تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:39 م]ـ

ومن أجوبة المشايخ في هذه المسألة

قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه إتحاف الجماعة (2

122)

باب ما جاء في الذين يتكلفون في قراءة التجويد

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: خرج علينا رسول الله ? ونحن نقرأ القرآن، وفينا العجمي والأعرابي. قال: فاستمع، فقال: (اقرؤوا؛ فكل حسن، وسيأتي قوم يقيمونه كما يقام القِدح؛ يتعجلونه ولا يتأجلونه).

رواه: الإمام أحمد ورواته ثقات، وأبو داود وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وفي رواية لأحمد؛ قال: دخل النبي ? المسجد؛ فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن؛ قال: (اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح؛ يتعجلونه ولا يتأجلونه).

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه؛ قال: خرج علينا رسول الله ? يوماً ونحن نقتري، فقال: (الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقوم السهم؛ يتعجل أجره ولا يتأجله).

رواه أبو داود وإسناده حسن.

ورواه الإمام أحمد، ولفظه: أن رسول الله ? قال: (فيكم كتاب الله؛ يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض، تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم، ويقومونه كما يقوم السهم، فيتعجلون أجره ولا يتأجلونه).

وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" بنحو رواية أبي داود.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض؛ إذ خرج علينا رسول الله ?، فقال: (أنتم في خير، تقرؤون كتاب الله، وفيكم رسول الله، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها).

رواه الإمام أحمد.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال: (أقرأ الناس لهذا القرآن المنافق؛ لا يذر منه ألفاً ولا واواً، يلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها).

رواه عبد الرزاق، ورجاله كلهم ثقات.

وقد رواه ابن أبي شيبة بنحوه؛ إلا أنه قال: (عن حذيفة)، وزاد في آخره: (لا يجاوز ترقوته)، وإسناده كلهم ثقات.

وفي هذه الأحاديث فوائد:

إحداها: أن النبي ? كان يحب القراءة السلهة.

الثانية: أنه كان يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسله على لسانه.

الثالثة: ثناؤه عليهم بعدم التكلف في القراءة.

الرابعة: أنه لم يكن يعلمهم التجويد ومخارج الحروف، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم لم ينقل عن أحد منهم أنه كان يعلم في التجويد ومخارج الحروف، ولو كان خيراً؛ لسبقوا إليه! ومن المعلوم ما فتح عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وقبط وبربر وغيرهم، وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف، ولو كان التجويد لازماً؛ ما أهملوا تعلمه وتعليمه.

الخامسة: ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف.

السادسة: الرد على من زعم أن قراءة القرآن لا تجوز بغير التجويد، أو أن ترك التجويد يخل بالصلاة، وقد أخبرني بعض من أم في المسجد النبوي أن جماعة من المتكلفين أنكره عليه إذ لم يقرأ في الصلاة بالتجويد، وما علم أولئك المتكلفون الجاهلون أن النبي ? أقر الأعرابي والعجمي والأحمر والأبيض والأسود على قراءتهم، وقال لهم: (كل حسن)، وأنه ? ذم المتكلفين الذين يقيمونه كما يقام القدح والسهم ويثقفونه ويتنطعون في قراءته كما هو الغالب على كثير من أهل التجويد في هذه الأزمان.

السابعة: الأمر بقراءة القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل.

الثامنة: ذم من يأخذ على القراءة أجراً كما عليه كثير من القراء الذين يتأكلون بالقراءة في المآتم والمحافل وغيرها، وكذلك من يجعل القراءة وسيلة لسؤال الناس، وقد رأيتهم يفعلون ذلك في المسجد الحرام؛ يجلس أحدهم، فيقرأ قراءة متكلفة يتنطع فيها، ويعالج في أدائها أعظم شدة ومشقة، وتنتفخ أوداجه، ويحمر وجهه، ويكاد يغشى عليه مما يصيبه من الكرب في تكلفه وتنطعه، ويفرش عنده منديلاً أو نحوه؛ ليلقي في المستمعون لقراءته ما يسمحون به من أوساخهم، وهذا مصداق ما في حديث عمران بن حصين وحديث أبي سعيد رضي الله عنهما، وسيأتي في الباب الذي بعد هذا إن شاء الله تعالى.

وقال الشيخ سعد الحصين حفظه الله في مقال له عن علم التجويد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير