تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) أود التنبيه هنا إلى بعض ما يصدر ممن أصابهم شذوذ فطري، واسهال فكري، وغلبت عليهم شقوتهم، واتخذوا أهوائهم آلهتهم، فتركوا الشعائر، واستهانوا بالشرائع، حتى قالوا: لو كان في الشعر خير ما نبت في كذا وكذا، فوصفوا الله بالعبث في خلقه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، عموا عن قوله تعالى: ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) وقوله: ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ))، فإن كان استهزاؤهم باللحية، فهي من خلق الله، وإن كان استهزاؤهم بإطلاق اللحية، فهو من أوامر الله، وإن كان استهزاؤهم بالذي خلق اللحية، فإنه رب السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، ((وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ * الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ * كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ))، والآية صريحة في كفر من استهزأ بشيء من الدين، فمن غمس لسانه في الطعان والاستهزاء، وترك سنة خير الأنبياء، فليبادر إلى التوبة ولا يتخلف، ((فالثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله في غزوة تبوك، قد سمعت ما جرى بهم، فكيف من عمره بالتخلف؟ والهدهد الذي غاب عن سليمان ساعة، توعده سليمان فقال: لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ، فكيف من طالت غيبته؟))، فكن أخي المسلم ممن تابع سنة نبيه، وحمل شريعة ربه بقلبه وقوله وفعله، وتذكر أنه لا يحمل رسائل البشر من الطيور إلا ما قويت عزيمته، فكيف برسالة رب الأرض والسماوات؟ واجعل عملك خالصا فإن الدرهم الزائف لا يدخل الخزانة إلا بعد النقد، وإن كان مكتوبا عليه اسم الملك، فقف على الباب، وتذلل لرب الأرباب، وتعوذ من العذاب، واطلب الثواب، فإن الله وسعت رحمته كل شيء.

ـ[أبو توحيد المعيني]ــــــــ[19 - 11 - 05, 08:30 م]ـ

مواضع السؤال المذموم

سؤال المرء مذموم بحالات * فخذ قولي فإن الذم في عشرة

بلا نفع وما قد زاد عن حاجة * وما لا يقتضي فعلا كذا العسرة

وإن سألوا بعلة حكم شرعتنا *وما قد صار في الأصحاب والعشرة

كذا رأي ومشتبه وإفحام * وبعد تكلف في الفهم كالبقرة


الشرح:

1 - (بلا نفع): مثل قول الصحابي: (من أبي؟) في حديث: (لو تعلمون ما أعلم) عند البخاري.

2 - (وما قد زاد عن حاجة):مثل: (أكل عام؟) في حديث نزول قوله تعالى: ((ولله على الناس حج البيت)) عند مسلم.

3 - (وما لا يقتضي فعلا): والدليل حديث: (ذروني ما تركتكم) عند مسلم.

4 - (كذا العسرة): وهي المسائل العسرة والأغلوطات.

5 - (وإن سألوا بعلة حكم شرعتنا): السؤال عن علة الحكم في بعض الأحكام التعبدية، مثل قضاء الصوم للحائض دون الصلاة.

6 - (وما قد صار في الأصحاب والعشرة): السؤال عما صار بين الصحابة رضي الله عنهم من شجار.

7 - (كذا رأي): السؤال بقصد معارضة الكتاب والسنة بالرأي.

8 - (ومشتبه):السؤال عن المتشابه من النصوص، قال تعالى في سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7))

9 - (وإفحام): السؤال بقصد إفحام العالم لا على سبيل التفقه.

10 - (وبعد تكلف في الفهم كالبقرة): التكلف في السؤال بعد فهم المقصود، مثل قصة أصحاب البقرة.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير