ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:01 ص]ـ
تعريف الشيخ أبو حمزة غير واضح. قال: "فالوحي اصطلاحا: هو إعلام الله لنبي من أنبيائه ما شاء أن يعلمه به من أمر غيبي أو حكم شرعي أو نحوه."
فالنبي هو الذي يتلقى الوحي، والوحي هو الإعلام للنبي! وهكذا ندور في دائرة مغلقة، والأخ أعلاه يرى أنه كتب فأجاد وسطر فأحسن، والله المستعان.
=====
تعريف النبي: لم يأت بالشرع ما ينف التعريف اللغوي، فهما إذاً تعريف واحد. فننظر في معاجم اللغة لنعرف كيف فهم العرب معنى النبي.
ورد تعريف النبي في "القاموس المحيط" للفيروز أبادي كما يلي: «النَّبيُّ: النَّبِيءُ، وهو صاحب النُّبوَّة المُخْبر عن اللّه عزّ وجلّ».
و جاء في "القاموس الوسيط": «النَّبِيءُ: المخبر عن الله عز وجل [وتبدل الهمزة ياءً وتدغم فيقال: النبيّ]. و النُبُوْءَة اسم من النبيءِ وهي الإخبار عن اللَّه».
و جاء في "لسان العرب" للعلامة ابن منظور: «النَبِيءُ: المُخْبِر عن اللّه، عز وجل، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه ... والرَّسولُ أَخصُّ من النبي لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً».
قال ابن حزم: فوجب طلب الحق في ذلك بأن ينظر في معنى لفظة النبوة في اللغة التي خاطبنا الله بها عز وجل. فوجدنا هذه اللفظة مأخوذة من الأنباء، وهو الإعلام. فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحي إليه مُنبئاً له بأمر ما، فهو نبي بلا شك.
================
تعريف الوحي، أو هذا الإعلام الذي يجعل الموحى إليه نبياً:
قال ابن حزم: وليس هذا من باب الإلهام الذي هو طبيعة كقول الله تعالى {وأوحى ربك إلى النحل}. ولا من باب الظن والتوهم الذي لا يقطع بحقيقته إلا مجنون. ولا من باب الكهانة التي هي من استراق الشياطين السمع من السماء فيرمون بالشهب الثواقب، وفيه يقول الله عز وجل {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}. وقد انقطعت الكهانة بمجيء رسول الله r. ولا من باب النجوم التي هي تجارب تتعلم. ولا من باب الرؤيا التي لا يدري أصدقت أم كذبت. بل الوحي الذي هو النبوة قصد من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به. ويكون عند الوحي به إليه حقيقة خارجة عن الوجوه المذكورة يحدّث الله عز وجل لمن أوحى به إليه علماً ضرورياً بصحة ما أوحي به. كعلمه بما أدرك بحواسه وبديهة عقله سواء لا مجال للشك في شيء منه: إما بمجيء المَلَك به إليه، وإما بخطاب يخاطب به في نفسه. وهو تعليم من الله تعالى لمن يعلمه، دون وساطة معلِّم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:04 ص]ـ
3 - أن الآية لم تصرح بطريقة ذلك الوحي ولا يوجد في الآية ما يرجح أنه بواسطة الملك، فمن المحتمل أن الله ألهمها ذلك وقذف ذلك المعنى في روعها.
لذلك يعد بعض العلماء ذلك من جملة الوحي بمعناه اللغوي ويعبرون عنه بالإلهام الفطري الإنسان.
لذلك لا نستطيع أن نستدل بهذه الآيات على نبوة أم موسى.
قال الإمام ابن حزم ردا على هذا: ووجدنا أم موسى –عليهما الصلاة والسلام– قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم، وأعلمها أنه سيرده إليها ويجعله نبياً مرسلاً. فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل. يدري كل ذي تمييز صحيح: أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله –عز وجل– لها، لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها، في غاية الجنون والمرار الهائج. ولو فعل ذلك أحدنا، لكان غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقاً لمعاناة دماغه في البيمارستان! لا يشك في هذا أحد. فصح يقينا أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليم، كالوحي الوارد على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده. لكنه لو ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه، لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنوناً في غاية الجنون. هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس.
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 11:45 م]ـ
مَا زِلتُ و اللهِ أعجبُ أشدَّ العَجبِ ممَّن لا يريدُ التَّسليمَ لابنِ حَزْمٍ، و الأعجبُ أنَّهُ لم ينفردْ بهذا، بل وافَقَه أئمَّةٌ لا أحْسِبُ أنَّهم مشهورينَ عندَكُم بِشُذوذٍ من قبلُ!!
إن كان من قولٍ لوْ لَمْ يَكُنِ القولُ بنُبُوَّةِ النِّساءِ فالتَّوقُفُ، أراهُ أشْبَهُ و أصولَهُ في هذِهِ المَسْأَلَةِ أَمْتَنُ.
و الله تعالى أعلم.