فأمَّا الكلام الذي يغاير هذه الحروف والأصوات، ويغاير ماهية الأمر، والنهي، والخبر، فغير معلوم التصور، فكان القول بثبوته لله تعالى في الأزل محض الجهالة ا. هـ[11]
2 - قال الآمدي-رحمه الله-:
والحق أنَّ ما أوردوه من الإشكال على القول باتحاد الكلام، وعود الاختلاف إلى التعليقات، والمتعلقات، فمشكل وعسى أن يكون عند غيري حله.
ولعسر جوابه فرَّ بعض أصحابنا إلى القول بأنَّ كلام الله- تعالى- القائم بذاته خمس صفات مختلفة، وهي: الأمر، والنهي، والخبر، والاستخبار، والنداء." ا. هـ[12]
3 - قال الشهرستاني-رحمه الله- في سياق مناقشته لمذهب ابن سينا والفلاسفة في علم الله-تعالى-:
... صلاحية الكلام نحو: الأمر والنهي، ثم هل تشترك هذه الحقائق والخصائص في صفة واحدة أم في ذات واحدة؟، فتلك الطامة الكبرى على المتكلمين!، حتى فرَّ القاضي أبو بكر الباقلاني! -رضي الله عنه- منها إلى السمع، وقد استعاذ بمَعاذ والتجأ إلى مَلاذ والله الموفق. ا. هـ[13]
مذهب الأشاعرة في علو والله –تعالى- وكونه لا داخل العالم ولا خارجه
1 - قال الغزالي –رحمه الله-:
وكذلك النظر إلى ذات الله تعالى يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل فالصواب إذن أن لا يتعرض لمجاري الفكر في ذات الله سبحانه وصفاته فإن أكثر العقول لا تحتمله بل القدر اليسير الذي صرح به بعض العلماء وهو أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته" ا. هـ[14]
2 - العز بن عبدالسلام –رحمه الله-: (نص عليه في النقل الأول).
الهامش:
[1] وهذه الأصول الثلاثة هي التي دندن عليها شيخ الإسلام في الحموية وغيرها ليؤكد صحة وقوة مذهب من تمسك بظواهر النصوص الورادة في الكتاب والسنة، وقد أشار إليها الصابوني في عقيدة السلف.
[2] "إلجام العوام عن علم الكلام" ص41 - 41، لم يذكر اسم المطبعة وهي طبعة قديمة مجموع فيها أربع رسائل للغزالي -رحمه الله-.
[3] قواعد الأحكام .. " 1
170 - 171.
[4] إتحاف السادة المتقين للزبيدي 2
168.
[5] يريد الأشاعرة وكذا في التي بعدها.
[6] إلى هنا ينتهي كلام التفتازاني –رحمه الله- وللأسف كثير ممن انتصب لمناقشة الأشاعرة في زماننا ظنَّ أنَّ الجملة الآتية من كلام التفتازاني فصار ينقل أنَّ التفتازاني ينقل عجز فحول علماء الأشاعرة عن تحرير معنى الكسب، ولو أتعب الباحث نفسه في الرجوع إلى شرح العقائد النسفية" للتفتازاني وهو مطبوع عدة طبعات لوجد النقل ينتهي إلى هذا الموضع.
وهناك قسم آخر من الباحثين! للأسف ينسب كل ما سبق من الكلام للزبيدي-رحمه الله- وإنما الزبيدي ناقل عن أبي سالم العياشي كما نص في أول الفصل، ولكن العجلة في النقل أو قل: عدم التأمل فيما يكتبون أدى إلى هذا والله المستعان.
[7] "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" للمرتضى الزبيدي 2
169 ط مؤسسة التأريخ العربي.
[8] "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين .. " ص199 ط. مكتبة الكليات الأزهرية.
[9] انظر "أبكار الأفكار في أصول الدين" للآمدي 1
354.
[10] هكذا في الحسينية وهي مُصحفة في ط. مكتبة الكليات الأزهرية ص 184
[11] "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين" ص 133 ط المطبعة الحسينية المصرية (قديمة).
وقد نسب بعض الباحثين هذا النص لكتاب "المحصول" للرازي وهو خطأ.
[12] أبكار الأفكار في أصول الدين" للآمدي 1
400.
[13] من كتاب"نهاية الإقدام في علم الكلام" آخر القاعدة العاشرة في العلم الأزلي.
[14] "إحياء علوم الدين" 4/ 434
(منقول)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[04 - 08 - 10, 08:51 ص]ـ
نقل طيب، بارك الله فيك
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[04 - 08 - 10, 09:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً