تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:47 ص]ـ

الشيء بالشيء يذكر، كذلك أحاديث البخاري ومسلم أولى بأن يتلقاهما العلماء بالقبول.

الشيء بالشيء يذكر، كذلك أحاديث البخاري ومسلم أولى بأن يتلقاهما العلماء بالقبول.

ــــــــــــــــــ

رَعَاكَ اللهُ مِنْ حُرٍّ أَجَادَتْ ... بَدِيهَةُ فِكْرِهِ رَدَّ الدَّليلِ

و ((بِالإِحْسَانِ فِي الْبَدِيهَةِ تَفَاضَلَتْ الْعُقُولُ))

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:52 ص]ـ

وأقول رداً على من صحَّح الحديث بكثرة الطرق بلا شرط ولا قيد. ولا خلاف عندى فى تقوية الحديث بالمتابعات والشواهد، وكذا بكثرة الطرق للحديث الضعيف الواحد، ولكن على الشروط التى ذكرها الحافظ الجهبذ زين الدين العراقى، الذى قال تبصرةً للمبتدى .. تذكرةً للمنتهى والْمُسْنِدِ:

فإن يُقلْ يُحتجُّ بالضعيفِ ..... فَقُل إذا كانَ من الموصوفِ

رواتُه بسوء حفظٍ يُجبرُ ..... بكونه من غيرِ وجهٍ يُذكرُ

وإن يكنْ لكذبٍ أو شذَّا ..... أو قَوِىَ الضُّعفُ فلم يُجبرْ ذَا فلله هذا الحافظ الجبل، فقد حرَّر فأتقن، وحكم فعدل، وفصَّل فأجاد.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 05, 01:30 م]ـ

إيضاحٌ وتنبيهٌ

ــــــــــحدَّثَ الأَصْمَعِيُّ قال: قال حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ: أرسل إليَّ أمير الكوفة، فقال لي: قد أتاني كتاب أمير المؤمنين الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ يأمرنِي بحملك، فقدمت عليه وهو في الصيد، فلما رجع أذن لِي، فدخلتُ عليه، وهو في بيت منجد بالأرمني أرضه وحيطانه، فقال لي: أَنْتَ حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ؟، فقلت له: إنَّ النَّاس ليقولون ذلك، قال: فما بلغ من روايتك؟، قلت: أروي سبعمائة قصيدةٍ، أوَّلُ كلِّ واحدةٍ منها ((بَانَتْ سُعَادُ))!.

بيانٌ ولطيفةٌ

ــــــــــــ أقدم هذه القصائد فيما علمته، قصيدة رَبِيعَةَ بْنِ مَقْرُومِ بْنِ قَيْسٍ الضَّبِيُّ أحد الشعراء المخضرمين، يمدح مَسْعُودَ بْنَ سَالِمِ بْنِ أبِي سُلْمَى:

بانَتْ سعادُ فأَمْسَى القَلبُ مَعْمُودَا ... وأَخْلَفَتْكَ ابنَةُ الْحُرِّ الْمَوَاعِيدَا

كأَنَّها ظَبْيَةٌ بِكْرٌ أَطَاعَ لَهَا ... مِنْ حَوْمَلٍ تَلَعَاتُ الجَوِّ أَوْ أُودَا

قَامَتْ تُرِيكَ غَدَاة البَيْنِ مُنْسَدِلاً ... تَخالُهُ فَوْقَ مَتْنَيْها الْعَنَاقِيدَا

وَبَارِدَاً طَيِّبَاً عَذْبَاً مُقَبَّلُهُ ... مُخَيَّفَاً نَبْتُهُ بالظِّلْمِ مَشْهُودَا

وجَسْرَةٍ حَرَجٍ تَدْمَى مَنَاسِمُها ... أَعْمَلْتُها بِيَ حتَّى تَقْطَعَ الْبِيدَا

كَلَّفْتُها فَرَأَتْ حَقًّا تَكَلُّفَهُ ... وَدِيقَةٍ كَأَجِيجِ النَّارِ صَيْخُودَا

فِي مَهْمهٍ قُذَفٍ يُخْشَى الهلاَكُ بهِ ... أَصْدَاؤُهُ ما تَنِي باللَّيْلِ تَغْرِيدَا

لَمَّا تَشَكَّتْ إِلِيَّ الأَيْنَ قُلتُ لَهَا ... لا تَسْتَرِيْحِينَ مَا لَمْ أَلْقَ مَسْعُودَا

مَا لَمْ أُلاقِ امْرَأً جَزْلاً مَواهِبُهُ ... سَهْلَ الْفِنَاءِ رَحِيبَ الْبَاعِ مَحْمُودَا

وَقَدْ سَمِعْتُ بِقَوْمٍ يُحْمَدُونَ فَلَمْ ... أََسْمَعْ بِمِثْلِكَ لاَ حِلْمَاً وَلا جُودَا

وَلا عَفَافَاً وَلا صَبْرَاً لِنَائِبةٍ ... وَمَا أُنَبِّيءُ عَنْكَ الْبَاطِلَ السِّيدَا

لا حِلْمُكَ الْحِلْمُ مَوْجُودٌ عَلَيْهِ وَلا ... يُلْفَى عَطَاؤُكَ فِي الأَقْوَامِ مَنْكُودَا

وَقَدْ سَبَقْتَ بِغَايَاتِ الْجِيَادِ وَقَدْ ... أَشْبَهْتَ آبَاءَكَ الصِّيدَ الصَّنَادِيدَا

هَذَا ثَنَائِي بِمَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنٍ ... لازِلْتَ عَوْضَ قَرِيرَ الُعَيْنِ مَحْسُودَاوأورد القصيدة بتمامها المفضل الضبِيُّ فِي ((المفضليات))، وذكر أبو الحسن البصرِيُّ أربعة أبيات منها فِي ((الحماسة البصرية))، واستشهد عبد القادر البغدادِيُّ ببعض أبياتها فِي ((خزانة الأدب)).

ـ[محمد محمود يوسف]ــــــــ[02 - 03 - 07, 08:38 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا رجاء مدي بشرح لهذه القصيدة على أن يكون الكتاب إلكترونيًا أو ورد

ـ[خالد البحريني]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:02 م]ـ

أذكر أن شرح القصيدة أخذناه أيام الدراسة المتوسطة وكان مقررا علينا حفظها:)

ـ[وهاج]ــــــــ[14 - 03 - 07, 07:33 م]ـ

بوركتم

ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 08:59 م]ـ

فالحاصل:

أن أسانيد هذه القصة ضعيفة، وفي كل طريق أكثر من علة، فلم يثبت فيها إسناد صحيح ولا حسن:

قال ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) 4/ 372 بعد ذكره القصة:

"وهذا من الأمور المشهورة، ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه، فالله أعلم " اهـ.

وقال العراقي رحمه الله:

" وهذه القصيدة قد رويناها من طرق لا يصح منها شيء، وذكرها ابن إسحق بسند منقطع"اهـ.

في حكم الاستشهاد بها:

اعلم أن ذكر هذه القصة على قسمين:

القسم الأول: أن تذكر هذه القصة كواقعة تاريخية:

فالكلام فيها كالكلام في المغازي وسير الصحابة وقصص المتقدمين و نحوها من الوقائع التاريخية، والأمر في ذلك واسع، وكان الأئمة المتقدمون لا يشددون في مثل هذه الحالة، ويفرقون بين مرويات الأحكام، والمرويات التاريخية.

القسم الثاني: أن يستشهد بها في استنباط الأحكام:

وهذا قسمان أيضاً:

الأول: أن يكون الحكم المستشهد بها عليه ثابتاً بالأدلة الصحيحة، فالقول في ذلك كالقول في الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة والمراسيل وقصص الصالحين والإسرائيليات والرؤى ونحوها، والأمر في هذا واسع؛ إذ الحكم ثابت بدونها، وإنما يستأنس بها، وعلى هذا أكثر الأئمة والعلماء في كتبهم.

والثاني: أن تكون هذه القصة عمدة في استنباط حكم من الأحكام الشرعية؛ كتجويز التشبيب بالنساء ووصف مقاطعهن وقدودهن، ونحو هذا، فهذا لا يجوز، إلا إذا ثبتت صحة هذه القصة؛ لأنها في هذه الحالة تعامل معاملة أحاديث الأحكام، لا التاريخ، ومرويات الأحكام لا بد فيها من صحة الأسانيد للاحتجاج بها كما سبق، وقد تبين لك في المطلب السابق أن هذه القصة لا يصح فيها إسناد.

وعلى هذا: فكل حكم بني على هذه القصة بمجردها فهو فاسد؛ لضعفها.

والله تعالى أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير