تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• وبه تعلم: أَنَّ مَا يَتَدَيَّنُ به بعض الشبيبة من أَهل عصرنا في قلب جزيرة العرب, مِنْ لُبْسِ ثوب على غَيْرِ صِفَةِ لِباس أَهل بلده ((تديناً)) هو من الخروج عن العادات التي جرت عليها سُنَّةُ النبي ? بلبس الرجل مما يَسَّرَهُ الله ببلده, أَي من لباسهم في شكله وصفته, فهذا الثوب الموفَد هو في حق من يَتَقَّمصُهُ تديناً من أَهل هذه الجزيرة على خلاف السنة, وخروج عن لباسهم المعروف المألوف, ومدعاة للغيبة, والتَّمَيُّزِ, والشهرة, والإِشارة إِليه بالأَصابع بالخفة, وفقدان التوازن, يوضحه ما بعده.

• الثاني: النهيُ عن لباس الشهرة, وهو من الاشتهار, وقد ثبت من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما - أَن رسول الله ? قال: ((من لبس لباس شهرة, أَلبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة - وفي رواية – ثوباً مثله – ثم تُلْهَبُ فيه النار)) [رواه أَبو داود]. وتحصل الشهرة بِتَميُّزٍ عن المعتاد: بِلَوْنٍ, أَو صفة تفصيل للثوب وشكل له, أَو هيئة في اللبس, أَو مرتفع أَو منخفض عن العادة. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: ((يحرم لبس الشهرة, وهو مَا قَصَدَ به الارتفاع, وإِظهار التَّرَفُّعَ, أَو إِظهار التواضع والزهد, لكراهة السلف لذلك)) انتهى من: ((الإِنصاف)). وقال غير واحد من السلف: لباس الشهرة مما يُزْرِي بصاحبه, ويُسْقِط مروءته. وقال المرداوي في: ((الإِنصاف)): فوائد: ((منها: يكره لبس ما فيه شهرة, أَو خلاف زي بلده من الناس, على الصحيح من المذهب)) انتهى.

وقال مَعْمَرٌ: عَاتَبْتُ أَيُّوبَ عَلَى طُوْلِ قَمِيْصِهِ, فقال: ((إِن الشهرة فيما مضى, كانت في طوله, وهي اليوم في تشميره)) ذكره ابن الجوزي في: ((تلبيس إِبليس)) مرتين, معلقاً, ثم مسنداً في: ((ذكر تلبيس إِبليس على الصوفية في لباسهم)) وقال: ((وقد روى إِسحاق بن إِبراهيم بن هانيء, قال: دخلت يوماً على أَبي عبد الله أَحمد بن حنبل, وَعَلَيَّ قميص أَسْفَلَ من الركبة, وفوق الساق, فقال: أَي شيء هذا, وأَنكره, وقال: هذا بالمَرَّةِ لا ينبغي)) انتهى. وَقِفْ على كلامه [من ص211 - ص232] لَعَلَّكَ تَرْفُق بِنَفْسِكَ, وتتبع السنة بلا شهرة ولا شهوة, ولا إِفراط ولا تفريط.

ـ[الشيشاني]ــــــــ[26 - 12 - 08, 09:54 ص]ـ

نقل القاضي عياض عن العلماء: أَن الإِسبال: كل ما زاد على المعتاد في اللباس في الطول والسعة

وقال مَعْمَرٌ: عَاتَبْتُ أَيُّوبَ عَلَى طُوْلِ قَمِيْصِهِ, فقال: ((إِن الشهرة فيما مضى, كانت في طوله, وهي اليوم في تشميره))

إخوتي في الله! من يوضح لي معنى هاتين الجملتين بشيء من التفصيل؟ بارك الله فيكم.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 12 - 08, 10:32 ص]ـ

في كتاب ابن الفرضي في ترجمة عبد الملك بن حبيب الأندلسي

(وأخبرني إسماعيل، قال: نا خالِد، قال: نا أحمد بن خالِد، قالَ: نا ابن وضّاح، قال: أخبرني ابن أبي مريم، قال: كان ابن حبيب (يعني: عبد الملك) عِنْدَنا نازلاً بمصر، وما كُنْتُ رأيت أدْوَم منه على الكتاب. فَدَخَلت علَيْه في القائلة في شدة الحرِّ وهو جالِس على شِدّة، وعليه طويلةٌ؛ فقلت: ما هذا؟ قلَنْسُوة في مِثْلِ هذا؟! فقالَ: هي تيجاننا: قُلْتُ لهُ: فما هذا الكِتابُ: مَتى تَقْرَأ هذا؟ فقال: أبا عبد الله، ما يُشْغَل بقراءته: قدْ أجَازها لي الرّجُل (يعني: أسد بن مُوسى). فَخَرجْتُ من عنْده فأتيت أسداً، فقلتُ لهُ: أيُّها الشيخ؛ تمنعنا القِراءة علَيك وتُجِيزُ لِغَيرنا؟ قال: أنا لا أرى القراءة فكَيف أُجيز! فأخْبَرته. فقال: إنما أخذَ مني كُتُبي فيَكتب مِنها لَيس ذا عليّ. قال خالِد: إقْرارُ أسَد بروايتها، ودَفْعُه كُتبه إليه لينْسَخها، هيَ الإجازة بعَيْنها.

)

هو جالِس على شِدّة

تنبيه كذا في النسخة بكسر المعجمة

والصواب سُدَّةبضم المهملة

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير