تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:12 م]ـ

العزم ليس إرادة تامة

الشيخ الفاضل

صحيح هي ليست إرادة تامة بمعنى أنها لا تتصمن إرادة الفعل .. أي أنه لم يرد فعلها في تلك الحال كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في نقلك:

((وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ))

فاردته الأزلية إرادة تقدير أو إرادة عزم، وليست إرادة فعل وتنفيذ

فإذا جاء وقته أراد الله فعله وتنفيذه

والدليل عليه من كلام شيخ الإسلام رحمه الله - وهو تكملة ما نقلتُه سابقا:

((فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْدٌ))

فهناك الإرادة الأزلية التي هي (جنس الصفة)

وهناك العزم الذي هو الإرادة غير التامة، التي يكون بعلمه ما سيفعله وإرادة فعله في المستقبل

والعزم كذلك ليس أزليا، بل يترجح لعلمه، ويتبعه ..

وهناك القصد الذي هو (الإرادة الحادثة)

شيخنا الفاضل

أفهم من هذا أنك توافق على أن هناك إرادة تأخر عنها المُراد، وهي إرادة غير تامة وتُسمى بالعزم ولكنك ترى بأنها ليست أزلية

سؤالي شيخنا الفاضل هو:

ما يمنع أن تكون هذه الإرادة أزلية؟ ففي كلا الحالتين تكون الإرادة سابقة

فإذا كان السبب هو أنك ترى أن العلم يسبق تلك الإرادة التي هي العزم

فما الدليل على أن العلم يسبقه وليس مصاحبا له؟

وبالنسبة لقول شيخ الإسلام رحمه الله بأن الإرادة تتبع العلم، ألا يُمكن أن يكون قصده بالاتباع: الملازمة أي أن العلم والإرادة متلازمان، وليس الاتباع بمعنى أنه متأخر عنه

أو

أنه قصد بها إرادة الفعل وليس إرادة العزم؟

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:13 م]ـ

شيخنا الفاضل

أفهم من هذا أنك توافق على أن هناك إرادة تأخر عنها المُراد، وهي إرادة غير تامة وتُسمى بالعزم ولكنك ترى بأنها ليست أزلية

سؤالي شيخنا الفاضل هو:

ما يمنع أن تكون هذه الإرادة أزلية؟ ففي كلا الحالتين تكون الإرادة سابقة

فإذا كان السبب هو أنك ترى أن العلم يسبق تلك الإرادة التي هي العزم

فما الدليل على أن العلم يسبقه وليس مصاحبا له؟

وبالنسبة لقول شيخ الإسلام رحمه الله بأن الإرادة تتبع العلم، ألا يُمكن أن يكون قصده بالاتباع: الملازمة أي أن العلم والإرادة متلازمان، وليس الاتباع بمعنى أنه متأخر عنه

أو

أنه قصد بها إرادة الفعل وليس إرادة العزم؟

نعم أقول إن العزم إرادة غير تامة، أو غير جازمة

إذا متى كانت الإرادة جازمة مع القدرة وجب حصول مراده تبارك وتعالى

أما كونها غير أزلية فلأن إرادة المعين (والعزم يتعلق بالمعين) يجب أن يكون تابعا للعلم، والتابعية تستلزم السبق قطعا، ولا يمكن تفسيرها بالملازمة، بل الشيخ له كلام طويل في نقض كلام الفلاسفة في التقدم الرتبي، و شنع على الرازي ومن لف لفه في تقليدهم الفلاسفة بذلك وألزمهم بقبول قول الفلاسفة في قدم العالم، لقولهم إن للتقدم أنواعا لا تفيد التقدم الزمني، وخرم مثالهم المشهور في تحرك الخاتم بحركة الإصبع متساوقين وأن هذا مثال على التقدم بالرتبة، وقال بل هذا شرط والشرط لا يلزم تقدمه على المشروط، أما السبب فيجب تقدمه زمنا لا مجرد التقدم الرتبي، وتقدم العلم غعلى الإرادة المعينة المتعددة تقدم سببي، لمعنى الترجيح كما سأبين الآن.

أما في مسألتنا فالشيخ يصرح بالتبعية للعلم ..

وصرح بمسألة أخرى فاتت بعض المباحثين هاهنا: ألا وهي أن الإرادة للمعين (تترجح) لعلمه بما فيه، وشيء كهذا لا يقال ابدا في صحيح العقل ولا وضع اللغة المستقيمة أنه مساوق له مصاحب، بل يجب تقدم العلم بالشيء أزلا منه تبارك وتعالى، وعلمه بما فيه من المصحلة والمفسدة، فتقتضي حكمته ـ تبارك وتعالى ـ إيجاده أو عدم إيجاده، فإن اقتضت حكمته إيجاده (ترجح) وجوده على عدمه ـ وفي هذا خروج من أكبر إلزامات الفلاسفة على الأشعرية القائلين بنفي الحكمة والتعليل إذ ألزمهم بكون فعله تعالى في وقت من دون وقت ترجيح من غير مرجح، وكثيرا ما يردد الشيخ في نقض كلام الفلاسفة القائلين بقدم العالم إن قولهم ينقضه الحس الضروري وذلك لإحساسنا بالحوادث كل لحظة، فعلى قولهم يلزم حدوث شيء بلا شيء جديد ن وفي مواضع يصرح أنه يلزم منه حدوث شيء بلا سبب حادث ـ، فيعزم عليه، فيوجده، فمعنى الترجيحية والتبعية لا يكون بمجرد بالرتبة مع المصاحبة.

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير