تكون من الواجبات الشرعية إذا ترتب على عدمها انتشار الباطل ورد الحق وفتنة الخلق عن دينهم واعتقادهم للباطل.
(تابع إن شاء الله)
¥