تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول صاحب المقال: (أي أن الفكر الأشعري في الغرب الإسلامي عموما، وفي المغرب الأقصى خصوصا، هو طبق الأصل لصاحب المذهب وهو أبو الحسن الأشعري .. الأمر الذي يفيد من جهة أخرى أن أشعرية المغاربة لم تتأثر بالاتجاهات الأشعرية في المشرق، مثل الاتجاه الجويني والباقلاني والغزالي .. بل هي أشعرية اعتدالية سنية سلفية محافظة خلافا لما يلاحظ في بعض الأقطار).

ومن الأمور التي أخالف فيها الكاتب ولا يتسع المقام للتفصيل في نقد مقاله: هو دعواه بأن الموقف الكلامي العقدي للإمام مالك هو من الأسس التي بنى عليها الأشاعرة مذهبهم.

أقول: لا شك أن عقيدة الإمام مالك عقيدة سلفية نقية لا غبار عليها، ولكن كون الأشاعرة بنوا عليه مذهبهم فهذا غير صحيح، بل الأجدر في هذا المقام أن يذكر الإمام أحمد بن حنبل وموقفه العقدي الواضح إزاء الجهمية المعطلة، ولذلك نجد أن الإمام أبا الحسن الأشعري بنفسه ينتسب إلى عقيدة الإمام أحمد فقال في مقدمة الإبانة: (وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته- قائلون ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ودفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيع الزائغين وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب ومال إلى أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها كالإبانة و الموجز و المقالات وغيرها وكان مختلطاً بأهل السنة والحديث كاختلاط المتكلم بهم بمنزلة ابن عقيل عند متأخريهم، لكن الأشعري وأئمة أصحابه أتبع لأصول الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة من مثل ابن عقيل في كثير من أحواله وممن اتبع ابن عقيل كأبي الفرج ابن الجوزي في كثير من كتبه، وكان القدماء من أصحاب أحمد كأبي بكر عبد العزيز و أبي الحسن التميمي وأمثالهما يذكرونه في كتبهم على طريق ذكر الموافق للسنة في الجملة ويذكرون ماذكره من تناقض المعتزلة، وكان بين التميميين وبين القاضي أبي بكر وأمثاله من الائتلاف والتواصل ما هو معروف، وكان القاضي أبو بكر يكتب أحياناً في أجوبته في المسائل محمد بن الطيب الحنبلي ويكتب أيضاً الأشعري ... ).

فاتضح من هذا النقل: أن المغاربة لو أرادوا أن يربطوا بين عقيدتهم الأشعرية والمذهب الفقهي كان عليهم أن ينتموا إلى المذهب الحنبلي؛ لأن أسس عقيدة الإمام الأشعري كانت مبنية على الموقف العقدي للإمام أحمد، بل نجد أيضاً أن أتباع الأشعري وأنصاره كابن الباقلاني ينتسب إلى الحنبلية مع كونه أحد أئمة الأشاعرة.

ويوضح شيخ الإسلام في موضع آخر العلاقة القديمة بين الحنابلة والأشاعرة مما ينقض كلام كاتب المقال، حيث قال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى: (فإن الأشعري ما كان ينتسب إلا إلى مذهب أهل الحديث، وإمامهم عنده أحمد بن حنبل، وقد ذكر أبو بكر عبد العزيز وغيره في مناظراته ما يقتضي أنه عنده من متكلمي أهل الحديث، لم يجعله مبايناً لهم، وكانوا قديماً متقاربين إلا أن فيهم من ينكر عليه ما قد ينكرونه على من خرج منهم إلى شيء من الكلام؛ لما في ذلك من البدعة مع أنه في أصل مقالته ليس على السنة المحضة بل هو مقصر عنها تقصيراً معروفا. والأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم، وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيري).

ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 06:21 م]ـ

شكرا اخي الفاضل

ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 01:33 م]ـ

يرجى مراجعة الكتب الآتية:

ندوة الإمام مالك -دورة القاضي عياض- وخصوصا كلمة الأستاذ عبد الهادي الحسيسن في المجلد الأول

أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض

سير أعلام النبلاء

وترجمة القاضي عياض ضمن تحقيق إكمال العلم المطبوع بدار الوفاء.

واجمع وسترى عجبا في سيرة الموحدين، وقارن ما جمعته بكتاب المعجب لابن الموقت

ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 06:20 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير