تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال السفاريني في: " غذاء الألباب شرح منظومة الآداب " (2/ 354 – 355):

مَطْلَبٌ: فِي كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ:

وَنَوْمُك بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ أَوْ عَلَى قَفَاك ... وَرَفْعُ الرِّجْلِ فَوْقَ أُخْتِهَا اُمْدُدْ

(وَ) يُكْرَهُ (نَوْمُك) أَيُّهَا الْمُكَلَّفُ (بَعْدَ) صَلَاةِ (الْفَجْرِ) لِأَنَّهَا سَاعَةٌ تُقَسَّمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ فَلَا يَنْبَغِي النَّوْمُ فِيهَا , فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما رَأَى ابْنًا لَهُ نَائِمًا نَوْمَةَ الصُّبْحَةِ فَقَالَ لَهُ: قُمْ أَتَنَامُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُقَسَّمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ.

وَعَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ أَنَّ الْأَرْضَ تَعِجُّ مِنْ نَوْمِ الْعَالِمِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ , وَذَلِكَ لِأَنَّهُ وَقْتُ طَلَبِ الرِّزْقِ وَالسَّعْيِ فِيهِ شَرْعًا وَعُرْفًا عِنْدَ الْعُقَلَاءِ.

وَفِي الْحَدِيثِ [اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا].

قلتُ: أخرجه الدارقطني في " الأفراد "، وعنه ابن الجوزي في " الواهيات " (1/ 321)، وابن عدي في " الكامل " (2/ 741)، والسهمي في " تاريخ جرجان " صـ 405 من طريق الحسن بن عمرو العبدي ثنا علي بن سويد بن مَنجوفٍ عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.

قال ابن عدي: " وهذا يرويه عن علي بن سويد بن منجوف: الحسنُ بن عمرو، وعلي بن سويد عزيز الحديث ".

ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني قال: " تفرد به علي بن سويد عنه، وتفرد به الحسن بن عمرو بن سيف، وقال علي بن المديني والبخاري: الحسن كذاب " اهـ.

ونقل الذهبي في " الميزان " (1/ 516) تكذيب البخاري ثم قال: " نقل ذلك ابن الجوزي، ولم أجده في " الضعفاء " للبخاري.

قال ورضية ابن معين، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به ".

وللحديث شواهد عن أنس وصخر الغامدي وابن مسعود وجماعة.

انظر: "جزء الفوائد المنتقاة الحسان العواي من حديث أبي عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون السمر قندي عن شيوخه " للعلامة أبي إسحاق الحويني صـ 225.

وَفِي غَرِيبِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رضي الله عنه [إيَّاكَ وَنَوْمَةَ الْغَدَاةِ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ].

قَالَ: وَمَعْنَى مَبْخَرَةٍ تَزِيدُ فِي الْبُخَارِ وَتُغَلِّظُهُ.

وَمَجْفَرَةٌ قَاطِعَةٌ لِلنِّكَاحِ.

وَمَجْعَرَةٌ مُيَبَّسَةٌ لِلطَّبِيعَةِ ".

(وَ) يُكْرَهُ نَوْمُك أَيْضًا بَعْدَ (الْعَصْرِ) فَإِنَّهُ يُخَافُ عَلَى عَقْلِ مَنْ نَامَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رضي الله عنه: يُكْرَهُ أَنْ يَنَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ يُخَافُ عَلَى عَقْلِهِ.

وَرَوَى أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ [مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ] حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

قَالَ فِي شَرْحِ أَوْرَادِ أَبِي دَاوُد: كُلَّمَا قَرُبَ النَّوْمُ مِنْ الطَّرَفَيْنِ يَعْنِي طَرَفَيْ النَّهَارِ قَلَّ نَفْعُهُ وَكَثُرَ ضَرَرُهُ.

فائدة: قال الإمام ابن القيم في " زاد المعاد " (4/ 219 – 225):

فصل

في تدبيره صلى الله عليه وسلم لأمر النوم واليقظة

مَن تدبَّر نومه ويقظَته صلى الله عليه وسلم وجدَه أعدلَ نوم، وأنفعَه للبدن والأعضاء والقُوى، فإنه كان ينام أوَّلَ الليل، ويستيقظ في أول النصف الثاني، فيقومُ ويَستاك، ويتوضأ ويُصَلِّى ما كتبَ اللهُ له، فيأخذُ البدن والأعضاء والقُوَى حظَّها من النوم والراحة، وحظَّها من الرياضة مع وُفورِ الأجر، وهذا غايةُ صلاح القلب والبدن، والدنيا والآخرة. ولم يكن يأخذ من النوم فوقَ القدر المحتاج إليه، ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه، وكان يفعلُه على أكمل الوجوه، فينامُ إذا دعتْه الحاجةُ إلى النوم على شِقِّه الأيمن، ذاكراً الله حتى تغلبه عيناه، غيرَ ممتلئ البدنِ من الطعام والشراب، ولا مباشرٍ بجنبه الأرضَ، ولا متخذٍ للفُرش المرتفعة، بل له ضِجَاع من أُدم حشوهُ ليف، وكان يَضطجع على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير