تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيخلطون عليه بما يلقون له من غايات الفنون في مبادئها وقبل أن يستعد لفهمها فإن قبول العلم والاستعدادات لفهمه تنشأ تدريجاً. ويكون المتعلم أول الأمر عاجزاً عن الفهم بالجملة إلا في الأقل وعلى سبيل التقريب والإجمال وبالأمثال الحسية. ثم لا يزال الاستعداد فيه يتدرج قليلاً قليلاً بمخالطة مسائل ذلك الفن وتكرارها عليه والانتقال فيها من التقريب إلى الاستيعاب الذي فوقه حتى تتم الملكة في الاستعداد ثم في التحصيل ويحيط هو بمسائل الفن. وإذا ألقيت عليه الغايات في البدايات وهوحينئذ عاجز عن الفهم والوعي وبعيد عن الاستعداد له كل ذهنه عنها وحسب ذلك من صعوبة العلم في نفسه فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله وتمادى في هجرانه. وإنما أتى ذلك من سوء التعليم] أهـ (المقدمة: ص 531 - 532).

فهذا كلام مؤصِّلٌ لهذه (السياسة التعليمية) المُهْمَلَة عند كثير من طلاب و أهل العلم في هذا الزمان.

ثانياً: الاعتماد على المتون المعتمدة في الفنون، فليست كل المتون في أي فنٍّ هي عُمدٌ فيه، و هي المعتبر بها، بل جرت عادة العلماء على اتخاذ متون في كل فن هي المعتمدة فيه.

قال العلامة المرعشي الشهير بساجقلي زاده: [المنقول من سيرهم، و المتبادر من كلماتهم في مؤلفاتهم أنهم تناولوا متون الفنون المعتبرة و هي مسائلها المشهورة] أهـ (انظر: ترتيب العلوم ص 80).

و هذا من أنواع الخلل الواقع فيه كثير من الشيوخ و طلاب العلوم في تدريس المتون.

و المرجعية في ذلك إلى محققي الفن من المتقدمين المتأخرين (المتقدمين عن المعاصرين، المتأخرين في الزمان).

و إهمال هذه (السياسة العلمية) مما يجلب علينا ضرراً كبيراً كثيراً قال البشير الإبراهيمي _ رحمه الله _: [إن الذبذبة التي شهدنا آثارها السيئة في هذا الجيل الذي نحن في آخره معظم السبب فيها آتٍ من قارئيه و متعلميه _ على قلتهم _ فهم على تفاهة معلوماتهم و قلة محصولهم من المعرفة لا يرجعون إلى أصل واحد في التعليم و لا إلى منهج واحد في التربية.

و إذا اختلفت الأصول و المناهج في أمة واحدة كانت كلها فاسدة، لأن الصالح كالحق لا يتعدد و لا يختلف] أهـ (آثاره: 2/ 111).

و الله أعلم و هو الموفق.

و كتبه: ذو المعالي

ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 02, 01:47 م]ـ

الاخ الفاضل الاديب [(ذو المعالي)]

جزاك الله خيرا

ـ[المنصور]ــــــــ[21 - 07 - 02, 11:23 م]ـ

في رأيي أن أكبر مشكلة نواجهها في طلب العلم هي:كثرة التنقل بين الكتب والمتون.

والواجب على طالب العلم تحديد متن أو مختصر علمي في كل فن، ثم إذا أراد التوسع في هذا الفن ينتقل إلى متن أوسع، بشرط مهم وهو: اتقان المتن الأول.

ففي هذه الطريقة العلمية عدة فوائد:

1 - معرفة مسائل الفنون.

2 - معرفة المسائل التي يزيد بها أحد المتون عن الآخر.

3 - اختصار الوقت عند دراسة المتن الثاني في الفن، حيث ستكون أكثر المسائل سبق دراستها عند دراسة المتن الأول.

4 - امتحان طالب العلم لنفسه، بمعنى أنه عند دراسته للمتن الثاني سوف يتعرف على بعض المسائل التي سبق مرورها عليه عند دراسته للمتن الأول، فإن تمكن من تمييز فروعها وظبطها فقد نجح، وإن كانت الأخرى فليعد الكرة عليها وليتنبه لها.

ـ[المنصور]ــــــــ[21 - 07 - 02, 11:25 م]ـ

للمعلومية أنا مشارك جديد

فسلام عليكم جميعا أهل هذا المنتدى

ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 07 - 02, 03:14 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي منصور. حياك الله بيننا.

وبارك الله في الشيخ ذي المعالي وأحسن إليه.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[25 - 07 - 02, 05:50 ص]ـ

بارك الله في الجميع و أعقب ردهم تفضلاً منه بالغفران و الرضوان.

للرفع للأهمية

ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 07 - 02, 07:42 م]ـ

بارك الله فيك يا ذا المعالي، فإن هذه الدرر والنفائس تستحق

أن تُجمع في مكان واحد، حتى يعرف الجميع ما احتوته من علوم وتأصيلات.

أقول: لا شكّ أن التدرج سنة كونية وشرعية

وهي الانتقال من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة.

ويجب على من عزم سلوك هذا الطريق أن يعلم أنه شاق طويل إن لم يكن

معه دليل فإنه سيصبح في عداد التائهين المفقودين.

ولهذا جاءت عباراتهم كقولهم (الذي لا يرتب نفسه يضيع)

ومن أعظم فوائد التدرج في الطلب جعل الانتهال من العلوم سهلا ميسرا

لأنه سيبدأ بالأسهل فالأسهل، وسيكون ضابطا متقنا لما أخذ.

وأما من يمضي في طريق العلم هكذا (سبهللا) يسمع بالمتن فيعجبه

فيحفظ، وفي أثنائه يسمع بمتن آخر فيترك الأول ويشرع في الثاني

وهكذا، فيضيع عمره وهو لم يحصل شيئا، ولهذا إذا أردت إيذاءه

فامدح عنده متنا من العلوم وقل له (من حفظه حُق له الإفتاء)

وانظر ماذا ترى؟؟!!!

ومن كانت طريقته الانتقاء لما تشتهيه الأنفس فإنه سيصبح من أصحاب

القافات العامة ولا يحق لمثله بأن يفكر ولو مجرد تفكير أن يصبح

وعاء حافظا للعلم، أو مجتهدا يفتي الأمة في النوازل التي تتلعثم

فيها الألسن ..

وقد جاءت كلمات كثيرات من علمائنا الأُول يحثون فيها على هذا

كما قال ابن عباس رضي الله عنهما (العلم أكثر من أن يُحاط به)

وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: إذا ثبتت الأصول في القلوب

نطقت الألسن بالفروع

قال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (طلب العلم درجات ومناقل

ورتب لا ينبغي تعديها ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله

ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل، ومن تعداه مجتهدا زلّ، فأول العلم حفظ

كتاب الله عز وجل وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه،

ولا أقول: إن حفظه كله فرض، ولكن أقول: إن ذلك واجب لازمعلى من أحب

أن يكون (((عالما))) ليس من باب الفرض) اهـ

وقال الشاعر:

لن تبلغ الفرع الذي رمته ... إلا ببحث منك عن أسه

والله أعلم وأحكم ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير