تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: قلت: يجوز على معنى، ولا يجوز على معنى، إذا قلت: الرحمن علا من العلو، فقد تم الكلام، ثم قلت: العرش استوى. يجوز إن رفعت العرش، لأنه فاعل، ولكن إذا قلت: له ما في السماوات وما في الأرض، فهو العرش. وهذا كفر.

والثانية: فيما روى أبو الحسن بن مهدي الطبري، عن أبي عبد الله نفطويه قال:

أخبرني أبو سليمان يعني داود قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما معنى قوله: {الرحمن على العرش استوى} فقال: إنه مستو على عرشه كما أخبر. فقال الرجل: إنما معنى قوله {استوى} أي: استولى.

فقال له ابن الأعرابي: ما يدريك؟ العرب لا تقول استولى على العرش فلان، حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل: قد استولى عليه، والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر. اهـ

8 - الرجل والقدم = ثبت في الأحاديث صفة الساق والرجل والقدم لله عزوجل وأهل السنة على اثباتها بدون تحريف أو تعطيل أو تشبيه أو تمثيل، ولكن هؤلاء تخبطوا وضلوا في تأويل هذه الصفة بلا برهان الى الهوى اتباعا لامامهم وسيدهم علم الكلام ..

ولكن الغريب أن يأتي تأويلهم ليضحك منه الأطفال ..

قال الفوزان في شرح العقيدة الواسطية (1/ 80):

فقد غلط في تفسير هذا الحديث هؤلاء المعطلة حيث قالوا أن المراد بـ (قدمه) نوع من الخلق!! وقالوا أن المراد بـ (رجله): جماعة من الناس كما يقال: رجل جراد.

ويرد هذا الباطل والتمحل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: حتى يضع .. ولم يقل: حتى يلقي، كما قال في أول الحديث: (يلقي فيها). وأيضًا القدم لا يصح تفسيره بالقوم لا حقيقة ولا مجازًا.

وقال ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح العقيدة الواسطية [ص414 - 415]:

أن لله تعالى رِجلاً وقدماً حقيقية، لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية، لأنها لم تُعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء، لأن هذا ممتنع على الله عزَّ وجلَّ.

وخالف الأشاعرة وأهل التحريف في ذلك، فقالوا: "يضع عليها رجله"، يعني: طائفة من عباده مستحقين للدخول، والرجل تأتي بمعنى الطائفة، كما في حديث أيوب عليه الصلاة والسلام، أرسل الله إليه رجل جراد من ذهب، يعني: طائفة من جراد.

وهذا تحريف باطل، لأن قوله عليها: يمنع ذلك.

وأيضاً، لا يمكن أن يضيف الله عزَّ وجلَّ أهل النار إلى نفسه، لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف.

وقالوا في القدم: قدم، بمعنى مُقَدِّم، أي: يضع الله تعالى عليها مقدمة، أي: من يقدمهم إلى النار.

وهذا باطل أيضاً، فإن أهل النار لا يقدمهم الباري عزَّ وجلَّ، ولكنهم {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} إلقاء، فهؤلاء المحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه، فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل، ولكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله عزَّ وجلَّ.

9 - تأويل الضحك

زعم الرازي في قول النبي صلى الله عليه وسلم " ضحكتُ لضحك ربي " أن الضحك الحاصل في ذاتي بسبب أن الرب خلق ذلك الضحك، أو أن يُحمل الضحك على حصول الرضى والإذن. وزعم أن قوله صلى الله عليه وسلم " فيضحك الرب منه " قد حصل فيه الغلط في إعراب هذا اللفظ وأن الصواب أنه بضم الياء أي يُضحكُ اللهُ الملائكةَ ".

فقال في أساس التقديس [ص189]:

وجه التأويل فيه من وجوه: أحدها: إن المصدر كما يحسن إضافته إلى المفعول، فكذلك يحسن إضافته إلى الفاعل. فقوله:» ضحكت من ضحك الرب «أي من الضحك الحاصل في ذاتي، بسبب أن الرب خلق ذلك الضحك. الثاني: أن يكون المراد: أنه تعالى لو كان ممن يضحك كالملوك. كان هذا القول مضحكاً له. الثالث: أن يحمل الضحك على حصول الرضى والإذن. وهذا نوع مشهور من الاستعارة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير