وقد قال بعض الناس: إن هذا العمل بدعة، وقال آخرون: بل جائز. ونريد من فضيلتكم توضيح حكم هذا الأمر مكتوبًا مصدقًا بخاتمكم. على وجه السرعة ما أمكنكم ذلك؛ تحاشيًا للخلاف والشقاق، وبماذا تنصحوننا تجاه هذه الحالة، مع غلبة الجهل وقلة العلم، وانشغال الناس بأمور معاشهم، وعدم تيسر جمعهم في غير هذا الوقت، وخاصة حين لا تكفي خطبة الجمعة لتغطية حاجة الناس من التعليم والتفقه الواجب.
وجزاكم الله خيرًا
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته … وبعد
هذا العمل لا أذكر أنه مأثور، ولا نقل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن خلفائه، ومع ذلك أرى أنه جائز ومفيد، لما ذكر من التعليل، فإن هؤلاء الذين يعيشون في البادية ينقصهم العلم بالأحكام والشرائع، والأمر والنهي، والحلال والحرام، حيث أنهم بادية رحل يتبعون مواضع القطر لمواشيهم التي بها معاشهم ومعاش عوائلهم، فهم بعيدون عن سماع القرآن والذكر والخير، ولا يتسنى لهم الحضور إلى القرى إلا في يوم الجمعة، فهم بحاجة إلى التعليم والتفقيه بأمور دينهم، وما يحتاجون من الأعمال والعبادات والمعاملات، حتى يعبدوا ربهم على بصيرة من أمرهم، وحتى لا يقعوا في البدع والمخالفات التي تحبط الأعمال، أو يعاقبون عليها، وحتى يسلموا من المعاصي التي قد يفعلونها عن جهل وتساهل، وحتى يقوموا بما أوجب الله عليهم من العبادات التي يتم بها دينهم وإسلامهم، فمتى لم يتمكنوا من التعلم بصفة كافية إلا في المسجد يوم الجمعة قبل الصلاة، جاز تعليمهم، وقد يكون واجبًا؛ لما في تركه من الإهمال والتفريط في تعليم الجهال وقد جاء في الأثر: ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه. وما أخذ الله الميثاق على الجاهل أن يتعلم حتى أخذ الميثاق على العالم أن يعلم ويبين، وتوعد على الكتمان لما أنزل الله بقوله: ?أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون? وأما حديث النهي عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، فسببه أن بعض الصحابة إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة ولقي بعضهم بعضًا تحلقوا حلقًا متفرقة، يتحلقون للنجوى والتساؤل فيما يختص به كل منهم، فهم عادة لا يتلاقون إلا في هذا اليوم، فيخرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للخطبة وهم حلق متفرقة، فنهى عن ذلك، بخلاف ما إذا كانوا صفوفًا، وكان المعلم لهم إمامهم، يدرسهم ويفقههم، فلا محذور في ذلك، حيث أن الخطبة قد لا تكفي في تعليم الأحكام المفصلة خشية الإطالة والإملال، فهذا ما ظهر لي والله أعلم.
عبد الله عبد الرحمن الجبرين
9/ 2/1420 هـ
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[31 - 07 - 10, 03:15 م]ـ
أخي البسيوني جزاك الله خيرا على الإهتمام وجعله في ميزان حسناتك أسأل الله أن يظلك بظله آمين
تحية إلى الإخوان في مؤسسة العلامة ابن جبرين أسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يتجاوز عن زلاته وأن يوسع له في قبره وأن يحشره مع الشهداء والنبيين والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا
ـ[العلوشي الشنقيطي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 03:21 م]ـ
انا افعلها ولله الحمد في المسجد الذي اخطب فيه يوم الجمعة
وقد وقف بعض الناس ممن يدعي العلم وقال لي لو تركتنا نتنفل احسن
فاجبته بان اهل العلم افتوا بفضل تعلم العلم على النافلة
ثم قلت له اعطني حديثا صحيصا او اثرا عن السلف يكرهونه او يمنعونه يدل على ما قلت فسكت
فرحم الله ابن جبرين لقد اصاب
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[31 - 07 - 10, 03:26 م]ـ
تقبل الله دعاءكم ونفع بكم
ـ[مهداوي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 06:01 م]ـ
وقد وقف بعض الناس ممن يدعي العلم وقال لي لو تركتنا نتنفل احسن
فاجبته بان اهل العلم افتوا بفضل تعلم العلم على النافلة
قول مدعي العلم هذا صحيح مع أن ما تفعله أنت لا ينكر عليك، أما فضل العلم على النوافل فهو من حيث العموم والجملة أما الأحوال الخاصة فتراعى الأفضلية فيها بحسبها، والمأثور في هذا الموضع هو التنفل والذكر الانفرادي كتلاوة القرآن.
وكان على مدعي العلم هذا أن يقلب سؤالك عليك.
ـ[حذيفة السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 06:18 م]ـ
انا افعلها ولله الحمد في المسجد الذي اخطب فيه يوم الجمعة
وقد وقف بعض الناس ممن يدعي العلم وقال لي لو تركتنا نتنفل احسن
فاجبته بان اهل العلم افتوا بفضل تعلم العلم على النافلة
ثم قلت له اعطني حديثا صحيصا او اثرا عن السلف يكرهونه او يمنعونه يدل على ما قلت فسكت
فرحم الله ابن جبرين لقد اصاب
هذه مصلحة موهومة تعارض نصاً صريحاً، قال أبو داود - رحمه الله -: حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه ضالة وأن ينشد فيه شعر ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة]
فإذا كان أفتى أهل العلم بذلك، فقد أفتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخلافه!!!
أما من قال لك بأنه يريد التنفل فهو رجل أحب العمل بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعكرتها عليه، قال الإمام البخاري - رحمه الله -: حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري قال أخبرني أبي عن ابن وديعة عن سلمان الفارسي قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى]
¥