ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:25 م]ـ
أخي أبو مسلم _ وفقك الله لطاعته_ بخصوص ما سألتَ عن أستاذنا البوطي فأقول وبالله أستعين:
أولا: بالنسبة لعقيدته في القدر فهو كأصحابه يقول ببدعة (الكسب الأشعري) وهي في مآلها جبرية محضة كما قال المحققون من أهل السنة، لأنها تنفي أي تأثير للعبد في إيجاد الفعل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والأشعرية غلب عليهم أنهم مرجئة في باب " الأسماء والأحكام " جبرية في " باب القدر" وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم " (مجموع الفتاوى:5/ 66) بل أئمة الأشاعرة أنفسهم صرّحوا بأنّ كسبهم هذا جبريٌ محض: فقد ذكر الشهرستاني أن أصحاب المقالات "عدوا أبا الحسن الأشعري موافقاً للجهم بن صفوان في الجبر " (الملل والنحل 1: 110) والجهم جبري خالص يري أن العبد مضطر مجبور فيما يفعل، وأن الأفعال تنسب إليه مجازاً كما يقال: أثمرت الشجرة وجري الماء وتحرك الحجر.
قال: "وعلى أصل أبي الحسن الأشعري فإنه لا تأثير للقدرة في الإحداث" (نفس المصدر)
وانتقد السرهندي مذهب الأشعري النافي لتأثير العبد في قدرته، وأعتبره داخلاً في دائرة الجبر الحقيقي، وأن كثيرين من ضعيفي الهمة يحتجون بعقيدة الأشعري في القدر ويمليون إلى مذهبه لهذا السبب. (مكتوبات الإمام الرباني 331)، و لذلك _ ولدفع تهمة الجبر عنهم_ اضطربوا اضطرابا شديدا في حدّه وتعريفه.
ولهذا تجد المرتضي الزبيدي يصف مسألة الكسب بأنها " من معضلات المسائل التي حارت فيها أفكار المتقدمين ولم تحصل على طائل في تحقيق المتأخرين – حتى قال السعد التفتازاني في شرح العقائد بأن فحول أهل السنة عجزوا عن تحقيق معناه " (إتحاف السادة المتقين 2/ 169)
و الرازي يحدد الكسب الأشعري بأنه " اسم بلا مسمي " (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين 199) ووصفه ابن عذبه بأنه " صعب دقيق " (الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية 42)
وصرح الجويني بتخبط مذهب الأشعري في مسألة القدرة قائلاً " ومذهب أبي الحسن مختبط عندي في هذه المسألة ... فقد لاح سقوط مذهبه في كل تقدير " (العقيدة النظامية 32)
ثانيا: أما عن تصوفه فلا يعلم عنه حتى الآن أنه منتسب لطريقة صوفية معينة إلا أنه في سلوكه وعباداته وطقوسه صوفيٌّ محض، ويحضر مجالسهم، ويشهد أذكارهم، ويحتفي ببدعهم، ويتأوّل لكبار زنادقتهم كابن عربي وابن الفارض وعبد الغني النابلسي وغيرهم من رؤوس أهل وحدة الوجود، ويشرح كتبهم، فالنزعة الصوفية عليه ظاهرة .. أما كفريات التصوف وشطحاتهم فلم أجد له كلاما صريحا في ذلك بل كثيرا ما يحذر من أقوالهم وخاصة كتب ابن عربي مع اعتقاده بصلاحهم وولايتهم. نسأل الله العافية
ثالثا: أما بالنسبة لسؤالك عن مرتبته العلمية في بلده، فلا أدري ما تقصد بذلك، إن كنت تريد قبوله بين الناس فالرجل يحظى بجمهورٍ واسع في سوريا الشام _ حرسها الله _ وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية ..
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:28 م]ـ
أخي أبو مسلم _ وفقك الله لطاعته_ بخصوص ما سألتَ عن أستاذنا البوطي فأقول وبالله أستعين:
أولا: بالنسبة لعقيدته في القدر فهو كأصحابه يقول ببدعة (الكسب الأشعري) وهي في مآلها جبرية محضة كما قال المحققون من أهل السنة، لأنها تنفي أي تأثير للعبد في إيجاد الفعل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والأشعرية غلب عليهم أنهم مرجئة في باب " الأسماء والأحكام " جبرية في " باب القدر" وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم " (مجموع الفتاوى:5/ 66) بل أئمة الأشاعرة أنفسهم صرّحوا بأنّ كسبهم هذا جبريٌ محض: فقد ذكر الشهرستاني أن أصحاب المقالات "عدوا أبا الحسن الأشعري موافقاً للجهم بن صفوان في الجبر " (الملل والنحل 1: 110) والجهم جبري خالص يري أن العبد مضطر مجبور فيما يفعل، وأن الأفعال تنسب إليه مجازاً كما يقال: أثمرت الشجرة وجري الماء وتحرك الحجر.
قال: "وعلى أصل أبي الحسن الأشعري فإنه لا تأثير للقدرة في الإحداث" (نفس المصدر)
وانتقد السرهندي مذهب الأشعري النافي لتأثير العبد في قدرته، وأعتبره داخلاً في دائرة الجبر الحقيقي، وأن كثيرين من ضعيفي الهمة يحتجون بعقيدة الأشعري في القدر ويمليون إلى مذهبه لهذا السبب. (مكتوبات الإمام الرباني 331)، و لذلك _ ولدفع تهمة الجبر عنهم_ اضطربوا اضطرابا شديدا في حدّه وتعريفه.
ولهذا تجد المرتضي الزبيدي يصف مسألة الكسب بأنها " من معضلات المسائل التي حارت فيها أفكار المتقدمين ولم تحصل على طائل في تحقيق المتأخرين – حتى قال السعد التفتازاني في شرح العقائد بأن فحول أهل السنة عجزوا عن تحقيق معناه " (إتحاف السادة المتقين 2/ 169)
و الرازي يحدد الكسب الأشعري بأنه " اسم بلا مسمي " (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين 199) ووصفه ابن عذبه بأنه " صعب دقيق " (الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية 42)
وصرح الجويني بتخبط مذهب الأشعري في مسألة القدرة قائلاً " ومذهب أبي الحسن مختبط عندي في هذه المسألة ... فقد لاح سقوط مذهبه في كل تقدير " (العقيدة النظامية 32)
ثانيا: أما عن تصوفه فلا يعلم عنه حتى الآن أنه منتسب لطريقة صوفية معينة إلا أنه في سلوكه وعباداته وطقوسه صوفيٌّ محض، ويحضر مجالسهم، ويشهد أذكارهم، ويحتفي ببدعهم، ويتأوّل لكبار زنادقتهم كابن عربي وابن الفارض وعبد الغني النابلسي وغيرهم من رؤوس أهل وحدة الوجود، ويشرح كتبهم، فالنزعة الصوفية عليه ظاهرة .. أما كفريات التصوف وشطحاتهم فلم أجد له كلاما صريحا في ذلك بل كثيرا ما يحذر من أقوالهم وخاصة كتب ابن عربي مع اعتقاده بصلاحهم وولايتهم. نسأل الله العافية
ثالثا: أما بالنسبة لسؤالك عن مرتبته العلمية في بلده، فلا أدري ما تقصد بذلك، إن كنت تريد قبوله بين الناس فالرجل يحظى بجمهورٍ واسع في سوريا الشام _ حرسها الله _ وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية ..
¥