تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا أصله الجهمية، تعرفون قصة جهم بن صفوان فإنه تحير هو في ربه جل وعلا لما قال له طائفة من السومانية – من أهل الهند التناسخية الذين لا يقولون بإله ولا برب خالق ولا بمعبود لهم – قالوا له أثبت لنا أن هذه الأشياء مخلوقة وأن لها خالقا فتتفكر مدة من الزمن – جهم – ثم أخرج هذا الدليل العقلي طبعا أولئك لا يقرون بالقرآن فاضطر إلى أن يحتج عليهم بهذا الدليل العقلي، ما هذا الدليل العقلي الذي قال به جهم؟ قال: لدينا أعراض لا يمكن أن تقوم بنفسها، يعني: لا يمكن أن نراها ليس لها هيئة، ما هذه الأعراض؟ قال مثل اللون مثل الحرارة مثل البرودة هذه أشياء ترى؟ ما ترى، مثل الحركة، الحركة ترى؟ يعني من حيث هي حركة، المشي من حيث هو هل يرى؟ الارتفاع ارتفاع الشيء علوه أو هبوطه هل يرى؟ يعني هل ثَم شيء اسمه علو تراه مجسما؟ هل ثَم شيء اسمه مشي تراه وحده مثل ما ترى البناء، ترى جبل؟ صحيح؟ لكن ما يمكن أن ترى شيء اسمه مشي، لأن المشي هذا ايش؟ صفة، مثل الحرارة مثل البرودة مثل الارتفاع مثل النزول إلى آخره، يعني أن المعاني هذه سماها أعراضا وقال هذه المعاني لا يمكن أن تقوم بنفسها – يخاطب أولئك الضالين يخاطب السومانية – قال هذه المعاني لا يمكن أن تقوم بنفسها صحيح؟

قالوا صحيح.

قال لهم إذن إذا حلت بشيء فهذا الشيء إذن احتاج لغيره، فليس ثَم جسم إلا وفيه أعراض، لا يقوم الجسم إلا بالأعراض أليس كذلك؟ ليس ثَم جسم ليس فيه حرارة ولا برودة ولا يوصف بهذه الأوصاف اللي هي المعاني أليس كذلك؟ قال لهم الجسم إذن هذا حلت فيه الأعراض معناه أن الجسم محتاج إلى هذه الأشياء.

قالوا صحيح.

قال ما دام أن الجسم محتاج فإذن ليس مستقلا بإيجاد نفسه، لأن المحتاج إلى غيره في بعض وجوده أن يكون محتاجا إلى غيره في أصل الوجود أولى، يعني لو كان هو أوجد نفسه لو هذه الأشياء أوجدت نفسها لكان يمكن أن تستغني عن هذه الأعراض، أليس كذلك؟ فإذن قال إثبات هذه الأجسام وأنها لا يمكن أن توجد بنفسها كان عن طريق إثبات حلول الأعراض فيها والأعراض لا يمكن أن تقوم فكذلك الأجسام لا يمكن أن تقوم بنفسها إذن فالجسم محتاج إلى غيره في وجوده، استقام الكلام الآن؟ قال إذن فلا بد من موجد له.

قالوا سلّمنا، صحيح.

فإذن أثبت لهم أن الأشياء لا بد لها من موجد، قال لهم هذا الموجد هو الله، هذا الموجد هو الرب هو الخالق الذي أوجد هذه الأشياء من العدم، سلموا بوجود الله جل وعلا، لما سلموا قالوا إذن صف لنا هذا الرب، فلما أتى يريد الوصف نظر في الأوصاف التي في القرآن فكلما أراد أن يصف بوصف وجد أن إثبات هذا الوصف ينقض الدليل، الدليل الذي أقامه ولم يجد غيره على وجود الله جل وعلا، إذا أثبت أن الله جل وعلا متصف بالصفات الصفات الذاتية مثل اليدين مثل الوجه إلى آخره، هل هذه تقوم بنفسها؟ يقولون هذه لا تقوم بنفسها فإذن من حلت به جسم مثل الأجسام فإذن هو محتاج إلى غيره، فكذلك الصفات هذه مثل الغضب والرضا والعلو ونحو ذلك من الصفات من باب أولى.

هذه النظرية أو هذا الأصل الذي وضعه جهم عامله الله جل وعلا بما يستحق، هذا الأصل أضل الأمة، كل من أتوا بعده قالوا لا يوجد دليل لإثبات وجود الله لمن لا يؤمن بالله لم لا يؤمن بكتاب ولا بسنة ولا برسالات إلا بهذا الدليل اللي هو دليل حدوث الأعراض حلول الأعراض في الأجسام وإذا كان كذلك، فكل ما ينقض هذا الدليل لا بد من نفيه أو تأويله، فأصّل هذا وقال جهم ليس لله صفة إلا صفة واحدة هي الوجود المطلق، الوجود المطلق، الجود المطلق طبعا ما دام أنه خالق لا بد أن يكون موجودا، فقال وجود مطلق.

طيب يا جهم هذه الصفات التي في الكتاب والسنة ماذا تقول فيها؟ قال هذه كلها مخلوقات منفصلة الله هو السميع، قال السميع يعني المسموعات، البصير يعني المبصرات، طيب، وهكذا في كل الصفات سواء الذاتية أوالفعلية أو الاختيارية كلها أولها بمخلوقات منفصلة.

أتى المعتزلة بعده وقالوا هناك صفات عقلية، الدليل الذي أقامه جهم قالوا صحيح، انتبه، الدليل الذي أقامه جهم قالوا صحيح، إذا كان صحيحا قالوا هو دليل عقلي والعقل الصحيح لا يطعن في العقل الصحيح، العقل الصحيح لا يطعن في العقل الصحيح، أو العقل الصريح لا يطعن في العقل الصريح، ماذا تريدون أيها المعتزلة؟ قالوا نريد أن نقول أنه ثَم صفات عقلية دل عليها العقل أنه لا بد أن يكون الخالق متصفا بها، فأثبتوا ثلاث صفات دل عليها العقل.

أتي الكلابية أتبا عبدالله بن سعيد بن كلاب، عبدالله بن سعيد بن كلاب نفسه وأتباعه وكانوا لهم ميل إلى أهل الحديث لكنهم وجدوا أن أهل الحديث لم يقيموا دليلا عقليا على وجود الله والسلف لم يقيموا دليلا عقليا فأخذوا بطريقة خلطوا فيها كما يزعمون طريقة الجهمية وطريقة أهل الحديث فأثبتوا مع التأويل، أثبتوا ماذا؟ أثبتوا صفات عقلية سبع، مثل ما قال المعتزلة العقل الصريح لا يناقض العقل الصريح قالوا هي ليست ثلاث صفات هي سبع وتبعهم على ذلك الأشعرية، الماتريدية زادوا على ذلك بصفة ثامنة هي صفة (التكوين) قالوا هي ثمان صفات ليست بسبع كلها صفات عقلية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير