تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أين يقع سد يأجوج ومأجوج؟]

ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:55 ص]ـ

[أين يقع سد يأجوج ومأجوج؟]

وسد يأجوج ومأجوج: هو السد الذي بناه ذو القرنين، ليحجز يأجوج ومأجوج عن أذية الناس.

فهل يُعرف مكانه بالتحديد؟

روى الإمام محمد بن جرير الطبري بسنده عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: حتى إذَا بَلَغَ بينَ السَّدَّيْنِ، قال الجبلين: الردم الذي بين يأجوج ومأجوج، أمتين من وراء ردم ذي القرنين، قال الجبلان: أرمينية وأذربيجان. اهـ. تفسير الطبري 16/ 16.

وعنه تفاسير: معاني القرآن 4/ 293 والمحرر الوجيز 3/ 541 وزاد المسير 5/ 189 والجامع لأحكام القرآن 11/ 55 والدر المنثور 5/ 454 وفتح القدير 3/ 313.

وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري: ذكر ابن عفير، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، أرسل خمسة وعشرين رجلا، إلى سد يأجوج ومأجوج، ينظرون كيف هو، وكتب إلى ملك الخزر، أن يجوزهم إلى من خلفه، وأهدى إليهم هدايا، ففعل حتى انتهوا إلى الجبلين، فرأوا بينهما مثل البصيص، وهو بريق الصفر في الحديد، وسمعوا جلبة من داخل السور، ورأوا درجًا يُرقى فيه إلى أعلاه، فصعد فيه رجل منهم، فلما بلغ وسطه تحيَّر فسقط فمات، وانصرفوا بقطعة مسحاة وجدوها عند السد. اهـ. الروض المعطار في خبر الأقطار 1/ 310.

وقال أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله ابن خرداذبة: حدّثني سلاّم الترجمان، أن الواثق بالله رأى في منامه، أن سدَّ يأجوج ومأجوج قد انفتح، فدعاني وقال: اخرج إلى السد وعاينه، وجئني بخبره. وضمّ إليَّ خمسين رجلا، وأعطانا ما يلزمنا، فشخصنا إلى صاحب إرمينية بتفليس، فكتب لنا إلى صاحب السرير، وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللاّن، وكتب لنا ملك اللاّن إلى فيلان شاه، وكتب لنا فيلان شاه إلى طرخان ملك الخزر، فوجَّه معنا خمسة أدلاء، فسرنا من عنده ستة وعشرين يومًا، فانتهينا إلى أرض سوداء منتنة، ثم صرنا إلى مدن خراب، كان يأجوج ومأجوج يتطرَّقونها فخرَّبوها، ثم صرنا إلى مدينة إيكة، التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره، ثم صرنا إلى جبل عالٍ عليه حصن، والسدُّ الذي بناه ذو القرنين، هو فجٌّ بين جبلين عرضه مائتا ذراع، فحفر أساسه ثلاثون ذراعاً إلى أسفل، وبناه بالحديد والنحاس، ثم رفع عضادتين مما يلي الجبل، من جنبتي الفجِّ، عرض كل عضادة خمس وعشرون ذراعًا، في سمك خمسين ذراعًا، وكله بناء بلبن من حديد مغيَّبٌ في نحاس، وارتفاعه مدُّ البصر، وفوق ذلك شُرَفٌ حديد، وبه باب حديد، له مصراعان معلّقان، عرض كل مصراع خمسون ذراعاً، في ارتفاع خمس وسبعين ذراعاً، في ثخن خمس أذرع، وعلى الباب قفل طوله سبع أذرع، في غلظ باع، ومع الباب حصنان، وفي أحد الحصنين آلة البناء، التي بُني بها السدُّ، من القدور الحديد، والمغارف الحديد، و بقية من اللبن الحديد، قد التزق بعضه ببعض من الصدأ، وبتلك الحصون حفظة، على عنق كل رجل مرزبَّة، فيضرب القفل بها ضربة في أول النهار، وفي العصر، ثم يقعدون إلى مغيب الشمس، ليعلموا أن يأجوج ومأجوج لم يحدثوا في الباب حدثًا. وبالباب شقٌ، مثل الخيط دقيق، فأخرجت سكّينًا، فحككت موضع الشق، فأخرجت منه مقدار نصف درهم، لأُريه الواثق بالله. وفي الجبل موضع القدور، التي كان يخلط فيها النحاس، ويُغلى فيه الرصاص والنحاس، والجبل من خارج مسلطح قائم أملس أبيض. وقد سألنا من هناك: هل رأيتم من يأجوج ومأجوج أحدًا؟ فذكروا أنهم رأوا مرةً عددًا فوق الجبل، فهبَّت ريحٌ سوداء، فألقتهم إلى جانبهم، وكان مقدار الرجل في رأي العين، شبرًا ونصفًا. فلما انصرفنا، أخَذَنَا الأدلاء إلى خراسان، ثم إلى سمرقند في ثمانية أشهر، ووردنا على أسبيشاب، وعبرنا نهر بلخ، ثم صرنا إلى شروسنة، وإلى بخارى، وإلى تِرمذ، ثم وصلنا إلى نيسابور. ومات من الرجال الخمسين في الذهاب اثنان وعشرون رجلا، و في المرجع أربعة عشر رجلا، ولم يسلم من المأتي بغل التي كانت معنا، إلاّ ثلاثة وعشرون بغلا، ووصلنا سرّ من رأى، ونحن أربعة عشر رجلا، فدخلت على الواثق فأخبرته بالقصة، وأريته الحديد الذي كنت حككته من الباب. وكان وصولنا إلى السدِّ، في ستة عشر شهرًا، ورجعنا في اثني عشر شهرًا وأيام. انتهى ملخصًا من المسالك والممالك 1/ 141– 145.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير