تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(أ) النسطورية: وقد تطورت في اعتقادها حتى وصلت إلى أن المسيح فيه أقنومان وطبيعتان والتصقا وصار منهما رؤية واحدة.

(ب) المارونية: وتعتقد أن المسيح ذو طبيعتين ولكنه ذو إرادة أو مشيئة واحدة.

(ج) السريان: ويعتقدون أن المسيح ذو طبيعة واحدة كمسيحى مصر، لكنهم يعترفون برياسة الكاثوليكية عليهم" ().

التحفة المقدسية في مختصر تاريخ النصرانية - (ج 1 / ص 106)

النسطورية:

فرقة نشأت في زمن دولة المسلمين في عهد المأمون، وهم قليل وينسبون إلى (نسطور الحكيم) الذي كان يقول: إن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة: الوجود والعلم والحياة، وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات ولا هي هو، وأن الكلمة اتحدت بالجسد لا على سبيل الامتزاج كما قالت الملكانية، ولا على طريق الظهور كما قالت اليعقوبية؛ لكن كإشراقة الشمس في كوة على بلورة، وكظهور النقش في الشمع إذا طبع بالخاتم.

وقالوا إن مريم لم تلد الإله، وإنما ولدت الإنسان، وأن الله تعالى لم يلد الإنسان وإنما ولد الإله. وقالوا إن القتل وقع على المسيح عن جهة ناسوته لا من جهة لاهوته لأن الإله لا تحله الآلام (1).

وهذه الفرقة غالبة على الموصل والعراق وفارس .. ونسطور هو الذي اعترض على تسمية مريم العذراء بوالدة الإله، وقد كان بطريركاً بالقسطنطينية فاجتمع مجمع البطارقة وردوا قوله ولعنوه، وقرروا أن مريم ولدت إلهاً هو يسوع المسيح.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 92): (قالت النسطورية؛ كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه) اهـ ..

ومن أقوالهم: أن اللاهوت والناسوت جوهران أقنومان وإنما اتحدا في المشيئة.


(1) تأمل محاولات الترقيع لعقائدهم الشركية التي لا ترتقع، إذ يقال لهم: إن كان القتل وقع على جزء الناسوت، فهلا دفع جزء اللاهوت عن الناسوت؟ ويقول ابن القيم في إغاثة اللهفان (2/ 297): (يقال لعباد الصليب: لا يخلو أن يكون المصلوب الناسوت وحده أو مع اللاهوت؟ فإن كان المصلوب هو الناسوت وحده، فقد فارقته الكلمة، وبطل اتحادها به، وكان المصلوب جسداً من الأجساد، وليس بإله، ولا فيه شيء من الألهية والربوبية البتة، وإن قلتم: إن الصلب على اللاهوت والناسوت معاً، فقد أقررتم بصلب الإله وقتله وموته، وقدرة الخلق على أذاه، وهذا أبطل الباطل وأمحل المحال) اهـ.

التحفة المقدسية في مختصر تاريخ النصرانية - (ج 1 / ص 107)
اليعقوبية:
قال ابن تيمية: (هم شر الأصناف الثلاثة) اهـ
ويدور مذهبهم على القول بأن المسيح هو الله، وقالوا بالأقانيم الثلاثة، إلا أنهم قالوا إن الكلمة انقلبت لحماً ودماً؛ فصار الإله هو المسيح وهو الظاهر بجسده بل هو هو. فهم يقولون باتحاد الله بالإنسان في طبيعة واحدة هي المسيح؛فالله ـ تعالى عن عظيم كفرهم ـ مات وصلب وقتل، وبقي العالم ثلاثة أيام بلا مدبر، ثم قام ورجع كما كان.
وهكذا جمعوا بين الخالق والمخلوق؛أو كما قال بعض أهل العلم " جمعوا بين القديم والمحدث، وهو محال كالجمع بين القاعد والقائم أو الحار والبارد". وذكر بعضهم أن القرآن عناهم في قوله: " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ".
فهم يزعمون أن اللاهوت والناسوت اتحدا وامتزجا كامتزاج الماء والخمر، فهما جوهر واحد وأقنوم واحد وطبيعة واحدة.
قال ابن كثير: (قالت اليعقوبية: كان فينا الله ما شاء ثم صعد إلى السماء) اهـ. عاش اليعاقبة في مصر والسودان والنوبة والحبشة.
وجميع هذه الطوائف الثلاثة قالوا أن الله جوهر واحد وأقانيم ثلاثة، وأحد الأقانيم عندهم الأب والآخر الإبن والآخر روح القدس .. وبعضهم يقول أن الأقانيم خواص .. وبعضهم يقول: صفات .. وبعضهم يقول: أشخاص ..
ومن هذا تعلم أنه ليس بمصيب من زعم بأن مراد الله تعالى في قوله: " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" الملكانية خاصة.
وفي قوله: " وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ" النسطورية خاصة.
وفي قوله " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" اليعقوبية خاصة.
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع - (ج 1 / ص 19)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير