وأما حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – وهو أن العبد يقول: "لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله منه " فيجوز أن يكون قد وقع الغلط في الإعراب وكان الحق: " فيضحك الله منه " أي يضحك الله الملائكة من ذلك القول. والذي يدل على أن ما ذكرناه، محتمل: أن أبا هريرة، وأبا سعيد الخدري – رضي الله عنهما – اختلفا في قدر عطية ذلك الرجل. فقال أبو سعيد: يعطيه الله ذلك المطلوب، وعشرة أمثاله. وقال أبو هريرة: يعطيه الله ذلك ومثله معه وهذا الاختلاف بينهما في الحديث مذكور في كل كتب الأحاديث. ولما لم يضبط هذا الموضع من الخبر، تجوز عدم الضبط في ذلك الإعراب وبالله التوفيق.
فأي ضلال بعد هذا؟
10 - وجاء ربك:
المشهور عنهم أنهم يحرفونها تحريفا سخيفا فيقولون: وجاء أمره ..
وقد أتى الرازي في كتابه أساس التقديس [ص143] بتحريف عظيم فزعم أن الرب هو المربي، وقال:
الثاني: إن الرب هو المربي. فلعل ملكاً عظيماً هو أعظم الملائكة، كان مربياً للنبي e ، وكان هو المراد من قوله:» وجاء ربك، والملك صفاً صفاً «.
وقال: ولما كان المقصود من الآية، إنما هو التهديد، وجب أن يضمر في الآية مجيء الهيبة والقهر والتهديد.
وقال في قوله تعالى:» هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام «:
الوجه الرابع في التأويل: أن تكون» في «بمعنى الباء – وحروف الجر يقام بعضها مقام البعض – وتقديره: هل ينظرون أن يأتيهم الله بظلل من الغمام والملائكة. والمراد: أنه يأتيهم الله بالغمام مع الملائكة. اهـ
وقدحاول جهده هدم اثبات المجيء والنزول الحقيقي لله فأتي بهذه الترهات التي لا يقبلها عقل ..
وزاد الماتريدية تحريفاً آخر شبيه بهذا وهو أسوأ وأضل، فحرف أبو منصور الماتريدي الآية مستبدلاً الواو في {وَالْمَلَكُ} إلى الباء أي (بالملك) فصار المعنى [وجاء ربك بالملك صفاً صفاً].
وهذا تحريف شبيه بمن زاد اللام في الاستواء فجعلها (استولى).
11 - باء السببية:
فالمعروف المشهور في كتب الأشعرية أن النار عندهم لا تحرق بذاتها والماء لا ينبت الزرع حقيقة ..
ولذلك يأتون الى كل جاء في القرآن من ذكر حرف الباء مثل: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءًفَأَنْبَتْنَا بِهِ} [النمل:60] فلفظ {بِهِ} يفسرونه بـ[عنده].
12 - نقص تعريفهم للايمان:
فالإيمان عندهم التصديق فقط .. واستندوا الى تعريفه اللغوي ولكنهم انتقصوا التعريف، فمعناه اللغوي هو التصديق والاقرار معاً. فبزيادة الاقرار في التعريف يبين أن الاقرار يكون باللسان وبالمتابعة من عمل الجوارح ..
والمراجع على هذا كثيرة ..
هذا والله أعلم ..
وقد أردت أن أبين إشارات مما عند القوم في تحريفهم مستعينين بوجوه ضعيفة أتت في اللغة ليبطلوا بها الثابت في حق الله عزوجل من الأسماء والصفات ..
وقد يكون الرد عليهم سهلا ويسيرا من أصول اللغة أيضا ولكنا أعرضنا عن بيان هذه القبائح لظهورها ووضوحها لكل مبتديء في هذا العلم ..
ولا تنسونا من وضع فائدة .. أو تصحيح خطأ ..
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 09:38 م]ـ
موضوع موفق أخي الشيخ عادل كنت أتمنى وجود من يجمع شتاته من قبل. وفقكم الله تعالى. أسجل متابعتي له وسأقوم بنشره في مدونة (الاشاعرة .. الوجه الآخر) وتحديثه كلما تيسر إن شاء الله تعالى لأهميته عندي.
مما أثار دهشتي هو ان الفعل هو المفعول عندهم مخالفين اللغة العربية. وأيضا الكلام النفسي وغيره كثير. ربما أيضا السؤال عن أين للسؤال عن المكانة!
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 10:30 م]ـ
وُفِّقْتَ لكل خير أخي الكريم أبي نسيبة ..
نفع الله بك .. وزادك حرصاً ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:05 م]ـ
مما أثار دهشتي هو ان الفعل هو المفعول عندهم مخالفين اللغة العربية.
اكتشفت ذلك حديثًا أيضا
وهو عين قول الجهمية كما ذكر الإمام البخاري رحمه الله في "خلق أفعال العباد"
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:22 م]ـ
و من مخالفاتهم أيضا في هذا الباب: تفسير معنى الإله بالخالق أو القادر على الاختراع ونحو ذلك من معاني الربوبية، فعندهم إله فعال بمعنى فاعل، وعند أهل السنة: إله فعال بمعنى مفعول مألوه أي: معبود، والله أعلم.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من كتاب تطرق للرد على تحريفات الاشاعرة من حيث الناحية اللغوية ارجوا أن يسعفني الإخوة به