تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح حديث الخلوف والحواريين]

ـ[جليس العلماء]ــــــــ[20 - 07 - 02, 02:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذا حديث مبارك من أقوال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – شرحته معتمداً على كتب شروح الأحاديث، وبذلت جهدي في التنبيه على مسائله، واستخراج فوائده.

?أولاً / نص الحديث

عن عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي؛ إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلُوْف، يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه؛ فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل))

قال أبو رافع: فحدثت عبد الله ابن عمر رضا الله عنهما، فأنكره عليَّ، فقدم ابن مسعود رضي الله عنه، فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يعوده، فانطلقت معه، فلما جلسنا، سألت ابن مسعود عن هذا الحديث؟ فحدثنيه كما حدثته ابن عمر، قال صالح: وقد تحدث بنحو ذلك عن أبى رافع (1).

?ثانياً: شرح ألفاظ الحديث

1) قوله حواريون: قال في اللسان:" أَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ يَحُورُ، وهو الرجوع. و التَّحْوِيرُ: الترجيع،؛ وتأْويل الحواريين في اللغة: الذين أُخْلِصُوا، ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الحُوَّارَي من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله في الناس: الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد مرة؛ فوجد نَقِيًّا من العيوب؛ فهذا تأْويله.

وقيل: أَصله من التحوير، وهو: التبييض، وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي يُحَوِّرُونهَا، وهو التبييض؛ ومنه قولهم: امرأَة حَوارِيَّةً إِذا كانت بيضاء. وقيل لأَصحاب عيسى، عليه السلام: الحواريون؛ للبياض، لأَنهم كانوا قَصَّارِين، وكانوا أَنصاره دون الناس؛ فقيل لناصر نبيه حَوارِيٌّ إِذا بالغ في نُصْرَته تشبيهاً بأُولئك، وروى شمر أَنه قال: الحَوارِيُّ: الناصح، وأَصله الشيء الخالص، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه؛ فهو حَوَارِيُّ.

2) خلوف: جمع (خَلْف)، الخَلَف بالتحريك والسكون كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخَير، وبالتسكين في الشَّرّ يقال خَلَفُ خير، وخَلْفُ سُوءٍ، ومعناهما جميعا القَرْن من الناس، قاله في النهاية.

3) بقناة: بالقاف المفتوحة وآخره تاء التأنيث مصروف للعلمية والتأنيث، وقنا: واد من أودية المدينة عليه مال من أموالها، قاله القاضي عياض، وقال: ورواية الجمهور: " بفنائه "، وهو خطأ وتصحيف".

4) يهتدون بهديه: أي بطريقته وسمته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير