تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد يقبل من أحكام التجويد المحدثة ما يؤيده شرع الله في عمومه مثل الإظهار، لأن حرفاً أصلياً أنزله الله تعالى في كتابه لا بد من التلفظ به بقدر استطاعة المسلم وموافقته للغة قومه العربية الفصيحة، وقد تقبل القلقلة الصغرى لإظهار الحرف الساكن الذي لا يظهر إلا بها بشرط ألا يبدل السكون بحركة أخرى مثل الكسرة كما يفعل كثير من القرّاء عند لفظ (قد) و (أبواب) و (إبراهيم) فهذا تنطع منكر قد يصل إلى التحريف والتبديل عياذاً بالله، وإن من مكائد الشيطان ومصايده صد المسلم عن تدبر آيات القرآن الكريم (وهو فرض من فرائض الله) بما دون ذلك من النوافل فضلاً عن شقشقة معلم هذا البرنامج "وما يماثله من البرامج في هذه الإذاعة وما دونها من الإذاعات" وتشدّقه وتفيهقه وتنطعه بالمصطلحات المحدثة مثل: الاستعلاء والاستفال والانطباق والانفتاح والرّوم والإشمام ونحوها.

وإذا جاز تكلف القلقلة لإظهار حرف أنزله الله تعالى بلسان العرب فكيف يجوز تكلف إخفاء حرف أنزله الله بلسان العرب قوم رسوله؟ لا عجب، فالتكليف والتقليد (بلا دليل) يبعدان العبد عن الشرع والعقل فيُلزم نفسه وغيره بعبادة الله بما لم يشرعه تقرباً إليه بالغلو والابتداع والإسراف والانشغال بذلك عن هدي الله تعالى وهدي رسوله ?؛ قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}، وورد عن النبي ? أنه ذكر من علامات الساعة: "كثرة القراء وقلة الفقهاء"؛ ونرى اليوم كثرة الحرص على تحفيظ القرآن وتجويده وندرة العمل على تدبره، وحتى يضمن الشيطان صرف طلاب العلم عن التدبر إلى الحفظ والتجويد سول لبعض الدعاة إلى الله صرف اهتمامهم إلى سرعة الحفظ (بين سبعة وعشرين يوماً وستين يوماً)، وكان النبي ? ينهى أصحابه رضي الله عنهم عن قراءة القرآن في أقل من سبع (عند البخاري) وثلاث (عند غيره) خشية من عدم تدبره حق تدبره فكيف بالتنافس على سرعة حفظه؟

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من شباب (يحقر الناس قراءتهم عند قراءتهم) ولكن (قراءتهم للقرآن لا تتجاوز تراقيهم) لأنهم لا يفقهون ما يقرؤون وبالتالي لا يعملون به بل بأهوائهم فيميلون عن السنة ويخرجون عن الجماعة والإمامة.

وذكر ابن تيمية رحمه الله من أصناف من يسيء سماع القرآن (ومثلهم من يسيء تلاوته) قوم يسمعونه ولا يفقهونه (وأنى لهم العمل به بَله تبليغه)، مستدلاً بقول الله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء}. [مجموع الفتاوى ج16 ص8 - 12].

وتلاوة القرآن حق تلاوته لا يمكن أن تتحقق إلا بالتأسي برسول الله ? وقد تميزت تلاوته كتاب الله الذي أنزله الله على قلبه بأربع ليست أكبر هم المجوزين ولا تبرز بين قواعد التجويد المحدثة:

1 - كانت قراءته مداً؛ يمد (بسم الله) ويمد (الرحمن) ويمد (الرحيم).

2 - وكان يترسل في قراءته فلو شئت لعددت حروفها حرفاً حرفاً.

3 - وكان يقف على رؤوس الآي كما شرع الله لعباده ولآيات كتابه، ولو تعلقت الآية بالآية بعدها، ولم يعرف عنه أنه جمع بين آيتين أو أكثر ولا استعجل الختمة ولا وقتها بليلة 27 مثلاً.

4 - وكان إذا مر بآية رحمة سأل الله الرحمة وإذا مر بآية عذاب استعاذ بالله من العذاب وإذا مر بآية تسبيح وحمد سبح الله وحمده.

وكان إذا قرأ آية: (سبح اسم ربك الأعلى) قال: (سبحان ربي الأعلى)، وإذا قرأ آية: (أليس الله بأحكم الحاكمين) قال: (اللهم فبلى)، ونحو ذلك لا في صلاة الليل وحدها بل مطلقاً.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 01 - 09, 01:46 ص]ـ

فتكون الخلاصة أنه يجب تعلم التجويد لمعرفة القراءة الصحيحة التي نزل بها القرآن، ولكن بغير مبالغة ولا تشدق ولا تمطيط، وبغير أن يكون ذلك على حساب التدبر والتفهم لآيات الذكر الحكيم، وبغير أن يشغله جمع القراءات عن طلب العلوم الشرعية النافعة من الفقه والحديث والتفسير وغيرهما.

الحمد لله

وبهذا يعرف أن العلماء القدامى متفقين على أن تجويد القرآن فرض عين، ومن أخل بتجويد الفاتحة ففي صحة الصلاة خلفه خلاف. ومن خالف ذلك من المعاصرين ليس له سلف. والذي أراه -والله أعلم- أن هذا الاتفاق خاص بأحكام التجويد التي لا يستقيم النطق العربي إلا بها (وهي معظم أحكام التجويد ما عدا المدود) أي أن العرب في كلامها وخطابها كانت تلتزم بها. والله أعلم.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 08 - 09, 03:43 ص]ـ

للنفع جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير