تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل يعقل أن تزيغ أبصار المسلمين عن رؤية هلال شهر حجهم وآية ربهم التي يرونها كل شهر بأبصارهم ولا يراها إلا نفر يسير شهد لدى القاضي بعد مضي وقت معتبر عن وقت رؤيته للهلال؟

ـ[مالك بن نصر]ــــــــ[09 - 02 - 05, 05:34 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

{فاسألوا أهل الذكر غن كنتم لا تعلمون}

حتى تتجنب الأمة العنت والاضطراب كما حدث في الحج الماضي

حوار حول نفس الموضوع مع بعض أهل العلم

حاورت "الوطن" عالمين سعوديين هما: عضو هيئة كبار العلماء في السعودية وأستاذ الفقه وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقا الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، والأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعميد كلية الشريعة في فرع جامعة الإمام بأبها سابقا الدكتور عبدالله المصلح من أجل توضيح أفضل للمشكلة وبيان أفضل السبل لحلها ويبدأ عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان بالتعليق على المسألة من منطلق أنه لا تعارض بين الدين والعلم، وأن الوسائل الحديثة قد جعلت رؤية الهلال ليست من قبيل الظن وإنما من قبيل القطع واليقين، والأخذ بما يقوله علماء الفلك ووسائل الرصد الحديثة لا يتعارض مع ما نصت عليه الشريعة، والتفرقة بين المجالين مختلقة وليست حقيقية.

ويضيف الشيخ أبو سليمان: إن الحل في هذه المشكلة التي ليست عقدية تراوح بين الحق والباطل، قد وضعه العلماء قديما وحديثا وأشبعوا الكلام فيه ونحن لا نخرج عن إطار علمائنا السابقين، وأظن أن رؤية الهلال لم تعد اجتهادية بل هي محسومة، فكل الفلكيين في العالم يستطيعون أن يثبتوا بالمراصد التي تعني الرؤية ولادة الهلال بكل دقة، ولا يختلف عالم فلكي عن عالم فلكي آخر، فكيف نلغي نتائج العلم ومنجزات العلماء.

ثم يذكر أبو سليمان أن المسلمين يعتمدون على منجزات الفلك في معرفة مواقيت الصلاة، والصيام ليس أعظم من الصلاة، وتجاهل ذلك يعني أننا نقول بالقطيعة بين العلم والدين فعليا رغم ما نقوله دائما عن أنه لا تعارض بينهما! ويؤكد أبو سليمان أن المسألة ليست في ولادة الهلال وإنما هي إمكانية الرؤية، التي يمكن تحققها بسهولة من خلال أجهزة الرصد، وهو ما يجنب الأمة العنت والاضطراب كما حدث في الحج الماضي، وما يعنيه ذلك من خلخلة وتضييع لمصالح العباد، ثم يعلق الشيخ أبو سليمان على ما يحتج به بعضهم: "نحن أمة أمية" فيقول: نعم نحن أمة أمية ولكن لا ننسى أن الله قد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن بقوله "يعلمهم الكتاب" فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا وأرشدنا وهو ما يعني أن نأخذ بما توصل إليه العلم ووسائله الحديثة، ويعتقد الشيخ الدكتور أبو سليمان أن توفر وسائل التقنية الفلكية بين يدينا ثم إعراضنا عنها يدل على تخلفنا الفكري والعقلي.

ويوجب الشيخ الدكتور أبو سليمان على عالم الشريعة أن يرجع في هذا الشأن إلى علماء الفلك فهم أعرف بهذا المجال، ويضيف: إن التمسك بظاهر النصوص التي لها مفاهيمها ولها مدلولاتها والتوقف عند ظواهرها من جملة الأخطاء التي نقع فيها. ويستهل الدكتور عبدالله المصلح حديثه في المسألة بذكر إكرام الله عز وجل الأمة بهذا الدين .. ويقول: إن مما تميزنا به أن جعل الله عز وجل بداية شهورنا وأعوامنا وعباداتنا بالتقويم المتصل برؤية الهلال، فشهورنا تبدأ مع الهلال وبداية صيامنا وإفطارنا مع الهلال وحجنا نقيسه ونقدره باليوم التاسع من ذي الحجة إذا ثبتت رؤيته بالهلال. ويشير الدكتور المصلح إلى أن علماءنا ا السابقين كان عندهم علم يسمونه علم الأهلة ويهتمون بهذا الأمر .. وأمتنا من الأمم التي اهتمت بعلوم الفلك لأن كثيرا من شعائرها ومشاعرها ارتبطت برؤية الهلال، ولا يجوز أن نجهل هذا الجانب .. ولعل البعض قد زهد فيه لأن هناك من استخدمه استخداما سيئا ولكن هذا الاستخدام لا يضرنا، إنما الذي يهمنا أن نعلم منه ما نحن بحاجة إليه في عباداتنا وشعائرنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير