تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيكون أصل البدعة هي: كل عمل مبتدأ على غير مثال سابق، فلما قال عمر- رضي الله عنه- نعمة البدعة هي إنما يقصد الهيئة ولا يقصد الأصل أنه جمعهم لأول مرة على إمام واحد، وطيلة الشهر، إذاً عمر عندما قال: نعمة البدعة هي ليس المقصود البدعة الشرعية، إنما المقصود البدعة اللغوية فهذا خارج عن محل النزاع ويظل قوله- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة " كما هو عام في كل البدع.خصصوه بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث جرير بن عبد الله الذي رواه مسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "، قال إذا سن سنة حسنة أي فعل شيء مبتدعًا يكون معناها إذا ابتدع بدعة حسنة، فوضعوا كلمة البدعة مكان كلمة السنة، وقال لك ليس هناك فرق كبير أو فرق ظاهر إلا من حيث اللفظ.

فنقول: أهل العلم لهم قاعدة تقول: (السياق من المقيدات) هذا الحديث له سياق، ما هو السياق؟ قال جرير- رضي الله عنه"- أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- جماعة مُجتابي النِمار، _ النِمار _هذا نوع من اللباس أي أتوا على القماش وجعلوا به ثقوب ولبسوه هكذا، ثقبوا هذا القماش ولبسوه من قلة الثياب (فلما رآهم- صلى الله عليه وسلم- تَمَعَر وجهه لما يراه من الفاقة التي ظهرت عليهم.فأمر بِلالاً فأذن، فأقام فصلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فخطب الناس فقال:" ليتصدق أحدكم من درهمه، من ديناره، من صاع بُرِه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة فأتى رجل من الأنصار بصرة كادت يده أن تعجز عن حملها بل عجزت، فوضع الصرة أمام النبي- عليه الصلاة والسلام- فتتابع الناس _ كل واحد ذهب إلى بيته وأتى بما تيسر هذا أتى بطعام، وهذا أتى بلباس _حتى صار كَومان كوم من ثياب، وكوم آخر من طعام عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا تهلل وجهه كأنه مُذهَبه _كأنه مثل الذهب يلمع من السرور والفرح_ وقال:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".

السؤال: أية سنة هذه التي سنها ذلك الأنصاري؟ هل هو سن الصدقة؟ أم أن الصدقة مشروعة بكتاب الله- عز وجل- وبسنة النبي- صلى الله عليه وسلم-؟ قطعًا الأنصاري لم يسن الصدقة إنما هو أول من أتى بشيء فتتابع الناس لما رأوه فعل ذلك، فهو أول من فعل كأنما ابتدع ذلك، ابتدع الفعلة بمعنى هو أول من فعل ولم يسبقه أحد إلى هذا، فالنبي- عليه الصلاة والسلام- عندما يقول:" من سن في الإسلام سنة حسنة " ليس المقصود أنه ابتدع شيئًا لم يُسبق إليه فإن هذا مذموم إنما هذا أحيى شيئًا.مثلما يكون مثلًا الإنسان في بلد من البلدان وسن سنة اللحية مثلًا، التحى ترك لحيته وجعل يقول للناس أحكام إعفاء اللحية وأن إعفاء اللحية واجب وأن حلق اللحية حرام، وأنه لا يجوز لمسلم أن يفعل ذلك، استمع الناس إليه وانفتحت قلوبهم لدعوته والتحى الناس، فيقال فلان هو الذي أحيى اللحية في البلد، أي اخترعها، أم كانت سنة أماتها الناس فأحياها؟ فكل من أحيى سنة في بلد يُنسب الإحياء إليه، لا يقال أنه ابتدع بمعنى فعل شيئًا لم يسبقه أحد، مشكلة المبتدع أنه يستدرك على النبي- صلى الله عليه وسلم-

لأن أي إنسان يأتي بأية بدعة نسأله ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: هل النبي_ صلى الله عليه و سلم_ فعل هذا الفعل أو أذن به أو تتابع الصحابة عليه؟ إن قال نعم، نقول له أين الدليل؟ إن قال لا نقول له، هذا الذي فعلته وتريد أن تتقرَّب به إلى الله- عز وجل- أهو خير أم شر؟ قطعًا سيقول هو خير. نسأله هل النبي_ صلى الله عليه وسلم_ قصر في البلاغ؟ سيقول لا. هل النبي _صلى الله عليه وسلم _مات و لم يَكمُل الدين؟ سيقول لا نقول له: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" ما تركت شيئا يقربكم من الله، يقربكم من الجنة إلا أمرتكم به، وما من شيء يباعدكم من الله، يباعدكم من الجنة، يقربكم من النار إلا نهيتكم عنه " ورأى أبو ذر- رضي الله عنه- طائرًا يطير في السماء، فأشار إليه، وقال: "ما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه علم عن رسول الله- صلى الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير