تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السنة في رمي الجمار]

ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[17 - 01 - 05, 04:42 م]ـ

صفة رمي الجمار في السنة

يجب الترتيب عند أكثر العلماء في رمي الجمار أيام التشريق فيبدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد الخَيْفِ وهي أقرب الجمرات إلى مسجد الخَيْف فيرميها بسبع حصيات مثل حصى الخذف يكبّر مع كل حصاة ثم يتقدّم أمامها فيقف فيدعو طويلا بما تيسّر وسواء وقف بقدر سورة البقرة أو سورة يوسف فلا حدّ في ذلك لأنه دعاء و ذكر، قال ابن عبد البر: (ولا توقيت في ذلك عند الفقهاء و إنما هو ذكر ودعاء) اهـ. الاستذكار: 4/ 348 ثم ينصرِف إلى الجمرة الوسطى وهي الثانية فيرميها كالتي قبلها ثم ينصرف عنها ذات الشمال فيدعو طويلا ثم ينصرف إلى جمرة العقبة وجمرة العقبة في آخر منى مما يلي مكة فيرميها كذلك ولا يقف عندها بل ينصرف إذا رمى وإن كان في وقوفه مضايقة شديدة للحجاج فيبتعد قدر المستطاع أو يدعُ الوقوف مراعاة لمصالح عظيمة لا تخفى عند اشتداد الزحام وبخاصة إن خيف من حدوث ضرر على الحجاج بدهسٍ أو إصابات كما حدث في هذه الأزمنة كثيرا.

و قد لخصت هذا كله من كلام جماعة من الأئمة مما قد بينته الأحاديث و الآثار عن ابن عمر و غيره من الصحابة.

وهذا الترتيب على النحو الذي ذُكِر هو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق و قد أمر صلَّى الله عليه و سلَّم بأخذ المناسك عنه.

وفي صحيح البخاري رحمه الله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

(أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدَّم حتى يُسهِل أي يقصد السهل من الأرض وهو المكان الذي لا ارتفاع فيه. ينظر على سبيل المثال فتح الباري: 3/ 581

فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيُسهِل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله) ا هـ روى الإمام البخاري هذا الحديث في ثلاثة أبواب متوالية. - البخاري مع فتح الباري: 3/ 582 – 584 رواه من ثلاثة طرق عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما. ورواه النسائي في الكبرى: (4089) و المجتبى (30 83) و أبو يعلى: (5577) والدارمي: (1903) و البيهقي: (5/ 148)

ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 04:36 ص]ـ

للفائدة

ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 01 - 06, 10:59 م]ـ

المكان الذي ترمى منه جمرة العقبة

تُرمى جمرة العقبة من حيث تيسَّر من أسفلها أو أعلاها و يستحب أن يكون من بطن الوادي من أسفلها و تكون منى عن يمينه و مكة عن يساره كما في الحديث، ولا خلاف في جواز رميها من حيث تيسّر قال ابن المنذر:رُوّينا أن عمر خاف الزِّحام فرماها من فوق ().

وقد سأل الإمامُ مالكٌ عبدَ الرّحمن بن القاسم مِن أين كان القاسم يرمي جمرة العقبة فقال: (من حيث تيسّر) اهـ. ()

والسنة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم – باتفاق - أنه رمي جمرة العقبة وهي آخر الجمرات لمن كان في منى و أوّلها مما يلي مكة – رماها بعد طلوع الشمس ثم نحر هديه ثم حلقَ ثم طاف طواف الإفاضة، و هذا الترتيب أفضل، و قد اختلف العلماء فيمن قدَّم شيئا من ذلك على ما قبله يوم النَّحر، و الراجح قول من قال لا فدية عليه في التقديم و التأخير في ذلك اليوم و هو قول مجاهد و طاووس و به قال الشافعي و أحمد و إسحاق وغيرهم وإليه ذهب أكثر أهل الحديث. تعميما لحديث ْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: (وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنَى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ فَقَالَ اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ فَقَالَ ارْمِ وَلَا حَرَجَ قَالَ فَمَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ افْعَلْ وَلَا حَرَجَ) متفق عليه. و من حديث ابن عباس نحوه أيضا متفق عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير