وقوله ((وهذه القصيدة من الأمور المشهورة)) يعنى المستفيضة المتداولة فى كتب التاريخ والسير والأدب والأشعار، ومما يستأنس بها ويستشهد فى تقويم اللسان وتعليم البيان، كما استشهد بها أهل اللغة كالإمام أبى بكر بن دريد فى ((أماليه))، وابن هشام الأنصارى فى ((مغنى اللبيب))، وعبد القادر البغدادى فى ((شرح الشواهد)) وغيرهم.
أما أن تكون القصة قائمةً مقام الدلالة على إقرار النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشعراء على التشبيب والغزل والوصف للنساء، ولوعة الرجال على فراقهن، ومواعدتهن فى السر، فهذا ما لا يجوز القول به، لعدم قيام الدليل الصحيح على هذا الإقرار، ولمخالفة ذلك للنصوص الواردة فى صيانة حرمات النساء، والتغليظ فى المنع من وصفهن، وانتهاك حرماتهن.
ولا يتصور من له إلمام بمقام النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه، وشدة حياءهم منه، وإجلالهم له، أن ينشد أحد بحضرته مثل هذا التشبيب بامرأة، ولو كانت زوجةً لمن ينشد:
هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... لا يشتكي قِصرٌ منها ولا طولُ
كيف؟، وقد أخرج البخارى من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ رَضِي الله عَنْهَا قالت: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدِي مُخَنَّثٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَدْخُلَنَّ هَؤُلاءِ عَلَيْكُنَّ)). وأخرج من حديث منصور والأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23575
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:38 م]ـ
ماذا عن رسالة الشيخ سعود، هل هي كبقية رسائله الحديثية، وما النتيجة التي توصل إليها.
توصل إلى إثبات القصة.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:43 م]ـ
توثيق قصيدة "بانت سعاد" في المتن والإسناد
د. سعود بن عبد الله الفنيسان * 20/ 2/1426
30/ 03/2005
كان الموقع قد نشر في 13/ 2/1426هـ موضوعاً بعنوان: ("بانت سعاد" هل تُعَدّ وثيقة شرعيّة؟) تغطية لندوة أُقيمت تحت عنوان: (رائعة الشعر العربي: بانت سعاد) للأستاذ بدر بن علي المطوع، وتجاوباً مع ما قام بتغطيته الزميل/ محمد شلال الحناحنة في هذه الندوة، فقد قام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان، بإمداد موقع (الإسلام اليوم) بمقالٍ له حول هذه القضية مقتبس من كتابه: (توثيق قصيدة بانت سعاد في المتن والإسناد) .. فإلى قراءة ما استنبطه فضيلة الدكتور الفنيسان:
الأحكام الفقهية المستنبطة (1)
1 - إذا شبّب الشاعر بامرأة بعينها –ليست مما يحلّ له وطؤها- رُدّت شهادته.
2 - ومن شبّب ولم يعين أحدًا –كعادة الشعراء في مطلع قصائدهم- لم تُردّ شهادته.
3 - ما جاء في النهي عن المدح في الوجه وحثو التراب في وجوه المداحين –محمول على ما إذا كان المدح كذبًا أو في غير محله. أو كان المدح صفة لا تكاد تفارق المادح. وما عداه فجائز.
4 - يجوز سماع المدح من المادح إذا كان بحق. فقد سمع الرسول –صلى الله عليه وسلم- من كعب قصيدته وفيها المدح له، والثناء عليه، ولو كان لا يجوز لأنكره على كعب. وما زال أهل الفضل يُمدَحون في مجالسهم دون أن ينكروا على مادحيهم؛ لأنهم واثقون في أنفسهم ويرون ما يُقال فيهم هو حق أو واقع.
5 - جواز إنشاد الشعر في المسجد. ووجه ذلك أنه أُنشد في مسجد الرسول وبحضرته، ففي غيره من المساجد، وعند غيره من باب أولى.
6 - لا بأس باجتماع الناس في مجمع لسماع الشعر، ولو كان فيه غزل أو مدح وثناء للحاضر في المجلس.
7 - يجوز أن يهدي الممدوح هدية عينية أو نقدية إلى المادح. إذا كان مدحه بحق والممدوح أهل لذلك.
8 - إذا سب الشاعر الدين أو الرسول في شعره يهدر دمه ويحلّ قتله.
¥