تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم تعلم العلوم الدنيوية لأجل الوظيفة.]

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[27 - 07 - 02, 04:38 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد سألني بعض الناس سؤالاً عن حكم تعلم العلوم الدنيوية لأجل الوظيفة ومدى تعلق ذلك بوجوب الإخلاص في الأعمال.

فهذا صورة السؤال مع الجواب:

الى الشيخ ابو عمر (حفظة الله وجعل اعمالة في رضاه) سائل يسأل: كما تعلم ياشيخ ان جميع اعمال الانسان لابد ان تكون خالصة لوجة اللة وحدة لاشريك له انطلاقا من قوله تعالى ((قل إن صلاتي ونسكي ..... ) الايه. فما حكم من يدخل الجامعة ويتخصص في بعض التخصصات المطلوبة مثل الانجليزي والرياضيات والفيزياء وغيرهاوذلك لاغراض دنيوية مثل الحصول على الوضيفة او غير ذلك؟ وجزاك الله خيرا

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإن أعمال العباد تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: أمور العبادات وهذه لابد فيها من إخلاصها لله عز وجل، فمن عملها لغير الله فقد أشرك.

للأدلة العامة الموجبة للإخلاص كقوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمال بالنيات)).

والأدلة الخاصة كقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عوضا من الدنيا لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة)).

عَرْفُ الجنة: ريحها.

القسم الثاني: أمور العادات والمباحات وهذه تنقسم إلى قسمين من حيث علاقتها بالعبادات:

الأول: ما كان وسيلة إلى عبادة وقربة لا تتم العبادة إلا به فحكمه حكم العبادة من حيث إخلاص النية والمتابعة للسنة النبوية.

الثاني: ما لم يكن -في الأصل-وسيلة إلى عبادة فهذه تنقسم إلى قسمين:

أولهما: ما دل الشرع على أنه يمكن أن تكون وسيلة إلى عبادة وقربة، ولا تتعارض مع دليل من الأدلة الشرعية فيمكن أن تتخذ وسيلة إلى العبادة وهذه تكون بنية فاعلها ولا تلزمه كالنوم والطعام ونحو ذلك من المباحات.

ثانيهما: ما دل الشرع والعقل على أنها لا تكون وسيلة إلى عبادة فهذه إذا جعلت وسيلة للعبادة كانت من البدع والمحدثات.

كالتعبد بلبس الصوف لذات الصوف أو السعي بين جبلين غير الصفا والمروة ونحو ذلك.

فما ذكر في السؤال من التخصصات الدنيوية كدراسة اللغة الإنجليزية لمتطلبات دنيوية وكذا الفيزياء والرياضيات فهي تخصصات دنيوية يمكن أن يتوصل بها إلى أمور شرعية.

مثل تعلم الحساب اللازم لعلم الفرائض، ولعد الأذكار الشرعية الواردة في الأحاديث.

وكذلك تستخدم الرياضيات في أمور الحرب والقتال وفي تحديد القبلة ونحو ذلك.

وكذلك اللغة الإنجليزية تستخدم للدعوة إلى الله، ومعرفة مخططات الكفار ونحو ذلك.

وكذلك تستخدم الفيزياء في تصنيع أدوات الحرب، والبناء والصناعات اللازمة لأمن الناس ومعايشهم ونحو ذلك.

فمن درس تلك التخصصات بنية التقرب إلى الله أجر عليها وأثيب، وإذا لم ينو بها التقرب إلى الله وإنما نوى بتعلمها التوصل إلى أمور دنيوية كوظيفة للمعاش أو نحو ذلك فهذا مباح وجائز.

ولا يلزمه أن ينوي بتعلمها التقرب إلى الله.

ولكنه لو نوى بها التقرب إلى الله فهو أفضل في حقه وأكمل، ويجوز له أن يجمع بين نية التقرب إلى الله، ونية الوظيفة ونحو ذلك من المباحات لأنها ليست من أمور التعبدات المحضة.

ولكن الذي يجدر التنبيه إليه أنه لا يجوز أن ينوي بتعلم تلك الأمور الدنيوية أموراً محرمة كتعلم اللغة الإنجليزية حباً لهم، أو ليلج في أمور الفسق والفساد التي لا يتصول إليها إلا بتعلم تلك اللغة.

وكتعلم تلك التخصصات لغرض الكبر، والتعالي على الناس، وإعانة الكفار والفجار على فجورهم ونحو ذلك.

وأخيراً أنبه إلى أمر مهم يرتبط به حل تعلم تلك العلوم الدنيوية وهذا الأمر هو:

أن الواجب على كل مسلم تعلم العلم الشرعي المفترض عليه وهو "فروض الأعيان" فلا يجوز بحال من الأحوال التفريط في تعلم "فروض الأعيان" كمعنى الشهادتين وأمور التوحيد المفترضة، ونواقض التوحيد، وكيفية الصلاة وشروطها وأركانها وواجباتها، وكيفية الصوم، وأحكام الزكاة إن كان له مال، وأحكام الحج ومتى يجب عليه، وأصول أحكام البيوع والنكاح وما يتعلق به، وما يحرم عليه مما نهى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عنه.

فإذا كان تعلم تلك العلوم يحجزه عن تعلم فروض الأعيان، ويشغله عنها، ولا يستطيع الجمع بينهما حرم عليه تعلم تلك العلوم، بل يكون ممن آثر الدنيا على الدين، واستحب الحياة الدنيا على الآخرة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

انظر هنا:

http://www.al-muntada.com/forums/showthread.php?postid=140744&t=9143#post140744

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 07 - 02, 09:01 م]ـ

أحسن الله إليك أخي أباعمر.

وجعلنا وإياك وسائر الإخوة من أهل الإخلاص في أعمالنا وأقوالنا كلّها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير