[نظم أوقات الإجابة في الحج .. لابن علان ..]
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:18 م]ـ
قال الإمام النووي:
ويستحب أن يدعوا فيما بين طوافه بما أحب من دين ونيا , ولو دعا واحد وأمن جماعة فحسن. وحكي عن الحسن رحمه الله: (أن الدعاء يستجاب هنالك في خمسة عشر موضعاً: في الطواف وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي البيت وعند زمزم وعلى الصفا والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات وفي المزدلفة وفي منى وعند الجمرات الثلاث , فمحروم من لا يجتهد في الدعاء فيها) أ. هـ
قال ابن علان (ت1057) في فتوحاته:
وقد كنت نظمتها وزدت عليها مواضع أخرى فقلت: الحمد لله وصلى الله - على نبيه الذي اجتباه
محمد والآل والصحابة - وهذه مواضع الإجابة
وذلك الحجر الطواف والصفا - والمروة المسعى لدى من عرفا
ملتزم والمستجار ومنى - وعرفات ثم جمع فاتقنا
وكذا لدى الثلاث من جمرات - وزمزم أتى عن الثقات
وخلف المقام وبوسط كعبة - وغير ذا مواضع بمكة
مثل حرا ومسجد التنعيم - والمجتبى ومولد الكريم
ومهبط الوحي وعند المتكا - وغار ثور فادع تعطي سؤلكا
وغيرها مواضع مأثورة - وهي لدى أربابها مشهورة
ونظمها شيخنا العلامة العمدة الفهامة عبد الملك العصامي على وفق ما قال الحسن ولكن قيد كل موضع بزمن تبعا للنقاش المفسر فقال:
قد ذكر النقاش في المناسك - وهو لعمري عمدة للناسك
أن الدعا بخمسة عشره - في مكة يقبل ممن ذكره
وهي المطاف ممطلقا والملتزم - بنصف ليل فهو شرط ملتزم
وداخل البيت بوقت العصر - بين يدي جزعته فاستقر
وتحت ميزاب له وقت السحر - و هكذا خلف المقام المفتخر
وعند بئر زمزم شرب الفحول - إذا دنت شمس النهار للأفول
ثم الصفا ومروة والمسعى - بنصف ليل فهو شرط يرعى
وكذا منى في ليلة لبدر إذا - تنصف الليل فخذ ما يحتذا
ثم لدى الجمار والمزدلفة - عند طلوع الشمس يوم عرفة
بموقف عند مغيب الشمس قل - ثم لدى السدرة ظهرا وكمل
قد روى هذا الذي قد قرا - من غير تقييد بما قد أمرا
بحر العلوم الحسن البصري عن - خير الورى وصفاً وذاتا وسنن
صلى الله ثم سلما - وآله والصحب ما غيث همى
الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية ج 4 , ص 385
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[15 - 01 - 05, 01:07 م]ـ
قال رحمه الله: وينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب أو دفع مهروب, أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات فيكون على يقين من نفع دعائه , وأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها فإنه يجذب القلب إلى الله وتلجئه حالته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة.
ومن كان قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء وحصول مطلوبه فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط, كحال أكثر الناس فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم , وفي مثل هذا فاليتنافس المتنافسون.
هذا ومن ثمرات العلم النافع فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائلة جميلة , لو عرفوها لقصدوها , ولو شعروا بها لتوسلوا إليها والله الموفق.
الفتاوى السعدية ص15.