[أنواع الوسوسة والوسائل للتخلص منها بإذن الله]
ـ[الخنساء]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:13 ص]ـ
ابتلي بعض المسلمين اليوم بهذا الداء العظيم وهو الوسوسة، ويعزى انتشار ذلك بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة، ونتيجة لذلك حصل التخبط والضياع، وغالبا ما يكون ذلك بسبب تسلط الجن والشياطين وتعرضهم للإنس لابعادهم عن خالقهم سبحانه وتعالى، وتكون الوسوسة على عدة أوجه:
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
1 - وسوسة خارجية:
إن المعاناة التي يعاني منها المريض والتي تتعلق بهذا الجانب تؤثر تأثيرا كبيرا على سلوكه وتعامله مع نفسه ومع الآخرين، فتراه غير منضبط في سلوكه وتصرفاته، ويشعر دائما بالنقص في شخصيته وقدراته، ولا بد لمن يعاني من هذا الداء وعلى هذا النحو أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وأن يهتدي بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم لمعالجة ذلك الأمر الخطير، وعادة ما يكون تأثير الوسوسة الخارجية على النحو التالي:
http://algreeb.com/fwasal/line/fantastic.gif
الوسوسة في العقيدة والدين:
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه قالوا: نعم 0 قال: ذاك صريح الإيمان) (حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان - برقم 209) 0
* روي في الصحيحين (البخاري ومسلم) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه ذلك فليستعذ بالله ولينته) 0
* عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله، فإن ذلك يذهب عنه) (أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقال الألباني حديث صحيح، أنظر صحيح الجامع 1542) 0
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله ورسوله) (حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان – برقم 134) 0
قال النووي: (أما معاني الأحاديث وفقهها فقوله صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك 0 وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد 0 فعلى هذا معنى الحديث: سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان 0 وهذا القول اختيار القاضي عياض 0
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله وفي الرواية الأخرى (فليستعذ بالله ولينته) فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه 0 قال الإمام المازري - رحمه الله -: ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها، والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها 0 قال: والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين: فأما التي ليست بمستقرة ولا أوجبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل لا أصل له ينظر فيه 0 وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فأن لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم 0
¥