وقال ـ قصم الله ظهره ـ:
[تعرف بأن عائشة ملحدة ظالمة كافرة، ضاهت قول الكفار، وهذا أمر مرعب، هذا يثبت أن عائشة لم تكن تعتقد أصلاً نبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله].
وقال ـ سود الله وجه ـ قبل ختام كلمته:
[تعرف عائشة اليوم في النار، وأنها معلقة من رجليها، تأكل لحم جسدها، وتأكل الجيف، هذه هي سيدة نساء أهل النار لعنة الله عليها، اليوم نحن نفرح، وندخل الفرح، وندخل بهذا الفرح والسرور، ندخله على قلوب رسول الله صلى الله عليه وآله، وعترته الطاهرين صلوات الله عليهم، في هذا اليوم انتقلت عائشة إلى العذاب والجحيم الأبدي، في هذا اليوم يحق لنا أن نفرح، في هذا اليوم يحق لنا أن نسر، وصيتي لكم أيها الإخوة في من له حاجة خاصة، إذا كانت مستعصية فليجرب هذا الشيء، وإذا يحصل حاجة خل يخابرني، خل يخابرني، ليس لأنه رح أقرره، رح أقله شنو صار، هذه الليلة تروح إلى البيت إن شاء الله وتصلي صلاة ركعتي الشكر لله عز وجل على انتقال عائشة إلى النار، واطلب حاجتك، وشوف إنه ما تنقضي حاجتك].
قلت:
وهذا رب العالمين ـ جل وعلا ـ يكذبه ويخزيه ويذله ويفضحه ويهينه بين عباده في القرآن المجيد فيثبت ويصحح عقد زواجه صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنه ـ ومن باقي زوجاته، مع تحريمه له وللمؤمنين نكاح المشركات، فدل على أنهن جميعاًـ رضي الله عنهن ـ مؤمنات عنده سبحانه بربهن وبرسوله وبدينه وشرعه، فيقول سبحانه في سورة الأحزاب:
{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "الصارم المسلول" (ص423):
ومن ذلك:
أنه حرم على الأمة أن يؤذوه بما هو مباح أن يعامل به بعضهم بعضاً تمييزاً له مثل نكاح أزواجه من بعده، فقال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً}.اهـ
وقال ـ عز وجل ـ في نفس السورة لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن أزواجه:
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ}.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (6/ 447) عند هذه الآية:
ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير وغيرهم أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضاً عنهن، على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة، لما خيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقدم في الآية، فلما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جزاؤهن أن الله قَصَره عليهن، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن، أو يستبدل بهن أزواجاً غيرهن، ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حجر عليه فيهن، ثم إنه تعالى رفع عنه الحجر في ذلك ونسخ حكم هذه الآية، وأباح له التزوج ولكن لم يقع منه بعد ذلك تَزَوّج لتكون المنة للرسول صلى الله عليه وسلم عليهن. اهـ
وقال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (667):
وهذا شكر من اللّه الذي لم يزل شكوراً، لزوجات رسوله ـ رضي اللّه عنهن ـ حيث اخترن اللّه ورسوله، والدار الآخرة، أن رحمهن وقصر رسوله عليهن فقال: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} زوجاتك الموجودات {وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} أي: ولا تطلق بعضهن، فتأخذ بدلها، فحصل بهذا، أمنهن من الضرائر، ومن الطلاق، لأن اللّه قضى أنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، لا يكون بينه وبينهن فرقة {وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} أي: حسن غيرهن، فلا يحللن لك {إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} أي: السراري، فذلك جائز لك، لأن المملوكات، في كراهة الزوجات، لسن بمنزلة الزوجات، في الإضرار للزوجات. اهـ
بل وجعلهن ـ جل وعلا ـ أمهات للمؤمنين جميعاً، وارتضى لهن ولهم ذلك، فقال سبحانه في نفس السورة:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (6/ 381) عند هذه الآية:
¥