تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي التّنزيل (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) وفي التفسير: قِيل: الشكر قَيد الموجود، وصيد المفقود. قال القرطبي: والآية نصّ في أن الشّكر سبب المزيد.

فحريّ بمن يعمل الصالحات أن يجعل الآخرة هي همّة، والبركة والرّزق تأتي تَبَعاً. والله تعالى أعلم.

الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله تعالى

وهنا ايضا فتوى للشيخ /الشيخ العلامة عبدالله بن غنيمان حفظه الله

س4/ إذا عمل العامل عملاً ابتغى به ثواب الله تعالى في الدنيا، مثل حصول طول العمر بصلة الرحم، وسعة الرزق، ولم يرد ثواب الآخرة، ولكنه أيضاً لم يرد ثواب المخلوقين، فهل يعد هنا من الشرك، وهل له ثواب في الآخرة؟

ج4/ من عمل عملاً مما هو عبادة يراد به وجه الله، وليست له رغبة في الآخرة وإنما رغبته ومقصوده ونيته الدنيا، فإن ذلك من الشرك، كما قال تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}.

وقد عقد شيخ الإسلام ابن عبدالوهاب- رحمه الله-باباً في كتاب التوحيد بقوله: (باب من الشرك: إرادة الإنسان بعمله الدنيا)،أي أنه يعمل عملاً من الأعمال التي هي مما يراد به وجه الله، أي العبادات، وليست له رغبة في الآخرة، وإنما رغبة في الدنيا فقط، كتحصيل وظيفة أو تحصيل مال، أو تحصيل زوجة، وما أشبه ذلك، ولهذا جاء قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) أي ليس له إلا ذلك الذي نواه، وكذلك كونه يصل الرحم لأجل طول العمر فحسب، لأن صلة الرحم قربة يجب ألا يلتفت إلى أمور الدنيا أبداً، ولكن يجب أن تكون أعماله مقصودة بها وجه الله، ويريد بذلك رضاه والفوز بالجنة، وإذا كان هناك شيء من أمور الدنيا فيجب أن يكون تبعاً، فإذا كان تبعاً فلا يضره، لأن الله تعالى جل وعلا أخبرنا أن الصحابة الذين قاتلوا يوم أحد، كان منهم من يريد الدنيا كما قال: {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} ولكن الباعث على القتال، والخروج هو إعلاء كلمة الله ونصر دينه، والدفاع عنه، ولا يمنع من هذا كونهم ييدون المغنم تبعا، ليس مقصوداً في الأصل، ولا هو الباعث على العمل الصالح، وإذا كان الإنسان يصل الرحم لأنه يمتثل أمر الله ويلاحظ مع هذا، أنه يكون فيه زيادة عمر فلا بأس بهذا.

ـ[أم ديالى]ــــــــ[06 - 09 - 09, 08:56 ص]ـ

.............. ؟؟؟؟

ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:06 م]ـ

الحمد لله. لطف الله بك.فكل ما ذكرتيه لا يتعين دليلا على المطلوب،بل هو أعم منه.

أما الاستدلال بآية (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ... ) فباطل من وجوه:

الاول: أن الاثر عن ابن عباس في ذلك لا يصح.

الثاني:قد صح عن يعض الصحابة (ابوهريرة ومعاوية) وأنهم حملوها على المرائي الذي تجرد قصده في طلب الدنيا من غير التفات الى الآخرة وثوابها.

الثالث: ما ذكره بعض المفسرين من أن هذه الآية من العام الذي اريد به الخصوص فهي و إن كان لفظها عاما فإنها خاصة بالكفار بدليل قوله تعالى بعد ذلك

(اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار ... ) وقد صح عن رسول الله قوله:"إن الكافر إذا عمل حسنة أُطعم بها طعمة من الدنيا. وأَما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته"

الرابع: الذي جاء عن السلف في بيان المراد بهذه الاية لا يخرج عن اثنين (الكافر او المرائي) فالتعميم الذي جاء في بعض النقولات التي نقلتيها فيه نظر على

جلالة قائله.

وهاهنا فرق دقيق ينبغي تأمله للإحاطة بمعناه وهو أن من طلب بطاعته حظا دنيويا لا يملكه الا الله لم يكن مشركا بقصده ذاك، ولكن قد ينقص من ثوابه

الاخروي بقدر ما يعطى من ثوابه الدنيوي كالمجاهد يخرج الى المعركة وباعثه الاول على ذلك نصرة الدين وهو مع ذلك يرجو الغنيمة فهذا يعطى على قدر

نيته وكالذي يصل رحمه تقربا الى الله وهو مع ذلك يرجو نيل موعود الله على ذلك من الرزق والبركة وطول العمر.

و أما من يطلب بطاعة الله حظا دنيويا مما عند الناس كالمنصب والمحمدة والمال فهذا الذي يحبط عمله ولا يقبل منه.وهذا الذي يمكن تنزيل الآية عليه.

وقد يرد ها هنا سؤال فيقال: هل يوفى هذا المرائي أجره في الدنيا؟ وجوابه:

أن العاملين لغير الآخرة صنفان:

صنف يعمل الخير جبلة وسجية لا يرجو شكر شاكر،ولا يرغب في ثواب اليوم الآخر/ فهذا يعطيه الله من حسنات الدنيا وما له في الآخرة من نصيب ولا خلاق.

ـ وصنف يعمل الخير ابتغاء المحمدة والشكر من الناس ولو لا ذلك ما فعله فهذا أخس منزلة واحط مرتبة من اهل الصنف الاول والظاهر من الآثار انهم لا

يستحقون أجرا في الدنيا ولا في الآخرة. والعلم عند الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير